الانعطافة الأوروبية سورياً تتسع

09-09-2015

الانعطافة الأوروبية سورياً تتسع

تزايدت الشروخ في الجدار الذي أقامته دول غربية لتضييق الخناق على دمشق ومحاولة إسقاط الرئيس بشار الأسد، مع دعوة النمسا أمس، الدول الغربية إلى ضم الأسد وإيران وروسيا إلى المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، فيما طالبت اسبانيا بالتفاوض مع الحكومة السورية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار، في بعض أكثر التصريحات تصالحاً نحو الأسد من جانب مسؤولين غربيين.
في هذا الوقت، أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداده للمشاركة في محادثات موسعة تضم الولايات المتحدة والسعودية لحل الأزمة السورية، معتبراً أن الأولوية هي لوقف القتل والتدمير وعودة المشردين قبل الديموقراطية.
وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس، خلال زيارة إلى طهران، «نحتاج إلى نهج عملي مشترك، يتضمن مشاركة الأسد في التصدي لإرهاب تنظيم الدولة الإسلامية». وأضاف «في رأيي ان الأولوية لقتال الإرهاب. هذا لن يكون ممكناً من دون قوى مثل روسيا وإيران».روحاني وفيشر يستعرضان حرس الشرف في طهران امس (رويترز)
ويقول بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي خاصة، وعلى مدى شهور، إن الوقت حان لمزيد من الاتصالات مع دمشق للتصدي لتنظيم «داعش»، لكن عدداً محدوداً فقط من المسؤولين الغربيين الكبار تحدث عن ذلك علناً. وقال كورتس «ينبغي ألا ينسى المرء الجرائم التي ارتكبها الأسد، لكن ينبغي ألا ينسى أيضا الرؤية العملية لحقيقة أننا في الصف ذاته في هذه المعركة».
ودعا نظيره الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو إلى «التفاوض» مع الأسد على «وقف لإطلاق النار»، مؤكدا أن «السلام دائما ما يُصنع مع الأعداء». ورأى، في مقابلة مع إذاعة «كادينا سر»، أن من الضروري «التفاوض» مع الرئيس السوري على «وقف جزئي لإطلاق النار، يبدأ بحلب وصولا إلى وقف شامل لإطلاق النار». وقال إن «أحد الأطراف (المتورطين) هو حكومة بشار الأسد، الذي لا أقدره على الإطلاق شخصياً، لكن السلام دائما ما يُصنع مع الأعداء، يجب التفاوض والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإلا وصلنا إلى وضع إنساني ميؤوس منه».
ودافع مارغايو عن الخيار العسكري ضد «داعش»، موضحاً انه ينتظر «بفارغ الصبر» قراراً من المجموعة الدولية في هذا الشأن. وقال «ليس ممكناً التفاوض أو التحاور مع داعش، فالحل العسكري ضروري، لكن في إطار الشرعية الدولية»، موضحاً أن التدخل يجب أن يكون شرعياً، على سبيل المثال عبر «قرار لمجلس الأمن»، لكنه أوضح انه «إذا لم يكن ذلك ممكناً ـ ويبدو أن ذلك لن يحصل لأن روسيا تدعم حكومة بشار الأسد ـ يكفينا قرار من الحلف الأطلسي، قرار من الاتحاد الأوروبي».

روحاني وفيشر
 وقال روحاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي هانس فيشر في طهران، إن «الإرهاب بات الیوم مشكلة عالمیة کبری، وهو لن یخل بالأمن والاستقرار في المنطقة فحسب بل في كل العالم، وأمواج النازحین التي أوجدها الإرهابيون تؤكد أن تداعیات الإرهاب امتدت إلى أوروبا وکل العالم».
وأکد روحاني أن «سوریا بلد مستقل، له حكومة وفیه معارضة، وهناك إرهابیون ومن الضروري أن نعرف الأولوية في هذا البلد، فهل هي الدیموقراطیة أم الجماعات الموافقة والمعارضة أم تغییر الدستور، أم معاناة الشعب السوري من قتل ودمار وتشرید». وأضاف «لو أخطأنا في الخطوة الأولى، فلا يمكننا أن نبلغ الهدف بتاتاً. فالخطوة الأولى لا بد أن تتمثل في وقف إراقة الدماء وإعادة الأمن النسبي إلى سوریا، کي يتمكن النازحون من العودة إلى منازلهم، وفي مثل هذه الأجواء فقط يمكننا الحدیث عن مستقبل سوریا والجماعات المعارضة والموافقة والدیموقراطیة وما إلى ذلك».
وقال روحاني «لا بد أن نلتفت إلى بعض النقاط في ما خص الشأن السوري، فإعمار سوریا لا بد أن يكون علی ید الشعب السوري نفسه، وهذا الشعب هو الذي لا بد أن یقرر مصیره وینتخب حكومته المستقبلیة، ولا يمكن لأي بلد أو قوة أن تتخذ أي قرار بشأن مستقبل سوریا بالنیابة عن الشعب السوري».
وعما إذا كان يوافق على الجلوس حول طاولة تضم سعوديين وأميركيين، شدد روحاني على أن «استتباب الأمن في سوریا سیخدم مصلحة شعوب المنطقة والعالم، وأن الجمهوریة الإسلامية الإيرانية، وانطلاقاً من شعورها بالمسؤولیة الإنسانية والوطنیة عازمة علی بذل کل ما لدیها من جهود لمكافحة الإرهاب وطرد الإرهابيين من سوریا واستتباب الأمن فیها وعودة المشردین والحیلولة دون إراقة المزید من الدماء». وأوضح «لا یهمنا من سیجلس حول طاولة الحوار لتحقیق هذا الهدف، فالمهم هو تحقیق الهدف وعودة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط الحساسة».
واعتبر روحاني أن «سوريا الأكثر أمناً تخدم مصلحة المنطقة والعالم». وقال «على جميع دول المنطقة والدول المؤثرة، ومنها أعضاء الاتحاد الأوروبي، العمل في هذا المجال، وإيران ستحضر أي طاولة تكون نتيجتها الأمن والاستقرار والاستقلال وضمان حقوق الشعب السوري».

فرنسا وبريطانيا
 وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الجيش الفرنسي قام أمس بأول طلعات الاستطلاع فوق سوريا. وقال إن القرار الذي أعلنه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس الأول، «قد نفذ. وطلعات الاستطلاع هذه ستحدد الوقت المناسب لأي عمل يمكن أن يتخذ».
وذكرت هيئة الأركان الفرنسية أن أولى رحلات الاستطلاع نفذتها طائرتا «رافال» مجهزتان بآلات تصوير وفيديو. وأوضح مصدر عسكري أن «طائرتي رافال انطلقتا من الخليج»، مشيراً إلى أن طائرة «سي 135» للتموين فرنسية ايضا شاركت في هذه المهمة بهدف تزويد الطائرات بالوقود.
وأكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بلاده قد تشن ضربات أخرى بطائرات من دون طيار في سوريا في الأسابيع المقبلة، إذا تطلب الأمر، وذلك بعد الجدل بشأن الغارة التي أدت إلى مقتل «جهاديين» بريطانيين اثنين.
وقال فالون، لإذاعة «بي بي سي 4»، «هناك إرهابيون آخرون متورطون في مخططات أخرى قد تنفذ خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، ولن نتردد في القيام بغارة مرة أخرى مماثلة» لتلك التي نفذت في 21 آب. وأضاف «الأمر في غاية الخطورة، لان هذه هجمات تم ويتم التخطيط لها ضد فعاليات عامة كبيرة في شوارعنا». وأكد انه «عندما يكون لدى الحكومة معلومات عن مثل هذه الهجمات والقدرة على منعها فإن عليها واجب التعامل معها».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...