الأزمة التركية- الكردية تخيم على مؤتمر جوار العراق
وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت بمنع الانفصاليين الأكراد من استخدام العراق قاعدة لشنّ هجمات داخل تركيا المجاورة.
وجاءت تصريحات المالكي أثناء اجتماع لمسؤولي دول جوار العراق ودول عربية أخرى في اسطنبول، خيّمت عليه الأزمة على الحدود بين العراق وتركيا.
والتقت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وزيري خارجيتي تركيا والعراق لمناقشة بيان مشترك ثلاثي للحدّ من أنشطة متمردي حزب العمال الكردستاني الذي وصفه المالكي "بالإرهابي."
وقال المالكي "الإرهاب الذي استهدف بنيتنا التحتية ومنشآتنا العمومية وجامعاتنا وأسال دماء المدنيين الإرهابيين في العراق هو نفسه الإرهاب الذي يستهدف دولكم وهنا في تركيا الغالية علينا."
وقال إنّ تركيا تواجه "تهديدات إجرامية من قبل إرهابيي حزب العمال الكردستاني وعلاقتنا مع جارتنا تركيا لن تتأثّر بالأزمة الحالية وسنعمل على هزم الإرهاب الذي يستهدف كلا الشعبين العراقي والتركي."
وتقرّر إغلاق مكتب حزب الحل الديمقراطي الكردستاني في إقليم كردستان السبت بسبب علاقاته مع متمردي حزب العمال الكردستاني، وفق ما أعلن التلفزيون العراقي الرسمي.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في اجتماع لدول الجوار مع العراق ودول عربية أخرى في اسطنبول، إنّ حكومته توصّلت إلى قرار يقضي بإغلاق "كل المكاتب والواجهات الاقتصادية لحزب العمال الكردستاني في جميع أنحاء العراق."
وأضاف أنّه سيتم تشديد إجراءات المراقبة على الحدود والموانئ الجوية للتأكد من تحركات الحزب.
وتلقي هجمات المتمردين الأكراد على تركيا، وتهديد حكومة أنقره بالتوغل عسكرياً في شمالي العراق لملاحقة متمردي "حزب العمال الكردستاني" بظلالها على أعمال مؤتمر دول جوار العراق، الذي تستضيفه مدينة اسطنبول التركية السبت.
وكانت رايس قد التقت الجمعة برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي تعهد بالعمل إلى جانب تركيا لمواجهة المتمردين.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، شون ماكورماك إن رايس التقت بالمالكي وأن الاجتماع استغرق زهاء الساعة، حيث اتفق الجانبان على أن وجود وأنشطة "حزب العمال الكردستاني" تهديداً" لكل من الأكراد والعراق وتركيا.
وأوضح ماكورماك أن الجانبين استخدما لفظ "الإرهابيين" في تسمية المتمردين.
وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية ضد المتمردين الأكراد في قواعدهم بشمالي العراق، وحشدت 100 ألف جندي في المنطقة الحدودية بين البلدين.
وتتخوف الولايات المتحدة أن تزعزع عملية عسكرية واسعة النطاق ينفذها الحليف العضو في حلف الناتو، حكومة بغداد المدعومة من قبل الولايات المتحدة، كما ستتهدد خطوط إمداد قواتها في العراق.
وإلى ذلك حذرت العراق الجمعة إنه ليس في وسعها وقف المتمردين الأكراد الذين ينطلقون من أراضيها الشمالية لشن هجمات داخل الحدود التركية، في الوقت الذي تلقي فيه إمكانية تصدي حكومة أنقره لتلك الهجمات بعملية عسكرية بظلالها الكثيفة على مؤتمر دول جوار العراق الذي يناقش مستقبل العراق.
وأعلن الناطق باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، قائلاً: "ليس في مقدورنا" القبض على المتمردين، مضيفاً: "الأمر يفوق حتى قدرات تركيا"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وأوضح أن العراق، وفي إطار قدراته، على استعداد لاتخاذ تدابير مشتركة لعزل ووقف تهديدات حزب العمال الكردستاني، مشيراً أن رئيس الوزراء نوري المالكي سيطرح تصوراً جديداً في هذا السياق خلال مؤتمر اسطنبول السبت.
وتستضيف مدينة اسطنبول المؤتمر الدولي الذي تشارك فيه العديد من الدول، من بينها إيران وسوريا، ومنظمات دولية لتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي إلى حكومة العراق.
وتشارك وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس في الاجتماعات عقب مباحثات مع المسؤولين الأتراك لحثهم على ضبط النفس والعدول عن التوغل عسكرياً في شمالي العراق لملاحقة متمردي "حزب العمال الكردستاني."
وأوقعت هجمات المتمردين الأكراد خلال أكتوبر/تشرين الأول الفائت أكثر من 40 تركياً قتيلاً، الأمر الذي دفع تركيا للتهديد بالعمل العسكري ضد المتمردين، في تحرك قد يفجر الأوضاع في واحدة من أهدأ مناطق العراق.
هذا وقد كشف مسؤولون رفيعون في وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، أن واشنطن عرضت على أنقرة حزمة من الإجراءات لثنيها عن شن عمل عسكري ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق.
وقال المسؤولون إن رايس حملت في جعبتها ثلاث مقترحات لمحادثاتها مع المسؤولين الأتراك في أنقرة.
وخلت تصريحات وزير الخارجية التركي، علي باباجان، عقب لقائه نظيرته الأمريكية من وعود بمواصلة سياسة ضبط النفس التي تطالب بها واشنطن، نوه قائلاً "لدينا توقعات كبيرة من الولايات المتحدة.. بلغنا مرحلة استهلاك التصريحات وهناك حاجة لترجمتها إلى أفعال."
وينتقد الشارع التركي الإدارة الأمريكية لإخفاقها في وضع ضغوط على العراق لتحجيم متمردي "حزب العمال الكردستاني"، كما يضغط على الحكومة بمواجهة المتمردين عسكرياً، حتى وإن جاء التحرك على حساب الحليف الأمريكي.
وكان رئيس هيئة الأركان التركي، يشار بويوكانيت قد أعلن في وقت سابق أن بلاده سترجئ العمل العسكري وحتى لقاء رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالرئيس الأمريكي جورج بوش في الخامس من الشهر الجاري.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد