الإيرانيون يودعون عامهم بأربعاء سوري وحالة طوارئ
يعيش الإيرانيون اليوم آخر أربعاء في السنة الفارسية أو ما يعرف باسم "الأربعاء السوري" الذي تصاحبه سلسلة طقوس واحتفالات تستعمل فيها الألعاب النارية على نطاق واسع، ما يضع المستشفيات في حالة طوارئ لاستقبال المصابين.
فما أن يقترب آخر أربعاء في السنة الإيرانية حتى تبدأ التحذيرات وتعلن الشرطة عن أرقام هواتف الطوارئ وتستعد المستشفيات لاستقبال إصابات تنتج عن الألعاب النارية والمفرقعات وإشعال النار بكثافة.
وسعيا منها لاحتواء الموقف ضبطت الشرطة الإيرانية ثمانية ملايين من المفرقعات غير المرخصة والخطرة، وخصصت 920 نقطة طوارئ في المدن وعلى الطرق.
وتقول أرقام مركز الحوادث الطارئة إن الأعوام الماضية شهدت آلاف الإصابات لتصل العام الماضي إلى 1662 إصابة في مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية.
وتشير الأرقام إلى أن 60% من المصابين هم من طلبة المدارس. وحسب مصدر طبي فإن 73% من المصابين الذين يراجعون مراكز الطوارئ هم من ممارسي اللعب بالمفرقعات والنيران، في حين أن 15% من المصابين من المارة و8% من المتفرجين.
وتقع 85% من الحوادث في الشوارع والأماكن العامة، وأوضح مصدر طبي أن أخطر الإصابات هي ما يلحق بالعين، وعلى هذا الصعيد قامت جمعية للعيون في طهران بتوزيع ملصقات في كافة أنحاء العاصمة طهران تحذر الناس من عواقب الأربعاء السوري.
وعن مصدر ودلالة تعبير الأربعاء السوري يشار إلى أن الوصف لا علاقة له بسوريا وبلاد الشام. ويوضح الجامعي الإيراني سيروس بهرام بور أن مصدر الكلمة من اللغة الفارسية القديمة ويحمل معاني عدة أهمها الاحتفال والأحمر المتوهج.
ويضيف بور أن الإيرانيين درجوا منذ آلاف السنين على وداع آخر شمس في السنة الفارسية بإشعال نار عظيمة، وكان هذا احتفالا لاستقبال النوروز وإعلان مجيء الربيع وبدء السنة الفارسية الجديدة.
ويوضح بور -وهو أستاذ لعلم الاجتماع- أن الناس كانت تقيم هذه المراسم "لتحقيق الأمنيات ودفع البلاء"، وكانت المراسم تتمثل بإشعال النيران الكبيرة في مداخل الطرقات، ويعمد الكثيرون إلى القفز فوقها وهم يرددون أشعارا محلية.
ومن مراسم هذا اليوم جرة من الفخار يوضع فيها كمية من الفحم الأسود علامة على الحظ السيئ، وقليل من الملح لتذر في عين الحاسد وقطعة نقد لتنهي ضيق ذات اليد.
ويقوم كل فرد من أفراد العائلة بإدارة الجرة لمرة واحدة حول نفسه، ثم يلقيها الأخير بعيدا من سطح المنزل ويقول "أيها الألم والبلاء اذهب بعيدا عن هذا البيت". ويظن كثيرون أن إلقاء الجرة بعيدا يذهب الحسد والعوز وقلة الحظ.
وترى المتخصصة النفسية أفسانه أحمدي أن هذا التقليد الذي يعود إلى آلاف السنين وكان يمثل استقبالا للعام الجديد، تحول اليوم إلى مصدر للخطر والتخريب والتلوث الصوتي.
وتلاحظ أحمدي أن الشباب أكثر الفئات مشاركة في هذه المراسم، وتعزو ذلك إلى الهيجان الذي يحدثه إشعال النيران وصوت المفرقعات عند هذه الفئة.
وتتعدد المراسم لكن أكثرها طرافة تلك التي تكون للباحثات عن الزواج، وتقتضي بأن تقوم الفتاة مع غروب الأربعاء بالوقوف أمام سبعة بيوت وتطرق كأسا بواسطة ملعقة.
وعلى صاحب البيت الذي يسمع طرق الفتاة أن يقدم شيئا لتلك الملعقة الفارغة من قبيل "أرز أو حلوى أو قطعة نقدية"، وإذا نجحت الفتاة في ذلك تتحقق أمنيتها حسب ما يعتقدون.
فاطمة الصمادي
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد