الاحتلال يقتحم المسجد الأقصى لفرض سيادة يهودية عليه
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، في إطار خطوة تمهّد لمخطط متجدد يقضي بتهويد باحات الحرم القدسي وتأكيد «الحق اليهودي فيه»، وتحويله إلى نموذج من الحرم الإبراهيمي في الخليل المقسم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
واقتحم أكثر من مئتي عنصر من الوحدات الخاصة الإسرائيلية باحات الحرم من عدة أبواب، وأطلقوا الرصاص المعدني المغلّف بالمطاط، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين، ما أسفر عن إصابة حوالي 17 شخصاً، فيما اعتقل عشرة آخرون على الأقل.
وزعمت شرطة الاحتلال أنها اقتحمت الأقصى بعدما قام مصلّون فلسطينيون بتنظيم تظاهرة عند باب المغاربة، ورشقوا مجموعات من اليهود عند حائط البراق بالحجارة.
ونفى شهود عيان أن يكون تم إلقاء الحجارة إلا بعدما تصدت قوات الاحتلال للتظاهرة التي خرجت احتجاجاً على مواصلة منع المصلّين من الوصول إلى الأقصى والسماح للمتطرفين اليهود باقتحامه والصلاة فيه، موضحين أن عملية الاقتحام كان مخططاً لها سلفاً بدليل تواجد تعزيزات كبيرة من جيش الاحتلال في القدس بالرغم من عدم وجود سوى مئات المصلّين داخل المسجد.
وكانت إسرائيل استنفرت قواتها في المدينة المحتلة، التي أشبه ما تكون بمعسكر جيش في أيام الجمعة، في خطوة تؤكد مضيها نحو استمرار عسكرة المدينة، وتقييد حرية الحركة فيها لا سيما للمصلين الفلسطينيين.
وتمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً من دخول المدينة. وتنشر عشرات الحواجز في البلدة القديمة في القدس وعلى المداخل المؤدية إلى المسجد الأقصى، وتجري عمليات تفتيش للفلسطينيين قبل الوصول إلى المسجد.
وشهدت باحات المسجد الأقصى تزايداً في عمليات الاقتحام مؤخراً من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية من قوات الاحتلال، خصوصاً خلال فترة الأعياد اليهودية.
وقال رئيس مجلس الأوقاف في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب في حديث إلى «السفير» إن ما جرى أمس، يعكس مسألة خطيرة جداً وهي أن إسرائيل تريد «القفز عن الأمر الواقع» الموجود في ما يتعلق بالمسجد الأقصى، لتخلق واقعاً جديداً مفاده ببساطة «نحن نسيطر على كل شيء»، لتنطلق بعدها نحو واقع «إذا أردتم نقسّمه».
وأضاف سلهب «إنهم ينفّذون يومياً العديد من التهديدات ضد الأقصى، من حفريات، وتهويد لمداخله، وبناء مستوطنات وكنس يهودية في محيطه، وترهيب المصلين، ومنعهم واعتقالهم وضربهم، كل هذا يأتي في إطار فرض السيطرة على الأقصى، والوصول إلى مرحلة لن يكون فيها خيار أمام الفلسطينيين سوى القبول بأمر واقع جديد ينتهي بتقسيم الأقصى على نموذج الحرم الإبراهيمي في الخليل».
وقسّمت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة في الخليل إلى قسمين أحدهما يخضع للحراسة المشددة والتفتيش لأنه للمسلمين، وآخر وهو الأكبر لليهود.
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد