إضراب موظفي «الأونروا» يؤجج المخيمات الفلسطينية
صعّدت مخيمات فلسطينية احتجاجها على استمرار الأوضاع السيئة في داخلها بسبب إضراب موظفي «الأونروا» عن العمل في كافة القطاعات منذ نحو أربعين يوماً، الأمر الذي تسبب في أزمات صحية وتربوية، وفاقم من صعوبة أوضاع اللاجئين، وأيضاً من حالة احتقان ربما تخرج مستقبلاً عن السيطرة.
ووقعت مواجهات بين الشرطة الفلسطينية ومتظاهرين غاضبين من المخيمات الفلسطينية في مدينة رام الله، حيث قام شبان من مخيمات قلنديا والأمعري والجلزون بإغلاق شوارع رئيسة مؤدية إلى المدينة، فيما تصدت لهم قوات الأمن الفلسطيني بقنابل الغاز المسيل للدموع، في مواجهات استمرت ساعات بين الجانبين وأسفرت عن إصابة العشرات بجروح. وفي هذا السياق، قال عضو «اللجنة الشعبية لمخيم الجلزون» حسين عليان في حديث إلى «السفير»، إن الاحتجاجات التي نفذت أمس، هي بداية فقط، موضحاً أن سلسلة فعاليات تصعيدية ستنفذ في الأيام المقبلة حتى يتم التجاوب مع مطالب العاملين في «الأونروا» وتعود الأخيرة إلى تقديم خدماتها في المخيمات. وأضاف عليان أن «الحالة الآن صعبة ومعقّدة، وهناك احتقان داخل المخيمات قد يتحول إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه». وكان موظفو «الأونروا» بدأوا إضراباً عن الطعام قبل نحو 38 يوماً، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية بما يشمل رفع رواتبهم وتوفير بدل غلاء المعيشة لهم.
وتسبب هذا الإضراب في تعطيل كافة خدمات «الأونروا» المقلّصة أصلاً داخل المخيمات، والتي تشمل خدمات النظافة والتعليم، والصحة. وعلّق عليان قائلاً إن «أولادنا بلا تعليم منذ أكثر من شهر، والنفايات تكدست في وسط المخيم مسببة مكرهة صحية، كما أننا لا نتلقى إلا خدمات صحية أولية جداً بسبب إغلاق العيادات، وكل هذا في ظل عدم اكتراث من الأونروا». وأوضح أن احتجاجات المخيمات أمس، تدعم أيضاً مطالب العاملين في «الأونروا»، «فمطالبهم محقّة، ورواتبهم التي يتلقونها حالياً لا تكفيهم إلا لمنتصف الشهر في ظل الغلاء الفاحش». ولم يتسن الوصول إلى المتحدثين باسم المنظمة الدولية لأخذ فكرة عن الموضوع، حيث تعهدوا بعدم الإدلاء بتصريحات حتى 48 ساعة لإعطاء فرصة لجهود تبذلها الحكومة الفلسطينية من أجل إنهاء أزمة إضراب الموظفين.
والجدير بالذكر أن نحو مليوني لاجئ فلسطيني، يعيشون في 27 مخيماً فلسطينياً منتشراً في الضفة الغربية وقطاع غزة، يتلقون كافة الخدمات الأساسية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، التي قالت مراراً إنها قلصت خدماتها المقدمة للاجئين في ظل عجز في موازنتها زاد عن 50 مليون دولار.
كما تقدم «الأونروا» خدماتها لنحو خمسة ملايين لاجئ، في سوريا ولبنان والأردن.
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد