ادانة دولية خجولة تطلق يد الوحشية الإسرائيلية
الجمل : تواصلت ردود الفعل العربية والدولية على العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي أدى إلى إلحاق أضرار مادية فادحة وخسائر بشرية مؤلمة بلبنان
فقد أصدر رئيس البرلمان العربي، محمد جاسم الصقر، بياناً بشأن "الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الجمهورية اللبنانية"، دان فيه ما وصفه بـ"العمل الوحشي لقوات العدو الصهيوني."وقال الصقر، إنه سيقترح على أعضاء البرلمان العربي، خلال الدورة المزمع عقدها في التاسع عشر من الشهر الجاري، بحث تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وكذلك الأحداث المأساوية في العراق. وأضاف: "إذا كانت الحدود اللبنانية مع شمال فلسطين المحتلة، قد شهدت تطورات عسكرية، فهي ناتجة عن تراخي المجتمع الدولي في تطبيق القرارات الدولية التي تلزم إسرائيل بإنهاء الإحتلال للأراضي اللبنانية، ومعالجة آثاره.".
السعودية ألقت باللوم على "عناصر" في داخل لبنان في العنف مع إسرائيل، وقال بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) إن السعودية "تود أن تعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن وراءها، دون رجوع الى السلطة الشرعية في دولتها، ودون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية، فتوجد بذلك وضعاً بالغ الخطورة، يُعّرض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار، دون أن يكون لهذه الدول أي رأي أو قول." واضاف البيان "ان المملكة ترى أن الوقت قد حان لأن تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة، وأن يقع عليها وحدها عبء إنهاء الازمة التي أوجدتها."
في الأردن أدان العاهل الاردني الملك عبد الله التصعيد الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، داعيا إسرائيل الى وقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية اللبنانية.ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن الملك عبد الله تأكيده لدى لقائه النائب اللبناني الشيخ سعد الحريري انه "سيواصل جهوده واتصالاته مع الدول العربية والقوى الدولية المؤثرة لايجاد مخرج لهذا الوضع يجنب الشعب اللبناني المزيد من الخسائر المادية والبشرية."وشدد العاهل الأردني على أهمية بلورة موقف عربي موحد يقوي الحكومة اللبنانية ويساعد الشعب اللبناني ودعا الى وحدة الشعب اللبناني لتجاوز هذه الظروف الصعبة.
في المغرب، طالبت الحكومة المغربية المجتمع الدولي بالعمل على وقف العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في لبنان انتقاما من خطف جنديين إسرائيليين على ايدي حزب الله.
وقال نبيل بن عبدالله، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في اللقاء الاسبوعي مع الصحافة عقب اجتماع مجلس الوزراء، إن الحكومة المغربية توجه "نداء قويا الى المجتمع الدولي من اجل الرجوع الى الهدنة والعمل على الوقف الفوري للعمليات العسكرية، بالنظر الى ما تحمله من مخاطر إشعال فتيل الفتنة والمواجهة العسكرية وإدخال المنطقة مجددا في مسلسل العنف وعدم الاستقرار." واضاف ان هذه العمليات العسكرية "تشكل رد فعل غير مبرر ولجوء مفرط ومبالغ فيه للقوة لا يمكن ابدا تبريره تحت اي ذريعة كانت،" واصفا اياها بأنها "تصعيد عسكري خطير سيعمق من ماساة والام المواطنين المدنيين."
في سوريا، قال فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري للصحفيين "إن الاحتلال هو مصدر وسبب رئيسي للتحريض ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، لذلك هناك مقاومة لبنانية وفلسطينية." وتابع قائلا "القول الفصل هو للمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان، وهم يقررون ماذا يفعلون، ولماذا يفعلون بالتأكيد."
في لبنان جاءت ردود الأفعال الدولية لتكثف الضغوظ على الحكومة اللبنانية الحالية، التي اعلنت على لسان رئيس الوزراء، فؤاد السنيورة، قوله إن "حكومته ليست مسؤولة، ولم تقر عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين."وفي الوقت ذاته، دان السنيورة القصف الإسرائيلي لمنشآت لبنانية، وذلك في تصريحات عقب اجتماع طارئ للحكومة حول الأزمة. ومن جانبه، أشار الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مؤتمر صحفي الأربعاء إلى أن "لبنان يتعرض حاليا لضغوط شديدة، بلغت حد التهديد، من سفارات أمريكية وغربية ومنظمات دولية للمطالبة بإطلاق فوري للجنديين الإسرائيليين."
في اسرائيل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إن هجوم مقاتلي حزب الله على حدود إسرائيل الشمالية "عمل حربي"، متوعدا بأن الرد سيكون "مؤلما جدا." كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، في بيان "أن دولة إسرائيل ترى نفسها حرة في استخدام كافة الإجراءات التي تراها ضرورية، وأن أوامر صدرت للقوات الإسرائيلية في هذا الشأن."ومن جانبها، أصدرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، بيانا مكتوبا الأربعاء، دان اختطاف حزب الله لجنديين إسرائيليين، وحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجوم.
وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية في البيان: "حزب الله جماعة إرهابية، وجزء من الحكومة اللبنانية. وقد طالب المجتمع الدولي مرارا، وخاصة مجلس الأمن الدولي، حكومة لبنان بتفكيك حزب الله، غير أن لبنان أخفق في هذا، والنتيجة هي اعتداء اليوم."وتابع البيان: "إسرائيل تعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن اعتداء اليوم. هناك محور للإرهاب والكراهية، أوجدته سوريا وإيران وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يرغب في القضاء على أي أمل للسلام. ولا يمكن للعالم أن يدعهم ينجحون."
وقال البيان: "في تلك الظروف، إسرائيل ليس لديها بديل سوى الدفاع عن نفسها ومواطنيها. ونحن نتوقع من المجتمع الدولي أن يعمل معنا. سنرد على الهجوم، ونقاتل من أجل السلام."
ردود الفعل الدولية:
أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش، الخميس، على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وانتقد حزب الله لتقويضه جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط، محملا سوريا مسؤولية تدهور الأوضاع بسبب إيوائها قيادات حماس وعلاقتها بحزب الله.
من جانبها، دانت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، أسر الجندين الإسرائيليين، وقالت: "إن ما قام به حزب الله يقوض الاستقرار الأقليمي، ويتعارض مع مصالح إسرائيل والشعب اللبناني."
وقالت رايس، في بيان صادر من باريس، حيث تشارك في اجتماعات هناك، إنها أجرت اتصالات هاتفية حول الأزمة مع رئيس الوزراء اللبناني، والأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني.وذكرت رايس في البيان إن "كل الأطراف يجب أن تعمل معا لتسوية الأزمة سلميا وحماية المدنيين"، مشيرة إلى أن "سوريا تتحمل مسؤولية خاصة من أجل استخدام نفوذها للحصول على نتيجة إيجابية."وفي وقت لاحق، حثت وزيرة الخارجية الامريكية رايس اسرائيل على التحلي بضبط النفس في هجماتها على اهداف لبنانية، وطالبت سوريا بالضغط على حزب الله للكف عن مهاجمة اسرائيل. وقالت لصحفيين يرافقون الرئيس الامريكي جورج بوش في ألمانيا "من الاهمية البالغة ان تتوخى اسرائيل ضبط النفس في تصرفاتها للدفاع عن النفس."
الاتحاد الأوروبي وبريطانيا
ومن جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي، حزب الله إلى الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين، مناشدا جميع الأطراف احترام الخط الحدودي الأزرق بين إسرائيل ولبنان. اما وزيرة الخارجية البريطانية، مارغريت بيكيت، فقد ادلت ببيان مشترك مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة بالاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، جاء فيه:" "يساورني أنا والسيد سولانا القلق العميق تجاه تصعيد الأزمة الحالية، والتي تشكل الآن خطرا على كل من إسرائيل ولبنان، وبالطبع على الأمن بالمنطقة ككل على نطاق أوسع. ويعمل المجتمع الدولي والمملكة المتحدة جميعهم على التوصل لتسوية لهذه الأزمة." وتابع البيان المشترك:" نناشد جميع الأطراف عمل كل ما بوسعهم لمعالجة هذه الأزمة ولمنع تدهور الوضع أكثر من ذلك. ونؤيد بشدة جهود الأمم المتحدة الرامية لترتيب وقف ممكن لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن ولإطلاق سراح الجنود المختطفين. "وشدد البيان على ضرورة "إطلاق سراح الجنود المختطفين عاجلا، وبوقف الهجمات على المدن والأحياء الإسرائيلية. كما نناشد جميع الدول التي تملك التأثير على حزب الله وحماس أن تلعب دورها للتأثير عليهم."وأكد البيان انه "يحق لإسرائيل كل الحق الرد على أعمال الاستفزاز غير المبررة. لكن بينما من حق إسرائيل القيام بما يلزم لحماية أمنها، فإنه يتعين عليها عمل ذلك بطريقة لا تؤدي لتصعيد الوضع، وأن تكون استجابتها متوازنة ومتساوية، ووفق أحكام القانون الدولي، وأن تتجنب وقوع قتلى بين المدنيين والتسبب بمعاناتهم."
في فرنسا وصف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، الهجمات الاسرائيلية على لبنان، والتي شملت قصف مطار بيروت بأنها "عمل حربي غير متكافئ".وقال دوست بلازي لمحطة اذاعة اوروبا 1 "على مدى عدة ساعات وقع قصف لمطار بلد يتمتع بسيادة كاملة."وفي ذات الوقت، ندد دوست بلازي بقيام حزب الله باطلاق صواريخ على شمال اسرائيل وخطف الجنديين قائلا ان هذه الاعمال "غير مسؤولة". وقال "الحل الوحيد هو العودة الى العقل من الجانبين." واضاف "اننا ندعو الى خفض التوتر." واضاف أن فرنسا تدعم "مطالب لبنان باحالة (الموضوع) الى مجلس الامن الدولي في أقرب وقت ممكن" مضيفا ان مخاطر اندلاع حرب اقليمية قائمة "تماما".
في روسيا ندد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بهجوم اسرائيل على لبنان وكذلك عملياتها في الاراضي الفلسطينية. ونقلت عنه وكالة أنباء انترفاكس قوله للصحفيين، على متن طائرة أقلته من باريس الى موسكو "هذا رد غير متناسب مع ما حدث.. واذا كان كل من الجانبين يسعى الى دفع الاخر الى وضع حرج، فأني أعتقد عندها أن ذلك سيتطور بشكل درامي ومأسوى."
الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان طالب حزب الله بإطلاق سراح الجنديين الأسيرين الإسرائيليين في لبنان، ودعا زعماء المنطقة إلى العمل على منع حدوث تصعيد للصراع في الشرق الاوسط. وقال عنان في مؤتمر صحفي "أدين دون تحفظ الهجوم الذي وقع وأطالب بإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين فورا".
كذلك أعلنت الأمم المتحدة أنها سترسل فريقا أممياً إلى الشرق الأوسط لحث الأطراف اللبنانية الإسرائيلية على التهدئة.
وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، إن الأخير أوعز لفريق مكون من ثلاثة أشخاص، بقيادة مستشاره السياسي الخاص، فيجاي نامبيار، للتوجه إلى الشرق الأوسط "للمساعدة في نزع فتيل الأزمة في المنطقة." ويضم الفريق إلى جانب نامبيار، كلاً من ألفارو دي سوتو وتيري رود لارسن.
أما رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي، الذي بدأ زيارة للمنطقة الثلاثاء، فقال: "أتفهم غضب الشعب الإسرائيلي الذي يريد تطبيق مبدأ العين بالعين.. لكن على المدى الأبعد، فإن التعايش والازدهار هو ما يهم.. ومن المطلوب ضبط النفس أثناء الرد."
وتابع كويزومي في مؤتمر صحفي مشترك مع أولمرت في إسرائيل: "أتفهم غضب إسرائيل إزاء الهجوم على شعبها لكني مازلت أفضل أن تأخذ في الاعتبار بشكل كاف أهمية مستقبل السلام عند ردها ".
وفي برلين، أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها جراء تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط، مناشدة الأطراف المتنازعة إلى ضرورة التزام الهدوء وضبط النفس .
وقال توماس شتيغ، نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية للصحفيين، إن الحكومة الألمانية تنظر بقلق شديد إلى احتمال اشتعال حرب في المنطقة جراء الأعمال الحربية التي وقعت مؤخرا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي .وأضاف أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل أكدت للرئيس الأمريكي جورج بوش، أثناء لقائها معه ، ضرورة المساهمة بالقيام بجهود دبلوماسية لوقف تردي الوضع السياسي والعسكري في الشرق الاوسط.
وفي طهران، أدان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني بشده العدوان الصهيوني على لبنان مشدداً على أن إيران ستبقى إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي عليه.وصرح لاريجاني بأن التحركات العنيفة ممن جانب إسرائيل في مراكز تواجد المدنيين في غزه ولبنان تدل على أنه يريد فرض حاله انعدام الأمن. وأكد أن مثل هذه التصرفات تلحق الضرر بإسرائيل لأنها خلقت المزيد من المقاومة في المنطقة.وأعلن لاريجاني استعداد إيران لإعادة بناء منشآت البنية التحتية اللبنانية التي دمرتها القوات الإسرائيلية.
الجمل ـ وكالات
إضافة تعليق جديد