الانهيارات الأرضية في رأس العين بلعت مقصفين وغصت بالبلدية

الجمل – القامشلي – محي الدين عيسو : الانهيار الأرضي الذي حدث في مقصف سيروب الشتوي في صالة لإقامة الأعراس منذ يومين ليس الأول في منطقة رأس العين في محافظة الحسكة بل الخامس خلال عام واحد .
فالانهيار الأرضي الأول وقع في منتصف شهر تموز من العام الماضي 2005 ضمن موقع منتزه مشوار بشكل قمع قطره بحدود 5 م وعمقه 7 م .. وقد أدى الانهيار إلى غور عدد من الأشجار والطاولات والكراسي والمولدات الموجودة في المنتزه ،  وشاءت العناية الإلهية أن تقتصر الأضرار على ذلك دون إصابة أحد من زوار المنتزه . .  وحدث الانهيار الأرضي الثاني بتاريخ  4/9/2005 بالقرب من مجفف الذرة الصفراء بطول 25 م وعرض 12 م وعمق 25 م .. حيث فوجئ الفلاحون في قرية تل حلف بانهيار الأرض بشكل مفاجئ وسريع في حقل مزروع بالذرة الصفراء إلى الجنوب من عين الزرقاء .. مما أدى إلى تشكل حفرة بيضوية متصلة بنفق يتجه نحو منطقة الينابيع المغذية لنهر الخابور والجافة حالياً . . وبتاريخ 9/4/2006 حدث الانهيار الأرضي الثالث خلف الصالة الاستهلاكية مخلفاً حفرة بقطر 7 م وعمق 10 م . أما الانهيار الأرضي الرابع فحدث بتاريخ 17/4/ 2006في شارع سعد زغلول في مدينة رأس العين ، بجانب مجلس المدينة .
وتعرف أرض منطقة رأس العين عبر التاريخ بكثرة ينابيعها والتي وصل عددها حسب الجغرافيين والمؤرخين العرب كياقوت الحموي وغيره إلى 360 عيناً ونبع ، إلا ان الجفاف قضى على معظمها، كما أدى السحب الجائر للمياه الجوفية الى تشكيل فراغات وخلخلة في التربة ، لتكون أحد أهم أسباب انهيارات التربة في أكثر من مكان من المنطقة. ويؤكد ذلك
المهندس مزاحم الرزة رئيس مجلس المدينة إذ يقول : إن السبب للانهيارات التي حدثت داخل المدينة وخارجها هو قلة المياه والسحب الكبير لمياه الجوفية.
وبعد تنامي المخاطر من تكرار الانهيارات في أكثر من مكان وخلال فترة زمنية قصيرة  وقعت مديرية الموارد المائية مع شركة هيدروسكوب الأرمينية  عقداً بقيمة 50 مليون ل . س ولمدة عامين لدراسة أسباب الانهدامات، وقد باشرت عملها في موقع مقصف سيروب الشتوي حيث حدث الانهيار الأخير، ورفض البروفيسور روبرت فينسيان رئيس البعثة التصريح بأي معلومة حول أسباب الأنهيارات قبل إنهاء العمل في الموقع الذي قد يستمر لعدة أيام . 

الجمل