إسرائيل تقيم مخيماً وبوابة عند الحدود السورية

22-02-2013

إسرائيل تقيم مخيماً وبوابة عند الحدود السورية

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي خطواته العملية الأولى لإقامة بوابة حدودية عند السياج الفاصل بين شمالي فلسطين وسوريا في محور القنيطرة، على غرار بوابة فاطمة التي كان قد أقامها الاحتلال على «الحدود» مع لبنان عند نقطة كفركلا في العام 1978، وكانت منطلقا للتدخل المباشر في الأحداث الداخلية اللبنانية والمستمر منذ تلك الفترة وحتى اليوم.
الدولة العبرية بدأت استغلال الأحداث والأوضاع غير المستقرة في الداخل السوري، بعد اقتراب الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين إلى حدود الجولان المحتل، وادعائها إدخال عدد من المواطنين السوريين الجرحى لعلاجهم في المستشفيات الإسرائيلية، ومع سيطرة المسلحين المناهضين للنظام على بعض النقاط الحدودية المحاذية لمواقع الاحتلال في الجولان، والتسريبات الإسرائيلية حول انتشار حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في هذه المنطقة، المرجح تفاقمها عند حدودها الشمالية مع سوريا.
وتواكبت هذه التطورات مع إطلاق الجيش الإسرائيلي حملة إعلامية واسعة، تحت عنوان مساعدة المواطنين السوريين العزل ولدواع إنسانية، متوقعا توجه أعداد منهم إلى «حدود» الدولة العبرية هروبا من القتال أو للمعالجة الطبية أو خوفا من الملاحقة. لهذه الأسباب المعلنة وأخرى مخفية ومبيتة، وفي مقدمتها تسهيل دخولها المباشر إلى صلب الأحداث الداخلية السورية أمنيا واستخباراتيا وعسكريا، قررت إسرائيل إقامة نقطة تجمع، أشبه بمخيم صغير، بمحاذاة السياج الحدودي الشائك قرب بلدة القنيطرة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدة جرافات، تحميها دبابات من نوع «ميركافا»، بدأت بتسوية قطعة أرض، ستزود بمصابيح كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية والمراوح الهوائية، مع تركيز خيم لاستقبال وإيواء مواطنين سوريين، على أن تزود لاحقا بمستشفى ميداني لمعالجة الحالات المرضية والجرحى. وتشمل الخطة ربط نقطة التجمع هذه وشمالي الجولان المحتل ببوابة عبور عند السياج الشائك لتسهيل التنقل بالاتجاهين، وفي حالات متعددة تحددها قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي.
وتتوقع الجهات المتابعة للوضع في هذه المنطقة أن توسع إسرائيل مستقبلا، وعبر هذا المنفذ الحدودي، تورطها في الداخل السوري، ليصل إلى حد تسليح عناصر عميلة بحجة الدفاع عن النفس، وصولا إلى تشكيل مجموعة عسكرية على غرار مجموعة العميل سعد حداد، تأخذ من الحدود مع إسرائيل نقاط تجمع وتسلح، لتنطلق بعدها في السيطرة على مساحة من الأرض تصلح لتكون حزاما أمنيا تحدد الدولة العبرية طوله وعرضه، وحسب ما تسمح به الظروف العسكرية والسياسية الدولية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق خلال الساعات الـ48 الماضية، مناورة واسعة في الجولان المحتل، بمشاركة سلاحي المدفعية والدبابات والطيران الحربي والمروحي والاستطلاعي.

طارق أبو حمدان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...