إقامة معرض ومهرجان للفستق الحلبي في حماة
استضافت محافظة حماة بالتعاون مع وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي مهرجان ومعرض الفستق الحلبي التخصصي الأول
وبمشاركة أربعة وأربعين منتجاً زراعياً من مديريات الزراعة والقطاع العام والمنظفات والمؤسسات وشركات الري والأسمدة والمبيدات والبذور والمنتجين من الفلاحين بينهم شركة إيرانية واحدة متخصصة بإنتاج الفستق الحلبي وذلك في الفترة الممتدة من 7-10 أيلول .2006
حيث أكد السيد الدكتور عادل سفر وزير الزراعة والاصلاح الزراعي أهمية إقامة هذا المهرجان والمعرض المرافق له لأنهما يعرفان بالفستق الحلبي وإنتاجه وتسويقه واطلاع الاخوة المزارعين على أهميته وتشجيعهم على زراعته وتعريف المصدرين والمنتجين على أهم الأصناف المتواجدة محلياً وتواصل الباحثين والمهندسين مع المنتجين للتعرف على مشكلات المحصول لإيجاد الحلول المناسبة لها.
هذا وقد عبر السيد المهندس خليل خالد محافظ حماة عن سعادته وترحيبه باستضافة محافظة حماة للمهرجان الأول والمعرض التخصصي الأول للفستق الحلبي الذي يقام للمرة الأولى في سورية والذي تم فيه تكريم المنتجين الثلاثة الأوائل وكذلك المهندسين المشرفين على حقولهم حيث قدم لكل منتج شهادة تقدير ودرعا تذكاريا ومكافأة مالية.
وأضاف: لقد عملت الحكومة على إنشاء مكتب مركزي للفستق مقره مدينة حماة يضطلع بمهمة رعاية هذا المحصول والاشراف على تطويره, ولابد لهذا المكتب من استكمال هيكليته ليتمكن من الاضطلاع بالمهام المحددة في قرار إحداثه.
هذا وقد التقت الثورة بالمهندس السيد فواز الدالي رئيس وحدة ارشادية بلدة مورك والمشرف على حقل الفائز الأول السيد عبد العزيز الابراهيم وقال: إن بلدة مورك البالغة مساحتها نحو 68 ألف دونم والمستثمر منها نحو 50 ألف دونم بأشجار الفستق الحلبي وهي من البلدات الأولى التي تم فيها زراعة هذا المحصول منذ خمسينيات القرن الماضي حيث إن هذه الشجرة انتقلت من مدينة حلب إلى قريتنا عندما كانت مورك قرية صغيرة وزرعت بأعداد قليلة متفرقة.
وفي عام 1955 زرع فيها نحو ثمانية آلاف دونم تقريباً وخاصة في الأراضي الفقيرة والخفيفة المرتفعة ثم بقيت هذه الشجرة بعطاء قليل لعدم توافر الخبراء الفنيين لدى الاخوة الفلاحين والفنيين حيث يفتقر الفلاحون والمهندسون في المنطقة آنذاك إلى الخبرات اللازمة للتعامل مع هذه الشجرة.
أما في سبعينيات القرن الماضي فقد تم زراعة مساحات كبيرة في هذه البلدة حيث وصلت إلى نحو أربعين ألف دونم وبالوقت نفسه تميزت البلدة بتخريج عدد من الزملاء المهندسين الزراعيين ما أكسب الخبرة الأكثر للمزارعين والمتعلقة بإنتاج هذا المحصول عن طريق الاحتكاك مع التجار والمهندسين في ذلك الوقت ما شجع على زراعة مساحات كبيرة وتغطية معظم حقولهم بأشجار الفستق الحلبي.
وكوني أعمل مزارعاً في قرية مورك إضافة لوظيفتي كمهندس زراعي فقد تابعت موضوع هذه الشجرة باهتمام زائد وفي عام 1985 ومنذ ذلك التاريخ وأنا اتابع الاهتمام بهذا المحصول والتعرف على مشكلاته وأمراضه حتى استطعنا أن نقطع شوطاً كبيراً في هذا المجال مع الاخوة المزارعين حتى أصبحت هذه البلدة مميزة في الإنتاج حيث إن انتاجيتها دوماً هي أعلى من كل القرى المجاورة في محافظة حماة.
علماً أن محافظة حماة هي الأولى أيضاً في الإنتاج لأن عدد الاشجار المثمرة فيها نحو مليونين وثلاثمئة ألف في مجال مصلحة صوران ومورك تشكل فيها نحو 790 ألف شجرة مثمرة.
وتكمن أهمية معرض الفستق في أنه يشكل جزءاً مهماً مكملاً للنشاطات التي تتعلق بالمحصول حيث إن أهميته أكبر بكثير من الأيام الحقلية والندوات الإرشادية فهي ظاهرة جميلة تعطي انطباعاً أكبر وأوسع للمزارعين عن أهمية المحصول والتعرف على أنواعه وأصنافه وطرق تجفيفه وتقشيره وطرق تسويقه.
وقد كان المهرجان مميزاً رغم أنه الأول في تاريخ حياة هذا المحصول وقد تميز بأخذ الصفة العلمية لما رافقه من ندوات ومحاضرات.
المهندس حسن ابراهيم رئيس مكتب الفستق الحلبي في سورية أكد أن سورية تحتل المرتبة الرابعة في إنتاج الفستق الحلبي حيث يبلغ متوسط الإنتاج السنوي حوالى 65 ألف طن فيما تنتج إيران 500 ألف طن واميركا 300 ألف طن وتركيا 75 ألف طن.
وقال المهندس ابراهيم أن المكتب اختير ليكون في محافظة حماة نظراً لوجود الكثير من القرى التي تنتج هذه المادة. وحول أهمية هذا المكتب يقول:
حددت مهام المكتب للمساهمة في وضع خطة تشجير الفستق الحلبي وخطة إنتاج غراسه وفق الخطط الخمسية والسنوية للتشجير وتحديد المساحات الممكن زراعتها وتوزيع الغراس على المحافظات وتحديد مواعيد زراعتها والاشراف على بساتين الامهات في مشاتل الفستق الحلبي ونشر الأصول الجيدة وإجراء التقديرات الأولية والنهائية للمحاصيل.
كذلك الاشراف على معارض الفستق وتنفيذ برامج المكافحة المتكاملة وإقامة الحقول الارشادية والأيام الحقلية, وعن واقع زراعة الفستق الحلبي في سورية يقول المهندس ابراهيم إن المساحة المزروعة بالفستق الحلبي في سورية تبلغ حوالى 57 ألف هكتار وعدد الاشجار 9,5 ملايين شجرة منها 6,2 ملايين شجرة مثمرة وتقديرات الإنتاج بحدود 65 ألف طن وتتوزع هذه المساحات كمايلي:
حلب 25 ألف هكتار, حماة 20 ألف هكتار, إدلب 7 آلاف هكتار, ريف دمشق 3133 هكتاراً, دير الزور 500 هكتار, الحسكة 370 هكتاراً, الرقة 300 هكتار, السويداء 460 هكتاراً, درعا 37 هكتاراً, الغاب 56 هكتاراً.
وهذه الزراعة في توسع مستمر وسورية تصدر قسماً لا بأس به من إنتاجها وإن أكبر كمية إنتاج هي في حماة حيث تصل إلى 22 ألف طن نظراً للرعاية الكبيرة من قبل المزارعين حيث هي مصدر دخلهم الوحيد.
معرض الفستق الحلبي تظاهرة زراعية جيدة ومشكورة كافة الجهود التي بذلت لإنجاحه ولكن كنا نتمنى لو أخذ بالحسبان أن المنتجات الزراعية المعروضة من عنب وتفاح وخوخ واجاص وفستق حلبي تحتاج إلى صالة عرض مكيفة وكونه المعرض الأول فحبذا لو عرضت المعروضات في أماكن بعيدة عن أشعة الشمس الحارقة.
فمكان المعرض رغم أهميته التاريخية والآثارية إلا أنه غير ملائم لعرض منتجات شركات الادوية من المبيدات والمستحضرات الطبية, ذلك لأنه لا يعقل أن يعرض تفاح أفسدته الشمس أو فستق حلبي لم يستطع مقاومة حر الشمس ووهجها فاسود لونه.
ابراهيم الشعار - مالك كوسى
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد