استراتيجية وزارة الحرب الأمريكية لعام 2025
الجمل: نشر المحلل العسكري نيكتيورسي مقالاً في صحيفة آسيا تايمز الصادرة اليوم 9 كانون الثاني 2007، حمل عنوان (الرجال العناكب والأقراص المتفجرة الطاقة).
يشير المقال إلى أن البنتاغون يقوم حالياً بإعداد برنامج يهدف لوضع استراتيجية جديدة تعطي الجيش الأمريكي بحلول عام 2025م على كسب الحرب غير التقليدية منخفضة الشدة.
يقول نيكتيورسي بأن مخططي الحرب في البنتاغون أصبحوا على قناعة تامة بأن عمليات مكافحة العصابات في المستقبل سوف لن تكون موجهة ضد الخلايا والمجموعات الجيفارية الطابع التي تنتشر في الأماكن والأصقاع النائية، بل سوف تكون في المناطق الغنية بالنفط، وداخل المدن الحضرية والعواصم المتقدمة الكبيرة.
يقوم خبراء التخطيط الحربي في البنتاغون بتصميم برنامج يحمل اسم درابا DRAPA، وتشترك في تمويل هذا البرنامج العديد من شركات الكمبيوتر وصنّاع الأسلحة.
يركز برنامج درابا على العمليات العسكرية التي تجري مواجهاتها في المناطق الحضرية والمدن المكتظة بالسكان، وذلك بهدف القضاء على عدو (مفترض) يتميز بقدرات عالية في استخدام الأساليب الاجتماعية والثقافية.
يتضمن برنامج درابا على العديد من الوسائط:
- الخرائط البصرية والالكترونية الثابتة والتفاعلية المتحركة.
- شاشات البلازما العالية النقاء.
يهدف البرنامج إلى تغطية حاجة القوات الأمريكية في الاعتبارات المتعلقة بتعزيز القدرة في المواجهات العسكرية التي تجري في المناطق المدنية مثل البنايات وغيرها من المنشآت المدنية. وبالذات في الجوانب المتعلقة بـ:
• معرفة كل التفاصيل الخاصة بالبنايات والعمارات الموجودة في مدى العالم وذلك عن طريق قيام أجهزة المخابرات الأمريكية بإعداد قاعدة بيانات لتخزين المخططات التفصيلية الخاصة بكل البنايات في مدن العالم، وبالذات في الدول التي تتوقع القوات الأمريكية أنها قد تخوض حرباً محتملة في هذه الدول خلال الفترة المستقبلية القادمة كفنزويلا، وكل دول الشرق الأوسط. كذلك سوف تعمل وكالة المخابرات المركزية على استخدام تصوير البنايات من الداخل، ومن الممكن أن تلجأ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى شركات ومكاتب السياحة وذلك من أجل استخدام السياحة كغطاء من أجل إنجاز عملية التصوير.
• استخدام التكنولوجيا الدقيقة المتطورة في عمليات التضليل الطويلة الأجل، بحيث يتم تثبيت أجهزة التنصت والكاميرات السرية عن طريق زراعتها في كافة البنايات، وتوصيلها بمراكز رقابة الكترونية سرية، بحيث يستطيع مركز الرقابة الخاص بكل منطقة متابعة التفاصيل التي تجري داخل كل بناية، ومن الممكن أن يتم التقاط البث بواسطة الأقمار الصناعية بحيث يكون للبنتاغون ووكالة الأمن القومي الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية القدرة على متابعة كل ما يجري داخل بنايات العالم بشكل فوري ومباشر، وعلى سبيل المثال تستطيع أجهزة المخابرات الأمريكية متابعة حركة الأفراد داخل البنايات ومعرفة وتحديد مكان كل شخص داخل البناية في أي طابق وفي أي وقت.
• التكيف العسكري: وذلك عن طريق استخدام برامج الكمبيوتر الوصفية التفصيلية التي تغطي كل أجزاء المدينة، ومن ثم يكون هناك جنود مختصين بخوض المواجهات العسكرية في مدن معينة، ومن ثم يستطيعون إجراء التدريبات التي تجعلهم عن طريق الكمبيوتر يعيشون افتراضياً ضمن المدينة ويتعرفون على طبيعة شوارعها ومناطقها وبناياتها، ومن ثم يستطيعون دخول هذه المدن والعيش فيها ومخالطة سكانها، وكأنما هم من سكانها الأصليين.
• استخدام الخلايا الالكترونيد: هناك خلايا الكترونية دقيقة تستطيع البث بشكل مباشر إلى الأقمار الصناعية المرتبطة بها، وبعض هذه الخلايا بحجم رأس الدبوس، ويحاول خبراء البنتاغون وضع برنامج لزراعة هذه الخلايا في قطع السلاح والآليات والسيارات والدراجات التي تستخدمها القوى العسكرية المعادية لأمريكا، وميزة هذه الخلايا أنها تقوم بالبث إلى الأقمار الصناعية، على النحو الذي يحدد مكانها الفعلي على سطح الأرض، أي يقوم القمر الصناعي بقراءة واضحة لاحداثيات الطول والعرض التي توجد فيها هذه الخلايا.. وعلى سبيل المثال: إذا تمت زراعة خلية من هذا النوع على أي قطعة سلاح، أو سيارة أو أي عتاد عسكري، فمن الممكن تحديد مكان وجود هذا السلاح على الخارطة مهما كان مكانه وفي أي وقت، وعلى الأغلب أن تقوم أجهزة المخابرات الأمريكية بالاتفاق مع بعض شركات السلاح، وربما مهربي السلاح بعملية زراعة هذا النوع من الخلايا الالكترونية بحيث يتسنى للقوات الأمريكية بعد ذلك بكل سهولة معرفة مكان هذه الخلية، أي معرفة مكان (العدو).
وأخيراً نقول: ما يثير الاشمئزاز هو رغبة الأجهزة الأمريكية في مواصلة الاعتداء على الآخرين دون الاهتمام بأي اعتبارات أخلاقية، مهما كان ثمن التكلفة الإنسانية غالياً.
ولكن ما يثير الإعجاب حقاً هو الرغبة المستمرة والتفاؤل لتحقيق النجاح في كل شيء مهما كان صعباً.
فهل يا ترى يستفيد العرب من الحكمة القائلة: لا مستحيل تحت الشمس، ويحزموا أمرهم من أجل المضي قدماً للنهوض بمجتمعاتهم.
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن الباحث قد قال: إن البنتاغون قد استفاد من خبرة وتجارب هزيمة حزب الله لإسرائيل، ومقاومة العراقيين في بغداد والفلوجة والرمادي للقوات الأمريكية. فهل يا ترى بالمقابل سوف يستفيد الاستراتيجيون العرب من هذه التجارب، ويقومون بتطويرها، علماً أنها ملك لهم، وذلك قبل أن يأخذها ويطورها الآخرون، مثلما أخذوا جداول اللوغاريتمات، والجبر والهندسة، وطوروها وصنعوا الكمبيوتر.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد