إسرائيل: الاستيطان خارج المفاوضات مشاريع جديدة وحيّ يهودي في القدس
تسابق إسرائيل نفسها في إظهار أن المستوطنات خارج لعبة المفاوضات. فبعد أيام قليلة على استئناف المفاوضات في واشنطن بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أقرت حكومة بنيامين نتنياهو قائمة الأولويات، وأدرجت فيها عدداً من المستوطنات المنعزلة الواقعة خارج الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية. كما أن وزراء «البيت اليهودي» لا يكفون عن تأكيد مشاريع استيطانية جديدة في الآونة القريبة. وأكدت صحيفة «هآرتس» أن أول المشاريع الجديدة هي إنشاء حي يهودي في جبل المكبر، في حين شددت صحيفة «إسرائيل اليوم» على أن أعداد المستوطنين زادت بالآلاف خلال ما يسمى سياسة الإبطاء القائمة.
وأعلن زعيم «البيت اليهودي» وزير الاقتصاد نفتالي بينت أن عطاءات جديدة للبناء في القدس الشرقية ستنشر خلال أيام قليلة، مشدداً على أن «المفارقة هي أن البناء في القدس، من بين كل الأماكن، توقف وأن هذه السدادة سنزيلها هذه الأيام». وقال لإذاعة المستوطنين أي القناة السابعة «أصررنا على عدم تجميد الاستيطان، والبناء سيستمر. وآمل أنه في الأيام المقبلة ستصدر عطاءات بأحجام جيدة. أما في المناطق الريفية فإن البناء متواصل». وأضاف أن الطلب باستئناف البناء في القدس سيعرض على رئيس الحكومة، وحذر من «أننا لن نبقى شركاء في حكومة تجمد بناء أرضنا».
ونقلت الصحف الإسرائيلية عن أوساط مقربة من وزير الإسكان أوري أرييل من «البيت اليهودي» أن «هناك الآن 2500 وحدة سكنية جاهزة للتسويق في منطقة القدس ولحظة توفر الإمكانية سنقوم ببيعها، لكننا حتى الآن لا نعرف التاريخ المحدد لحدوث ذلك». وبحسب الصحف، فإن أرييل قال إنه يريد البناء في القدس، وأنه أصدر تعليماته بالاستعداد لتسويق أراض في المدينة كما لو أن بالوسع فعل ذلك صبيحة الغد.
وكان أرييل قد تعهد حال توليه منصب وزير الإسكان بأنه في العام 2013 سيسوق أراض للسكن في القدس. وقد نشر عطاءات لبيع أراض سكنية في اثنين من أحياء القدس الشرقية ضم كل منهما 600 وحدة سكنية. ويتوقع نشر أربعة عطاءات إضافية تحوي ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف وحدة سكنية في القدس الشرقية.
وكانت «هآرتس» قد كشفت قبل حوالي أسبوع أن نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن إسرائيل ستنشر خلال فترة المفاوضات مع الفلسطينيين عطاءات لإنشاء ألف حدة سكنية فقط في المستوطنات. ومعروف أن استئناف المفاوضات لم يكن مشروطاً بتجميد الاستيطان برغم وجود تقارير تتحدث عن «كبح»، وليس تجميد الاستيطان.
ومن المقرر أن يشارك أرييل ورئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات يوم الأحد المقبل في حفل وضع الحجر الأساس لمستوطنة يهودية جديدة على شكل حي سكني في جبل المكبر في جنوب المدينة المحتلة. وقد نالت الشركة التي تعهدت بناء الحي التراخيص الخاصة مؤخراً. وتشكل المرحلة الأولى من بناء الحي إنشاء 63 وحدة سكنية بين جبل المكبر ومتنزه قصر المندوب السامي. وأشارت «هآرتس» إلى أن هذه الوحدات مبيعة منذ خمس سنوات، لكن مشاريع البناء كانت معرقلة.
ولا يعتبر هذا الحي المستوطنة اليهودية الأولى في جبل المكبر، حيث في مكان قريب منها تقع مستوطنة «نوف تسيون» المقامة فعلياً داخل الحي الفلسطيني ومحاطة بجدران.
ومن جهة ثانية، شددت صحيفة «إسرائيل اليوم» على أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية ازداد في النصف الأول من العام الحالي بما لا يقل عن 7700 مستوطن ليبلغ عددهم في الضفة 367 ألف مستوطن. ويضم هذا العدد المستوطنين في الكتل الاستيطانية والمستوطنات المعزولة ومستوطنات غور الأردن. وعادة لا يحسب في هذا الإحصاء المستوطنون في متروبوليتان القدس، التي تعتبرها إسرائيل جزءا من أراضيها السيادية.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الزيادة تتسم بأهمية كبيرة نظرا لما وصفته بالتراجع في عطاءات البناء في مستوطنات الضفة الغربية في العام الماضي، وارتفاع أسعار الشقق السكنية هناك. وقالت إن أكبر زيادة هي التي تمت في مستوطنات جبل الخليل وغور الأردن. وتقريباً ذهب ثلثا العدد المذكور للسكن في الكتل الاستيطانية (5200)، في حين ذهب 2400 مستوطن للسكن في المستوطنات المنعزلة.
وأشار السكرتير العام لـحركة «السلام الآن» ياريف اوفينهايمر في تعليقه على هذه المعطيات إلى أنه «بهذه الوتيرة قريبا لن يكون ممكنا تحقيق رؤية الدولتين».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد