البنتاغون يدرس التدخل في سوريا إلكترونياً
كشفت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية أن وزارة الدفاع الأميركية تخطط لعمليات عسكرية ضد سوريا، تتضمن شن هجمات إلكترونية على دفاعات دمشق الجوية، في وقت حذّر محللون من مغبة أن يؤدي هذا التدخل إلى حرب أهلية مكلفة.
ولفتت إلى أنه في الوقت الذي ترفع فيه واشنطن حدة خطابها ضد النظام السوري، ينكب البنتاغون على إعداد الخطط استعداداً لصدور قرار محتمل بتنفيذ عملية عسكرية في سوريا، يرجح إلى حدّ بعيد أن تشتمل على هجوم إلكتروني.
وعلى الرغم مما تنقله الصحيفة من تفاؤل يبديه المخططون العسكريون بتفوق الولايات المتحدة تكنولوجيًا، فضلاً عن قدراتها التكتيكية المتطورة لتدمير أنظمة دفاع السلاح الجوي السوري، إلا أن أصواتا يطلقها محللون في الشؤون الدفاعية للتحذير من أن تدخل الغرب عسكريا يمكن أن يشعل حربًا أهلية في سوريا تفوق حرب العراق في دمارها وأضرارها.
ولا يُعرف، بحسب الصحيفة، لغاية الآن إن كانت هذه المخاوف السياسية ستبطل تأثير الردع الذي يمكن أن يمارسه التلويح بالتدخل العسكري على النظام السوري، وذكّرت "كريستيان ساينس مونيتور" بتحذير وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قبل أيام من أن الوضع في سوريا بات "لا يطاق" في حين أكد أن أي عملية عسكرية يخطط لها البنتاغون لن تُنفذ من دون دعم المجتمع الدولي. ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي دايف دبتولا، وهو مهندس الهجوم الجوي في عملية عاصفة الصحراء ضد قوات صدام حسين العام 1991، قوله إن "لدى سوريا دفاعات أرض جو أقوى بكثير من ليبيا".
ولفت دبتولا إلى امتلاك النظام السوري لـ"نحو 130 موقعا لإطلاق صواريخ أرض جو منتشرة في أنحاء البلاد"، مشيراً إلى أنها "تشكل تحديا اكبر بكثير مما كان لدى العقيد معمر القذافي في ليبيا، لأنها تبقى في حالة تأهب عالية نتيجة التهديد المفترض الذي تواجهه من إسرائيل".
وأوضح الجنرال الأميركي أن هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار لن تجدي نفعاً ما دام باستطاعة الشبكات الدفاعية القوية لسوريا أن تسقطها لا محالة، مشيرا إلى "ضرورة استخدام طائرات هجومية سريعة مثل أف-22 و أف-35 لضرب هذه الأهداف وإيقافها عن العمل". وفي المقابل، لمّح إلى أن الجيش الأميركي يستطيع التعامل مع منظومة دفاع جوية قوية وتعطيلها بفضل مقاتلات حربية أميركية من الجيل الخامس كـ"أف – 22" و "أف 35".
وشرح الخبير العسكري للصحيفة كيف أن منظومات الدفاع الجوي السورية "مصممة لتكون قادرة على الاشتباك مع هدف واحد كل مرة"، موضحاً أن الحلّ إطلاق "أسراب" من الأسلحة الجوية الأميركية إذ لن تكون قادرة على التعامل معها كلها دفعة واحدة. مع العلم أن دبتولا شدّد على أن هذا ليس الحلّ الوحيد، فالخيارات الإلكترونية مطروحة بقوة على طاولة البحث في البنتاغون.
وفي هذا السياق، تحدث دبتولا عن استحداث طرق جديدة، وظيفتها أن توهم الرادار بأن الهدف الذي يرصده غسالة من شركة "جنرال الكتريك"، وهكذا يتم تعطيل الرادار عمليا من دون تدميره"، منبهاً إلى أن تنفيذ أي عملية في الفضاء الالكتروني لا ينفصل عن المجهود العسكري الذي يتم التخطيط له.
وفي سياق آخر، نقلت الصحيفة عن الباحث في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" آرام نرغيزيان تنبيهه إلى ضرورة استخلاص الدروس من التجربة العراقية وليس الليبية في تفكيك نظام مثل النظام السوري، حيث عزا الأمر إلى تقاطع خطوط التصدع الطائفية والعشائرية والاجتماعية والاقتصادية بين البلدين.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد