استهداف بعثتين إسرائيليتين في الهند وجورجيا

14-02-2012

استهداف بعثتين إسرائيليتين في الهند وجورجيا

استهدف تفجيران، يوم أمس، بعثتين إسرائيليتين في الخارج، حيث أصيب دبلوماسي في السفارة الإسرائيلية في العاصمة الهندية نيودلهي بجروح إثر زرع عبوة ناسفة في سيارته، فيما اكتشف أحد موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة الجورجية تبليسي عبوة ناسفة تحت سيارته قبل أن تنفجر. وأثار هذان التفجيران تساؤلات حول أهدافهما وتوقيتهما، خصوصاً أن اسرائيل سارعت الى اتهام ايران وحزب الله، وربطت الحادثين بإحياء الذكرى الرابعة لاغتيال القيادي في «حزب الله» الشهيد عماد مغنية، وتزايد وتيرة الاغتيالات ضد العلماء النوويين الإيرانيين. النيران تشتعل في السيارة التابعة للسفارة الإسرائيلية في نيودلهي أمس (أ ب)
وقال المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في العاصمة الهندية أن الانفجار وقع في سيارة أحد المبعوثين الإسرائيليين، وقد أصيب وتم نقله إلى المستشفى من دون تحديد مدى إصابته. وأشارت وسائل الإعلام الهندية إلى أن أربعة أشخاص أصيبوا في الانفجار، الذي وقع على مقربة من محطة وقود وغير بعيد عن مقر إقامة رئيس الحكومة الهندية. وأشارت معلومات إلى أن بين المصابين زوجة ملحق أمني إسرائيلي رفيع المستوى. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الشرطة الهندية قولها أن النيران اشتعلت في السيارة جراء الانفجار الذي وقع في الشارع قبالة السفارة.
أما في تبليسي، فقد زرعت العبوة في سيارة موظف في السفارة الإسرائيلية لكنه ليس إسرائيليا. وعلى الفور تم إبلاغ كل السفارات الإسرائيلية في العالم بأمر هاتين الحادثتين.
وأثارت العمليتان قلقا واسعا في إسرائيل من احتمال أن تكون بداية حملة عمليات ضد مؤسسات إسرائيلية في العالم، ثأرا لاغتيال القيادي في المقاومة الشهيد عماد مغنية، الذي استشهد في الثاني عشر من شباط العام 2008، وهو في العادة موعد تأهب في المؤسسات الإسرائيلية في الخارج، وانتقاما لعمليات التفجير والاغتيال لعلماء الذرة الإيرانيين.
وسارعت إسرائيل إلى اتهام إيران بالهجوم على سفارتي إسرائيل في الهند وجورجيا. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن «إيران هي من تقف خلف الحادثين». اضاف
في مستهل اجتماع لكتلة الليكود في الكنيست، إنه «في الأشهر الأخيرة كنا شهود عيان على عدد من محاولات المساس بمواطني إسرائيل اليهود، في سلسلة دول، من بينها أذربيجان وتايلاند. وفي كل الأحوال أفلحنا في إحباط تلك العمليات بالتعاون مع الجهات المحلية. وفي كل الحالات فإن من وقف خلف هذه العمليات كان إيران وربيبتها حزب الله. واليوم نحن شهود على عمليتين أخريين، في الهند، حيث أصيبت مواطنة، وفي جورجيا».
وقال نتنياهو إن «إيران، تقف خلف العمليتين، وهي مصدر الإرهاب الأكبر في العالم. وحكومة إسرائيل وجهاز الأمن فيها سيواصلان سويا مع أجهزة الأمن المحلية في العمل ضد الإرهاب الدولي ومصدره إيران».
من جهته، قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان هذه الهجمات تثبت ان الاسرائيليين في الداخل والخارج «هم اهداف للارهابيين» ولكن اسرائيل تعرف «كيف تتعرف على المسؤولين» عن الهجمات. واضاف ان «هذه الهجمات تذكرنا بان الدبلوماسيين الاسرائيليين يقفون على خط الجبهة في الحملة التي تتعامل معها اسرائيل في انحاء العالم».
لكن إيران نفت هذه الاتهامات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست «ننفي قطعيا الاتهامات التي وجهها لنا النظام الصهيوني. وهي جزء من الحرب الدعائية» مضيفا ان ايران «تدين جميع الاعمال الارهابية».
وفي واشنطن دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون «بأشد العبارات» الهجمات «الجبانة» واعربت عن استعداد بلادها للمساعدة في التحقيقات. وقالت كلينتون في بيان «ادين بأشد العبارات الممكنة تفجير عربة دبلوماسية اسرائيلية في الهند ومحاولة الهجوم على موظفي السفارة الاسرائيلية في جورجيا». واضافت ان «آفة الارهاب تعد صفعة للمجتمع الدولي بأكمله». وقالت ان «الولايات المتحدة تضع على قمة اولوياتها سلامة وامن الدبلوماسيين في جميع انحاء العالم وهي على استعداد للمساعدة في اية تحقيقات في هذين العملين الجبانين». وختمت «اننا ندعو بالشفاء للجرحى في نيودلهي».
من جهته، بدأ رئيس الأركان الجنرال بني غانتس مشاورات أمنية للتداول في الهجمات، وقد شارك فيها كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس شعبة العمليات الجنرال يعقوب إياش، وقائد سلاح الجو الجنرال عيدو نحوشتان.
يذكر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية طلبت مؤخرا من نظيراتها في أوروبا تشديد الحماية على مؤسسات وجماعات إسرائيلية في تلك الدول، جراء الخشية من تنفيذ حزب الله لعمليات ثأرية. وقد استجابت دول عديدة بينها اليونان وبلغاريا، وبدأت تأمين الحماية حول المؤسسات والجماعات الإسرائيلية في تلك الدول.
وكانت وزارة الدفاع الوطني في أذربيجان قد أعلنت قبل ثلاثة أسابيع عن اعتقال خلية مشبوهة بالتخطيط لاغتيال مبعوثي جمعية «حباد» الدينية في تلك الدولة. وذكرت وسائل الإعلام الأذرية أن السفير الإسرائيلي في العاصمة، باكو، كان أيضا مستهدفا من الخلية ذاتها. وراجت تقديرات بأن محاولة اغتيال مبعوثي «حباد» هي نوع من الرد الإيراني على اغتيال علماء الذرة الإيرانيين. وأشارت الصحف إلى أن المتهمين الثلاثة حصلوا على أسلحة ومتفجرات من الاستخبارات الإيرانية.
وكانت الشرطة التايلاندية قد اعتقلت في الشهر الفائت مواطنا لبنانيا بشبهة الانتماء لـ«حزب الله»، واتهامه بالتخطيط لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
إلى ذلك، أدانت وزارة خارجية اذربيجان رسالة احتجاج تم تسليمها للسفير الاذري في طهران تتهمها فيها الجمهورية الاسلامية بالتعاون مع اسرائيل، وتطالبها بمنع الموساد من تنفيذ «نشاطات» معادية لطهران من أراضيها.
وقال المتحدث باسم الوزارة المان عبد اللاييف ان «هذه الرسالة الايرانية افتراء»، واصفا الاتهام الايراني بانه رد فعل على احتجاج رسمي ارسلته باكو الى طهران الشهر الماضي بعد اعتقال شخصين قيل أنهما على علاقة بالاستخبارات الايرانية للاشتــباه بتخطيطهما لقتل عدد من الشخصيات الاسرائيلية البارزة في اذربيجان المجاورة.
وقال المتحدث ان «هذه الرسالة تشكل ردا على رسالة من أذربيجان بشأن محاولة اجهزة الامن الايرانية شن هجمات ضد مواطنين اسرائيليين اثنين في باكو».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...