البحث عن بندر في كواليس أنابوليس
لمن لا يعرف فإن "بوش" الأب عندما توجه ليدخل إلى قاعة مؤتمر مدريد ليفتتحه، كان مخططا أن يصل "بوش" من باب والرئيس "غورباتشوف" من باب آخر ويلتقيان ليدخلا معا .. وهذه الحركة تحتاج لترتيب التزامن بين دخول الزعيمين ..
وعندما بدأ "بوش" الأب المسير باتجاه الباب المخصص لدخوله تلفت وسأل أين بندر؟ (طبعا الأمير بندر ما غيره)، فقيل له لم يستطع الوصول لأن الترتيبات الأمنية تحتم على الضيوف (وهو من الضيوف) أن يصلوا باكرا، وهو كان مضطرا للاجتماع تعلم ...في الفندق، فتأخر ولم يستطع الوصول..
توقف "بوش" عن مسيره باتجاه افتتاح مؤتمر مدريد، وأمر من معه: (لن أدخل إن لم يحضر بندر، يجب أن يحضر ليدخل معي.. لن أدخل بدونه).
وتعطل دخول الزعيمين الأمريكي والروسي كي يحضر سمو الأمير "بندر". وعندما وصل الأمير، دخل "بوش" معه إلى قاعة الافتتاح، وافتتح المؤتمر، وافتُتحت مرحلة تسمى بـ (مؤتمر مدريد) .. ولكن وبعد كل هذه السنوات وبعد كل ما جنته (إسرائيل) من العرب، بات علينا أن نفهم معنى ما قاله "بوش": (لولا بندر ما كان هناك مدريد..)
اليوم "بوش" الابن يفتتح مؤتمر (أنابوليس) وسعود الفيصل يقول لن نصافح الإسرائيليين ولن نجلس قربهم، وهذا التصريح يأتي ردا على ما قاله الكاتب "محمد حسنين هيكل" : من أن (أنابوليس) ما هو إلا عملية جرّ للسعوديين ليوقعوا على التطبيع مع إسرائيل، وبعده ستجتاح إسرائيل غزة ولن يبقى من القضية الفلسطينية شيء..
و"تسيبي ليفني" كانت وقحة بشكل نسبي، فهي لم تقل أنها ترد على سعود الفيصل في ما نشرته (هآرتس): "ستعقد ليفني اجتماعات مع وزراء عرب في غرف خاصة ومغلقة..) وبعيدة عن التصوير والإعلام".
اليوم "بوش" سيفتتح (أنابوليس) بدون "بندر" مما يجعلنا نتساءل أين بندر؟؟ وهل يُعقل أن من سلّمه "بوش" الأب هندسة مدريد وما بعده، ألا يسلّمه "بوش" الابن هندسة أنابوليس ؟ وهل يُعقل لبوش الأب الذي كان يستعين ببندر أن يتعاون معه، بينما بوش الابن الذي يعمل حسب توجهات بندر أن (يغيبه)؟؟؟
يبدو أن فضائح بندر في تبنيه لأفكار (التطبيع، وحق إسرائيل في الأمن ..) كمدخل لأي سلام، هي ما جعلته يعمل من (غرف مغلقة وخاصة) كوصفة "ليفني" التي أتت لتنقذ هؤلاء العرب من الصور والإعلام.
أين بندر؟؟ أنا لا أصدق أن (أنابوليس) يجري ويُعقد من دون (أصابع بندر) ، وهناك من يؤكد أن الرؤية الدولية التي أطلقها "بوش" هي رؤية "بندر" وقد اقتنع بوش بها لأن فيها خارطة الطريق التي تنهي القضية الفلسطينية وتلغي حق العودة، وتحوّل الدولة الفلسطينية إلى إدارة بلدية، تنخرط في تحالف المعتدلين مع إسرائيل ليتحول الشرق الأوسط إلى سوق تديره إسرائيل، وطبعا تحكمه الصهيونية..
لذلك نسأل، أين بندر؟؟.... وننصح ابحثوا عنه في الغرف المغلقة.
د. فؤاد شربجي
المصدر: موقع تلفزيون الدنيا
إضافة تعليق جديد