إيران تختبر اليوم استعداد الغرب للاتفاق النووي ـ السياسي
تستعد ايران اليوم الخميس، للإعلان عن قبولها «الاطار العام» لاتفاق فيينا النووي، الذي يقضي برفع درجة تخصيب مخزونها من اليورانيوم لاستخدامه في مفاعلها البحثي في طهران. الا ان العالم يترقب الموقف الغربي من التعديلات «المهمة» التي تطالب بها، والتي يبدو انها تتركز على رفض تسليم غالبية مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب، على دفعة واحدة، إلى روسيا وفرنسا.
ونقلت وكالة «مهر» الايرانية شبه الرسمية للأنباء، عن مصدر مطلع في فيينا، قوله إن مندوب إيران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية، سيقدم اليوم الى المدير العام للوكالة محمد البرادعي، رد طهران على الاتفاق. وأشارت الوكالة إلى أن إيران «توافق في ردها النهائي على الاطار الذي اعد أثناء مفاوضات فيينا لتسليم الوقود المخصص لمفاعل الأبحاث في طهران، لكنها اقترحت تعديلات في نص مشروع الاتفاق».
ولم يؤكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي، بطريقة مباشرة تقرير «مهر»، لكنه قال ان سلطانية غادر طهران أمس في طريقه الى فيينا. وأضاف «سيجتمع مع السيد البرادعي في أول فرصة مناسبة ويقدم ما تلقاه في طهران»، وهو ما أكده النائب محمد كرميراد، عضو لجنة شؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الايراني.
وعشية الرد الايراني، اجرى الأمين العام لمجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي، محادثة هاتفية مع منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا. وذكرت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية «ارنا»، ان سولانا قال لمحدثه «ان سلة (المقترحات) الايرانية كاملة وتنطوي على نقاط مهمة في نظرنا». من جهته، أكد جليلي ان بلاده «ترحب بالحوار في إطار سلة» مقترحاتها، التي قدمتها مؤخرا الى الغرب.
وبعدما حذرت الولايات المتحدة إيران من إفشال الاتفاق، أقرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي، تشريعا يعاقب الشركات التي تبيع البنزين الى إيران، مما يوفر للرئيس الاميركي باراك اوباما أداة جديدة يستخدمها ضد طهران. غير ان المشروع يتعين إقراره من قبل لجان اخرى والكونغرس بأكمله قبل ان يصبح قانونا، وحتى لو صار قانونا، ليس من الواضح انه سيتم تطبيقه.
في مقابل ذلك، قال كبير المستشارين في الكرملين سيرغي بريخودكو، ان فرض عقوبات جديدة على طهران أمر «غير مرجح كثيرا في مستقبل قريب»، في وقت اكد نائب رئيس الوزراء الروسي
سيرغي ايفانوف، ان موسكو «لم تبع حتى الآن اي صاروخ اس ـ 300» لايران. كما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإيران لقرارها السماح للمفتشين بزيارة منشأة التخصيب في قم.
في موازاة ذلك، قال مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية، إن فرنسا ستكون الخاسرة والمتضررة بسبب مواقفها «المتطرفة» تجاه إيران. ونصح المصدر وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير «بالتخلي عن وضع القيود أمام اتفاقيات جنيف وفيينا البناءة والابتعاد عن السياسات المسيئة بخصوص إثارة الشكوك لدى الآخرين».
من جهة اخرى، قال مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، ان «النظام الاسلامي.. يحظى بنوع من الحصانة وتحول الى نظام راسخ لن تؤثر فيه الضربات». واعتبر ان «التشكيك بأساس الانتخابات (الرئاسية الاخيرة)، جريمة کبرى»، مشيرا الى ان «العدو استغل هذا الامر الى ابعد الحدود». ورأى ان «الذين يدخلون معترك السياسة يجب ان يکونـوا کلاعبي الشطـرنج ماهرين، وأن يحسبوا ويتوقعوا الحرکات والتغييرات اللاحقة».
وسأل مرشد الجمهورية عن «شطب البعض لشعاري: الموت لإسرائيل والموت لأميرکا... فما المعنى الحقيقي لهذه القضايا؟». ورأى ان «جعل مجموعة من الشعب في مواجهة النظام والبلاد، في الوقت الذي دخلت هذه المجموعة ساحة الانتخابات بصدق ومن دون اي سوء نية، مخالفة کبيرة». كما اعتبر انه «لو استطاعت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ان تعکس حقائق وإنجازات البلاد، فإن أمل جيل الشباب وسرور ورفعة المواطنين کانت اليوم أعلى بكثير»، في وقت تظاهر العشرات من أقارب أشخاص اعتقلوا بعد الانتخابات للمطالبة بالإفراج عنهم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد