البطريركية الأرثوذكسية اليونانية تبيـع إسـرائيل أراضي في القدس
كشف موقع إخباري إسرائيلي، أمس، النقاب عن إبرام البطريركية الأرثوذكسية اليونانية في القدس المحتلة صفقة بيع وتأجير أراض كبرى في القدس ومناطق أخرى لحساب اسرائيل، برغم تحذيرات السلطة الفلسطينية من مخاطر مثل هذه الخطوة على مستقبل المدينة.
وقال هذا الموقع إن الصفقة تشمل أراضي واسعة تبلغ آلاف الدونمات في القدس الغربية، أقيمت عليها آلاف الشقق السكنية والمؤسسات العامة. وأشار إلى أن قيمة الصفقة تبلغ 80 مليون شيكل (أكثر من 20 مليون دولار).
وأشار موقع « News» الإخباري إلى أنه بعد مفاوضات سرية استمرت شهوراً تم الاتفاق أمس الأول على صفقة تبيع فيها البطريركية اليونانية حقوقاً في أراض في القدس ومناطق أخرى، الى مجموعة ترأسها عائلة بن دافيد اليهودية. ووقع على الصفقة البطريرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث ونائبه للشؤون المالية. تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق الجديد ما كان ليبرم من دون التحسن الذي طرأ في السنوات الأخيرة على العلاقة الإسرائيلية اليونانية، فالكنيسة اليونانية التي تعتبر الكنيسة من بين أكبر ملاك الأراضي في فلسطين لا تقدّم على خطوات جوهرية كهذه من دون أن تنال رضى الحكومة اليونانية أو تشجيعها.
وتتعلق الصفقة بأراضٍ بنيت عليها آلاف الشقق التي أقيمت على أراض مستأجرة من الكنيسة. وتشمل الحقوق المباعة أيضاً حق التأجير لمناطق واسعة في حي رحافيا، وأيضا الأراضي التي تضم
الكنيست الإسرائيلية ومقر رؤساء إسرائيل. كما تشمل أيضاً أراضي شاسعة تستخدم حالياً كحدائق عامة في القدس. والحديث الدائر عن الأرض في وسط القدس الغربية يتعلق بـ 520 دونماً تقع في رحافيا والطالبية.
وركز الموقع على أن الصفقة أبرمت بشكل سري بسبب الضغوط التي مورست من جانب السلطة الفلسطينية على البطريركية اليونانية لمنع إبرام الصفقة. وبالمقابل أشارت إلى ضغوط إسرائيلية على البطريركية من أجل إبرام الصفقة، وإعادة تأكيد سيطرة الدولة العبرية الكاملة عليها.
تجدر الإشارة إلى أن فضيحة كبرى كهذه تفجرت قبل 10 سنوات تقريباً عندما بادرت شركة إسرائيلية الى شراء هذه الحقوق بطرق الاحتيال. وقد واجهت إسرائيل مشكلة جوهرية في قوانين الكنيسة التي تمنع بيع الأراضي التي تعتبر وقفاً دينياً، ولذلك سعت من أجل حلول خلاقة. وقادت تلك الصفقة في حينه إلى تفجر خلاف جدي بين الرعية العربية الأرثوذكسية، التي هي صاحب الحق الطبيعي في هذه الأرض، وبين البطريركية اليونانية الخاضعة للضغوط الإسرائيلية. وأدت الخلافات في حينه إلى إسقاط البطريرك اليوناني السابق.
وقد تنفس اليهود الذين يستوطنون حي رحافيا الصعداء بإبرام الاتفاق. فالحي مقام في الغالب على أراض ضغطت السلطات الإسرائيلية على الكنيسة لتأجيرها إلى الصندوق القومي اليهودي على أساس عقود طويلة الأجل لمدة 99 عاماً. وكان المستوطنون في هذا الحي يخشون من عواقب انتهاء المدة القانونية للتأجير الأول الذي كان على وشك الانتهاء في العام 2034، والذي تم تمديده في هذه الصفقة. وهناك تأجيرات كثيرة أبرمت بعد العام 1948 وبعضها لفترات زمنية أقصر وكانت على وشك الانتهاء.
من جهة أخرى، ما زالت قضية مطران الكنيسة الإنجيلية الأسقفية في القدس والشرق الأوسط سهيل دواني عالقة بين وزارة الداخلية الإسرائيلية وأروقة المحاكم، وسط تضييق الخناق عليه ومحاولة عرقلة أدائه لمهامه كأسقف منتخب لهذه الكنيسة، ومقرّها في القدس الشرقية، بذريعة قيامه بنقل ملكية أراض من اليهود إلى العرب، وتواصله مع السلطة الفلسطينية.
يذكر أن دواني، الذي انتخب لهذا المنصب منذ العام 2005 وتسلم رئاسة الكنيسة عام 2007 واعترفت بسيامته دول الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل، هو فلسطيني من رام الله، وبالتالي فإن الهوية التي بحوزته تمكّنه من التواجد داخل مناطق الضفة الغربية وليس في مدينة القدس المحتلة، ما يستوجب إصدار تأشيرة إقامة في القدس من قبل وزارة الداخلية لمزاولة أعماله ومسؤولياته الدينية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد