إسرائيل تخرق التهدئة مجدداً: 4شهداء.. والمقاومة تتوعد برد في العمق
ترجمت إسرائيل، أمس، ما سبق لقادتها أن لوّحوا به مؤخراً بأن المواجهة في غزة باتت »حتمية«، حيث نفذت قواتها عملية توغل في القطاع، استشهد خلالها أربعة مقاومين، في خرق جديد للتهدئة توعدت الفصائل بالرد عليه عبر عمليات في العمق، في وقت استمر السجال الداخلي بين الرئاسة الفلسطينية والحكومة المقالة، على خلفية فشل مؤتمر الحوار الوطني في القاهرة.
ونعت »كتائب عز الدين القسام«، الجناح العسكري لحركة حماس، أربعة من مقاوميها، استشهدوا في اشتباك مع القوات الإسرائيلية، وهم محسن القدرة (٢٣ عاما)، محمود نعيم (٢٨ عاما)، رامي فرينة (٣٥ عاما) وإسماعيل أبو العلا (٣١ عاما).
ووقع الاشتباك عندما توغلت آليات مصفحة إسرائيلية داخل قطاع غزة شرقي بلدة القرارة، فيما زعم الجيش الإسرائيلي أنّ الشهداء الأربعة كانوا يحاولون »زرع عبوة ناسفة« قرب السياج الأمني الفاصل بين القطاع وإسرائيل.
ورأت »كتائب القسام« في التصعيد الإسرائيلي محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك لـ»اللعب في الوقت الضائع رغبة في تحقيق مكاسب شخصية وحزبية«، متوعدة بـ»رد موجع يبكي إسرائيل« من خلال عمليات في العمق الإسرائيلي.
وأضافت أنه »إذا كان أولمرت يطلب من سكان المستوطنات أن يستعدوا للمواجهة الحتمية مع حماس، فنحن ندعو كل الغاصبين لأرضنا من شمالها إلى جنوبها أن يستعدوا لتلك المواجهة«، مشيرة إلى أنّ »إقرار العدو بأن المواجهة مع حماس حتمية، هو دليل واضح على مدى الهزيمة النفسية وحالة التخبط التي وصل إليها الاحتلال«.
بدورها أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها »سترد بالشكل المناسب والمكان المناسب« على التصعيد الإسرائيلي، مشيرة إلى أنّ »العدو سيكون الخاسر الأكبر
في المرحلة المقبلة، في حال شن أي هجوم على غزة، وسيكون هو ومغتصبوه في مرمى صواريخ المقاومة والعمق الإسرائيلي هدفا للمقاومة الفلسطينية«، فيما أعلنت »ألوية الناصر صلاح الدين«، الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية، مسؤوليتها عن إطلاق ثلاث قذائف هاون باتجاه معبر ناحال عوز شرقي قطاع غزة، ردّاً على استشهاد المقاومين الأربعة. وفيما تواصل قوات الاحتلال إغلاق منافذ غزة للأسبوع الثاني، قال أولمرت إنه سيدرس بجدية قطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة بعد كل مرّة يطلق فيها المقاومون صاروخاً.
ولم يمنع التصعيد الإسرائيلي الخطير في غزة، أطراف النزاع الداخلي من تراشق الاتهامات، حيث اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواصلة الجهود لإنجاح الحوار الوطني رغم »الشروط« التي تضعها حماس للشروع فيه.
وأضاف عباس، خلال وضعه حجر الأساس لبناء متحف خاص بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، »كنا قاب قوسين أو أدنى من الاجتماع، وكانت كل الفصائل الفلسطينية حضرت نفسها وذهبت إلى القاهرة من أجل الحوار... لكننا فوجئنا بأن حماس قررت ألا تحضر وأعلنت عن أسباب وشروط لم نسمع بها إطلاقا«.
في المقابل، شنّ وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة سعيد صيام هجوماً عنيفاً على عباس، حيث اتهمه بالتورّط في التحريض على غزة وتوفير غطاء للمجزرة الإسرائيلية فيها.
وقال صيام إنّ الخطاب الذي ألقاه عباس، في الذكرى الرابعة للراحل عرفات أمس الأول، »جاء مخيباً للآمال وغطاء لمجزرة الاحتلال الصهيوني في خان يونس«، مشيراً إلى أنّ عباس »هو من حارب الموظفين بقطع رواتبهم ومنع جوازات السفر وهو من يساهم بإغلاق معبر رفح وأجهزته الأمنية تقدّم معلومات أمنية للاحتلال الصهيوني عن المقاومة الفلسطينية«. واتهم صيام عباس بإفشال الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة نتيجة »رضوخه لضغوط أميركية وإسرائيلية«. واستهجن نفي الرئيس الفلسطيني وجود معتقلين سياسيين في الضفة، متسائلاً »هل أئمة المساجد وأساتذة الجامعات والأطباء لصوص«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد