الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم: رفض للضغوط القطرية

14-09-2012

الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم: رفض للضغوط القطرية

ترتفع حرارة المهمة التي أوكل بها المبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي. فالديبلوماسي الجزائري المخضرم، الذي من المتوقع أن يلتقي الرئيس بشار الأسد، لا يواجه واقعا إنسانيا كارثياً في سوريا فحسب، بل يواجه أيضاً ضغوطات هائلة من الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة.
وقد أشار تقرير صحافي فرنسي، إلى أن العلاقة بين الابراهيمي والسلطات القطرية قد وصلت إلى مستوى صدامي، بسبب رفضه مطالب الدوحة في الشأن السوري، إضافة إلى خلافاته مع فرنسا نتيجة ميله نحو القطيعة مع المرحلة السابقة من إدارة الازمة دوليا لناحية خطة سلفه كوفي أنان ومجموعة «أصدقاء سوريا».
في المقابل، أعلنت ايران تأييدها المبعوث المشترك، في حين حذرت روسيا من أن الدول الغربية وحليفاتها من خصوم النظام السوري في الخارج، ينوون «إسقاط النظام» ولن يحيدوا عن ذلك، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى تعميق الازمة وانعدام آفاق الحل السياسي. المعلم خلال لقائه الإبراهيمي في دمشق أمس (أ ف ب)
وقال الابراهيمي، بحسب ما نقلت عنه وكالة  (سانا) «قدمنا الى سوريا للتشاور مع الاخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة فى سوريا واعتقد أنها تتفاقم». واضاف في تصريحات ادلى بها في مطار دمشق الدولي «اعتقد ان لا احد يختلف على ضرورة وقف النزف واعادة الوئام الى ابناء الوطن الواحد ونأمل ان نوفق في ذلك».
وهي زيارة الابراهيمي الاولى لسوريا منذ تسلمه مهماته موفدا خاصا في الاول من ايلول الحالي، وسيلتقي الاسد اليوم، بحسب ما أعلن ديبلوماسيون عرب، من دون أن يصدر أي إعلان رسمي بعد عن اللقاء. وقال المتحدث باسم الابراهيمي في بيان اعلن فيه وصوله في وقت سابق ان الموفد الدولي والعربي المشترك سيجري محادثات مع «الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني».
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي استقبل الابراهيمي ورافقه الى مقر اقامته في احد فنادق دمشق «نحن واثقون بان السيد الابراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل على الرغم من التعقيدات». واضاف «نحن متفائلون ونتمنى للابراهيمي كل النجاح». والتقى الابراهيمي وزير الخارجية السوري وليد المعلم. واشار المتحدث باسم الابراهيمي احمد فوزي الى ان مختار لاماني يرافق الابراهيمي وسيبقى في دمشق «لتولي مهماته كرئيس لمكتب الموفد المشترك الى سوريا».
ونقل الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو عن ديبلوماسي عربي في مصر، قوله إن الابراهيمي رفض في القاهرة أمس الاول، دعوة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ليأتي إلى مكان إقامته في فندق الـ«فور سيزونز». وقال الابراهيمي بحسب الرواية «إذا كان يريد أن يراني، فليأت إلى فندقي». وبعد أن قدم حمد إلى فندق الابراهيمي، رفض الابراهيمي المطالب القطرية.
ورفض الابراهيمي مطلب الدوحة تحديد مهلة لانتهاء مهمته في سوريا، ونقل السلطة في سوريا تباعا لارادة بعض القوى. «لا أعمل هكذا» قال الابراهيمي، وأضاف «انا مبعوث الامين العام للامم المتحدة، لا أريد أن يضع لي أحد حدوداً». ويبدو بحسب الرواية، أن حمد غادر الغرفة غاضبا ولم يشارك في لقاء الابراهيمي بالسفراء العرب.
ويؤكد الديبلوماسي العربي أن الابراهيمي «يريد رؤية الجميع قبل طرح الحل، وضم كل الأطراف في الصراع، بمن في ذلك الايرانيون، إلى مسار تفاوضي. ولا يريد الارتباط بالخطط الموجودة على الطاولة مثل خطة كوفي أنان». وينقل عضو في فريق الابراهيمي أيضا أنه «عندما طرح على الفرنسيين حل مجموعة «أصدقاء سوريا» والتخلي عن خطة أنان، والانطلاق من نقطة الصفر، قال الفرنسيون بوضوح إن هذا الأمر غير وارد إطلاقا».
وبعد الاجتماع مع الابراهيمي قال السفير الايراني في سوريا محمد رضا شيباني ان بلاده ستؤيد محاولات التوصل الى حل سياسي للصراع. واضاف انه اعرب عن «استعداد بلاده لدعم اي جهود تقود الى حل سياسي يساعد في حوار وطني بين الحكومة السورية والمعارضة».
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع مجلة «الحياة الدولية»، «للأسف، يقوم بعض الشركاء الغربيين في الفترة الأخيرة بإيضاح عزمهم على إيجاد طريق لتسوية الأزمة السورية خارج إطار مجلس الأمن للأمم المتحدة». وأضاف لافروف «أنا على ثقة بأن مثل هذه الخطوات قد تكون غير بناءة أبداً، وقد تكون لها تبعات خطيرة ليس على سوريا فقط وإنما على كامل منطقة الشرق الأوسط، وفي النهاية على النظام العالمي المعاصر ككل».
واعتبر وزير الخارجية الروسي أنه «بدلا من إطلاق عملية التفاوض كما تمليها قرارات مجلس الأمن التي اتخذت بالإجماع، أخذ معارضو النظام السوري الخارجيون منحى تنحيته»، مضيفاً انهم «غير عازمين على تغيير هذا التوجه على الأغلب، على الرغم من أن في هذا النهج المتصلب بالذات، وفي تشجيع المعارضة الراديكالية على رفض الحوار، تكمن أسباب استمرار العنف ومعاناة الشعب السوري».
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن «روسيا مستعدة للموافقة على قرار خاص بسوريا في مجلس الأمن الدولي، لكنها تعتقد أنه ليس هناك من سبب للتدخل في النزاع السوري الداخلي».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...