إلغاء ترخيص لشركة أمن أمريكية في العراق
قال مسؤولو الخارجية الامريكية إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتفقا على ضمان نزاهة وشفافية التحقيق الذي سيتم في حادث اطلاق عناصر تابعة لشركة أمن أمريكية خاصة النار على مدنيين في بغداد مما اسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.
واعربت رايس خلال اتصال مساء الاثنين بالمالكي عن اسفها لسقوط ضحايا من المدنيين.
وقد ألغى العراق ترخيص العمل الذي كان ممنوحا لشركة "بلاك واتر" الأمريكية المتخصصة في توفير خدمات الأمن الخاص بعدما تورط أفراد تابعون لها في حادث إطلاق النار الذي أودى بحياة المدنيين.
وقالت وزارة الداخلية العراقية إن الشركة التي تتخذ من نورث كارولينا مقرا لها أصبحت الآن ممنوعة من مزاولة نشاطها في أي مكان في العراق.
وقد طلب من كافة عناصر الشركة مغادرة العراق على الفور فيما عدا هؤلاء المتورطين في الحادث.
وكان المتعاقدون الأمنيون الذين توظفهم وزارة الخارجية الأمريكية قد فتحوا نيران أسلحتهم بشكل عشوائي بعد أن تعرض موكبهم لإطلاق نار يوم الأحد.
وقد أكد متحدث باسم السفارة الأمريكية في بغداد وقوع الحادث مضيفا أن عددا من عناصر الأمن بالسفارة تعرضوا لعملية تفجير قنبلة وإطلاق الرصاص عليهم.
وأضاف المتحدث ان هناك نقاشات مستمرة بشأن وضع الشركة الآن بعد ان وجهت اليهم الأوامر بمغادرة البلاد.
وقال العميد عبد الكريم خلف، مدير العمليات في وزارة الداخلية العراقية، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إن السلطات العراقية ستقاضي أي متعاقد أجنبي يثبت أنه أفرط في استخدام القوة.
وأضاف "فتحنا تحقيقا جنائيا ضد المجموعة التي ارتبكت الجريمة."
ومعظم القتلى والمصابين من المارة كما أن بينهم أحد ضباط الشرطة العراقيين.
وفضلا عن القتلى الثمانية، جُرح 13 شخصا على الأقل خلال إطلاق النار الذي حدث في منطقة مزدحمة من بغداد.
وقال ضابط شرطة لوكالة الأنباء أسوشيتد برس إن تبادل إطلاق النار بدأ في الساعة 12.30 بالتوقيت المحلي في ميدان نيسور في حي المنصور الذي تسكنه أغلبية سنية.
وقال أحد الشهود ويدعى حسين عبد العباس وهو صاحب محل تجاري في المنطقة إن الحادث وقع عقب حدوث انفجار.
وأضاف "رأينا موكبا يتألف من سيارات رباعية الدفع يمر من الشارع القريب، لكن بعد دقيقة، سمعنا صوت انفجار قنبلة تلاه صوت إطلاق نار استمر لمدة عشرين دقيقة بين مسلحين وأفراد الموكب الذين كانوا أجانب ويرتدون ملابس مدنية. وحينئذ بدأ كل المارة في الشارع بالهروب فورا."
ورأى شاهد آخر ويدعى محمد حسين أخاه يقتل في تبادل إطلاق النار.
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية "كنت أقود سيارتي خلف سيارة أخي وفجأة حدث انفجار تلاه إطلاق نار. حاولت أن أفهم ما الذي يجري عندما رأيت موكب سيارات سوداء يتقدمنا."
وأضاف "وبمجرد أن رأيت أخي يسقط داخل السيارة، سحبته إلى الخارج وحاولت أن أختبئ في مكان آمن لتفادي مصادر النيران لكني أدركت أنه أصيب برصاصة في صدره وفارق الحياة."
ويتردد ان الخارجية الأمريكية ترتبط بعقد مع شركة بلاك ووتر بقيمة 300 مليون دولار لحماية موظفيها ومعداتها في العراق.
ويُذكر أن رجال أعمال وصحفيين وشخصيات عامة يستعينون بخدمات آلاف المتعاقدين الأمنيين في العراق لتوفير الأمن لهم.
وعادة ما يكون المتعاقدون مدججين بالسلاح غير أن المنتقدين يقولون إن بعضهم ينقصهم التدريب اللازم ويسارعون إلى الضغط على الزناد، إضافة إلى أنهم غير مسؤولين سوى أمام الجهات التي تشغلهم.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد