إسرائيل تستقبل ميتشل بالهدم والاستيطان في القدس
قابلت حكومة بنيامين نتنياهو مساعي المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل لتحريك المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية باستئناف أعمال الهدم والاستيطان في القدس المحتلة، حيث دمرت قواتها، أمس، منزلين تعود ملكيتهما لفلسطينيين في حيي صور باهر وراس العمود، فيما صادقت بلدية الاحتلال على بناء 24 وحدة استيطانية جديدة في حي الصوانة.
وبعد ساعات قليلة على اللقاء بين نتنياهو وميتشل في القدس المحتلة، وقبيل توجه الأخير إلى رام الله لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، داهمت قوات من الاحتلال حيي صور باهر وراس العمود في القدس الشرقية، حيث هدمت منزلين قيد الإنشاء يعودان للفلسطينيين عيد دويك وسامر عميرة بذريعة البناء من دون ترخيص، فيما ذكرت حركة «السلام الآن» الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ان بلدية الاحتلال في القدس وافقت على بناء 24 منزلا يهوديا في قلب حي الصوانة في القدس الشرقية.
وفيما تكتمت إسرائيل على مضمون المحادثات التي أجراها ميتشل مع نتنياهو، مساء أمس، أعلنت السلطة الفلسطينية أن المبعوث الأميركي عرض على عباس أفكارا جديدة لاستئناف المفاوضات، فيما طالب الأخير بضمانات أميركية لأية مفاوضات مستقبلية مع إسرائيل.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، عقب اللقاء بين ميتشل وعباس، إنّ «الإدارة الأميركية عرضت علينا أفكارا من خلال ميتشل»، مضيفا أنّ القيادة الفلسطينية اطلعت ميتشل على موقفها، مركزة «على وجوب وقف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية».
وقبل بدء اللقاء، قال مسؤول فلسطيني إن عباس وجه رسالة للإدارة الأميركية، سلمها عريقات لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وطالب فيها بـ«ضمانات أميركية وإجابات لاستفسارات حول أي مفاوضات مرتقبة مباشرة أو غير مباشرة».
وبحسب ما أوضح المسؤول الفلسطيني فإنّ الضمانات التي يطالب بها عباس تتضمن «وقفا شاملا للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتوفير مرجعية سياسية واضحة تشمل بالأساس إنهاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، ووجود قوة دولية ثالثة على الحدود الفلسطينية (المستقبلية)، وحل جميع قضايا الحل النهائي، وخاصة قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية»، فضلاً عن «معرفة آليات التفاوض ومدة المفاوضات ومواضيع وقضايا المفاوضات ودور الإدارة الأميركية فيها ان حصلت».
لكن ميتشل لم يأت على ذكر الرسالة أو أية طلبات فلسطينية، إذ اكتفى بالقول ان واشنطن مصممة على متابعة جهودها من اجل التوصل إلى اتفاق سلام. وأضاف «كما توقعنا، توجد العديد من الصعوبات والعقبات والتراجعات على طول الطريق... وقد قبلنا بذلك، لكننا مصممون على مواصلة جهودنا حتى نتوصل إلى النتيجة التي يريدها الجميع، وهي دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، تعيش جنبا إلى جنب بسلام مع إسرائيل».
ومن المتوقع أن يتوجه ميتشل اليوم إلى القاهرة، حيث سيجري مباحثات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وذلك قبل ساعات من انعقاد اجتماع لجنة المتابعة العربية للسلام على مستوى وزراء الخارجية.
وقال مصدر في الجامعة العربية إن الموقف العربي من عملية السلام سيتحدد وفق ما يطرحه عباس، الذي سيشارك في الاجتماع، بشأن الأفكار الأميركية التي بحثها مع ميتشل.
إلى ذلك، أعربت إسرائيل عن ارتياحها لقرار الاتحاد الأوروبي عدم الاعتراف حاليا بدولة فلسطينية.
وقال نائب وزير الخارجية داني أيالون للإذاعة العامة الاسرائيلية «آمل في ان يضع حس المسؤولية لدى أولئك الذين يقومون بدور قيادي مثل الأميركيين والاتحاد الأوروبي حداً للتهديدات الأحادية الجانب التي يلوح بها الفلسطينيون».
من جهة ثانية، أكدت حركة حماس أنها لن تعترف بإسرائيل، لكنها جددت اقتراحها التوصل إلى هدنة مع الدولة العبرية. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية المقال إسماعيل هنية، خلال مهرجان لمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لانطلاقة حماس أقيم في ساحة «الكتيبة» في غربي مدينة غزة، «ليسمعها القاصي والداني. نرددها بعد خمس سنوات، وبعد الحرب والحصار والمؤامرات الداخلية والخارجية: إننا لن نعترف بإسرائيل».
لكن هنية أشار مجددا إلى اقتراح سابق لمؤسس الحركة الشيخ الشهيد أحمد ياسين باستعداد حماس للقبول بهدنة مع إسرائيل من دون الاعتراف بالدولة العبرية، معتبراً أن هذه الهدنة في حال تحققت «لن تكون تخليا عن الثوابت والمبادئ. وحينما نقول بذلك فهذا مرهون بشرطين: عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التنازل عن شبر من ارض فلسطين».
إلى ذلك، شدد هنية على ان الحوار الوطني «الشامل» يشكل «أولوية» بالنسبة لحماس، موضحاً أنّ الحركة «تؤكد التزامها بمبدأ المصالحة خيارا استراتيجيا لا بد منه ليستعيد الشعب وحدته في مواجهة الاحتلال»، لكنه تدارك قائلاً «نتقدم نحو المصالحة بقدر ما تتقدم حركة فتح نحو المصالحة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد