الأمم المتحدة تحذر من «مأساة إنسانية» وتوسع مساعداتها لتشمل 2.5 مليون شخص في سورية
وصل أكثر من ثلاثة آلاف مهجر سوري في الساعات الـ24 الماضية إلى الأردن معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ بعدما دخلت المجموعات المسلحة المناطق التي يسكنوها واتخذت من بيوتهم مقاراً لها لاعتداءاتها على المدنيين وقوات الجيش وحفظ النظام، على حين أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيعزز مساعداته الغذائية في سورية لتشمل 2.5 مليون شخص فيما أطلقت الأمم المتحدة إنذاراً بخصوص تدهور الأوضاع في البلاد على خلفية الأزمة المستمرة منذ 23 شهراً.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية أمس عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله إن «قوات حرس الحدود استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 3142 لاجئاً سورية يمثلون مختلف الفئات العمرية من الأطفال والنساء والشيوخ وبينهم العديد من المرضى والمصابين»، مشيراً إلى أنه «تم استقبالهم وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لهم ونقلهم إلى المخيمات المعدة لإقامتهم».
وتجاوز عدد السوريين الذين لجؤوا إلى المملكة الشهر الماضي خمسين ألف شخص، بحسب المصدر ذاته.
ويستضيف الأردن الذي يشترك مع سورية بحدود يزيد طولها على 370 كيلومترا، نحو 340 ألف مهجر سوري منهم أكثر من 90 ألفاً في مخيم الزعتري، الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية. وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 206.630 لاجئا تم تسجيلهم أو هم في طور التسجيل في الأردن.
وأعلنت الأمم المتحدة في كانون الأول أنها تتوقع أن يبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في البلدان الأربعة المجاورة لسورية (الأردن ولبنان والعراق وتركيا) 1.1 مليون بحلول حزيران إذا لم تحل الأزمة.
وأول أمس، أعادت فرنسا «بصورة مؤقتة» العمل بمبدأ حصول الرعايا السوريين على تأشيرة ترانزيت خاصة بفترات الانتظار في المطارات الفرنسية في خطوة نددت بها منظمات غير حكومية واعتبرتها بمثابة عقبة أمام حق طلب اللجوء.
وتسمح تأشيرة الترانزيت هذه ببقاء حاملها ما يلزم من الوقت في المنطقة الدولية في أحد المطارات. ويخضع رعايا بعض الدول لهذا الإجراء لتفادي «التدفق الكثيف للمهاجرين غير الشرعيين»، وفقا للتنظيم الأوروبي.
وأوضح مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني أن «الإجراءات الحالية التي تسمح للسوريين بطلب اللجوء لدى السفارات والقنصليات الفرنسية لا تزال قائمة بالتأكيد. حتى أننا نبذل جهوداً لتسهيلها بواسطة سفاراتنا خصوصاً في الدول المجاورة: لبنان والأردن وتركيا.
وفي سياق متصل، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيعزز مساعداته الغذائية في سورية لتشمل 2، 5 ملايين شخص أي بزيادة مليون شخص عما هي عليه حالياً، فيما أطلقت الأمم المتحدة إنذاراً بخصوص تدهور الأوضاع.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج اليزابيث بيرز في لقاء صحفي «في شهر شباط ننوي شمل 1.75 مليوناً لنشمل بالتدريج مليونين في آذار و2.5 في نيسان».
ومنذ أيلول الماضي يساعد برنامج الأغذية العالمي نحو 1.5 مليون في سورية بما يعادل 400 شاحنة من الأغذية شهرياً.
وتابعت بيرز أن البرنامج قادر على الوصول إلى ما بين 40 و50 بالمئة من المناطق الموجود فيها مسلحين وكذلك إلى المناطق الأخرى، لكنها أضافت أنه «ما زال هناك أماكن خطيرة (...) يستحيل الوصول إليها بسبب المعارك العنيفة» بين قوات الجيش والمجموعات المسلحة.
بدوره، أطلق المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لاركي إنذاراً يندد «بمأساة إنسانية» وقال إن «صعوبة الوصول (إلى من هم بحاجة للمساعدات الإغاثية) هي المشكلة الرئيسية».
وبحسب المكتب، بات في سورية نحو مليوني نازح فيما يحتاج أربعة ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية لكن «إذا استمر العنف على وتيرته على المدى القصير» فقد ترتفع هذه الأرقام، بحسب لاركي.
والاثنين، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنها باشرت بعملية واسعة النطاق في سورية تهدف إلى تأمين إمدادات المياه الصالحة للشرب لأكثر من 10 ملايين شخص يشكلون نحو نصف السكان البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد