استهداف عدة مناطق غرب العاصمة الليبية طرابلس
تتواصل حالة الفوضى الأمنية المتفاقمة التي تشهدها مختلف المناطق الليبية منذ عدوان حلف شمال الأطلسي/الناتو على الأراضي الليبية عام 2011 وسط تزايد حالة الانقسام تجاه ما تشهده البلاد من أوضاع سياسية وأمنية مضطربة.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن عدة منازل بمنطقة القادسية غرب العاصمة الليبية طرابلس تعرضت للقصف بقذائف أسفرت عن إحداث أضرار جسيمة بعدد من المنازل بالمنطقة دون وقوع إصابات بشرية.
ونقلت الوكالة عن سكان في المنطقة قولهم إن عدة قذائف سقطت مساء امس على المنازل ما أحدث أضرارا جسيمة بثلاثة منازل متجاورة يقطنها عدد كبير من الافراد إضافة إلى تضرر عدد من السيارات التي كانت متوقفة بالمكان وتساقط بعص الاسقف وزجاج النوافذ.
كما سقطت صواريخ أخرى على عدد من المنازل بحي الوخيم بمنطقة غوط الشعال ما أحدث أضرارا كبيرة بالمنازل والسيارات وبعض قطعان الماشية إضافة إلى نزوح عدد من الأهالي الذين تضررت منازلهم.
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس أعمال عنف منذ الثالث عشر من تموز الماضي بين ميليشيات متناحرة تهدف للسيطرة على مطار طرابلس الأمر الذي أدى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى.
وعلى صعيد آخر تتوسع حدة الانقسامات بين مختلف التيارات السياسية والإيديولوجية في ليبيا وهو ما ابرزته في الآونة الأخيرة المظاهرات المؤيدة أو المناهضة لتنصيب البرلمان الجديد في مدينة طبرق شرق البلاد.
وفي هذا السياق شهدت العاصمة طرابلس مظاهرتين إحداهما مؤيدة للبرلمان الجديد وداعمة لعملية الكرامة العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية فيما تعارض الأخرى البرلمان وتندد بالعملية العسكرية.
وأشارت الأنباء إلى أن إحدى الميليشيات المسلحة المتمركزة في مطار معيتيقة شرق طرابلس والتي يقودها المدعو عبدالرؤوف كارة وفرت الحماية للمتظاهرين المناهضين للبرلمان واعتدت على المظاهرة الأخرى المؤيدة للبرلمان حيث استخدمت قنابل مسيلة للدموع وأطلقت النار بشكل عشوائي على المتظاهرين ما أوقع العديد من الجرحى.
وأوضحت وسائل إعلام ليبية أن هذه الميليشيات هاجمت بعد المظاهرة حي فشلوم إلا أن سكان الحي أغلقوا عليهم منافذه ما أجبرهم على الانسحاب.
بدورها شهدت مدينة بنغازي مظاهرتين إحداهما مناهضة للبرلمان والأخرى مؤيدة له فيما نظمت في مدينة مصراتة التي تسيطر عليها ميليشيات متطرفة مظاهرة واحدة مناهضة للبرلمان بينما احتشد سكان مدينة الزنتان في مظاهرة مساندة له.
ووفقا للمراقبين فإن هذه التحركات التي تقوم بها الميليشيات المتطرفة تأتي للتغطية على الفشل الذي منيت به التنظيمات المتطرفة في الانتخابات البرلمانية والتي اظهرت فوز التيارات الليبرالية والداعية إلى بناء دولة القانون مشيرين إلى أن ليبيا ستشهد المزيد من إراقة الدماء ليس لأسباب أيديولوجية أو سياسية فحسب وإنما بدوافع كسب المزيد من الغنائم.
من ناحيته وصف الباحث السياسي الأمريكي المتخصص في الشؤون الأمنية أندرو أنجيل مستقبل ليبيا بـ القاتم حيث الاقتتال الداخلي في طرابلس وسيطرة الجماعات الإرهابية على أجزاء من بنغازي.
ونقلت صحيفة الوسط الليبية عن انجل قوله في تحليل نشره في موقع معهد واشنطن للأبحاث إن “على الإدارة الأمريكية أن تشجع الحوار بين اللواء المتقاعد حفتر الذي يقود عملية عسكرية ضد الجماعات المتطرفة في البلاد والنواب الليبيين الجدد للوقوف في وجه المجموعات الارهابية التي تحاول فرض سيطرتها على البلاد.
وكالات
إضافة تعليق جديد