التوتر الصيني-الأميركي هل يصل إلى نقطة الاصطدام بين الطرفين

10-02-2010

التوتر الصيني-الأميركي هل يصل إلى نقطة الاصطدام بين الطرفين

الجمل: تحدثت التقارير خلال الأسبوع الماضي عن تزايد توترات علاقات خط واشنطن-بكين, وذلك بسبب قرارات الإدارة الأميركية الأخيرة التي نظرت إليها بكين باعتبارها تنطوي على قدر كبير من الاستهداف والنوايا العدوانية ضد الصين: فما هي حسابات المخاطر التي استهدفت الصين, وما هي حسابات فرص الصين للرد على الإجراءات الأميركية؟
حسابات المخاطر:
أكدت الإدارة الأميركية الحالة, بأنها قد قررت تزويد تايوان بالمزيد من الأسلحة والعتاد العسكري الأميركي المتطور, إضافة إلى قرار قيام الإدارة الأميركية بمقابلة الزعيم الروحي البوذي الدلاي لاما, الذي يقود حاليا المعارضة الأصولية البوذية للنظام الشيوعي الصيني:
• تزويد تايوان بالأسلحة الأميركية سوف يترتب عليه تعزيز النزعة الاستقلالية التايوانيالصينة, بما يعرقل جهود بكين الساعية لاستعادة جزيرة تايوان وضمها للوطن الصيني الأم.
• قيام الإدارة الأميركية, بعقد اللقاءات مع الزعيم البوذي المعارض الدلاي لاما, سوف يعزز من قوته الرمزية المؤثرة في سكان إقليم التبت الصيني, الذي يطمح سكانه البوذيون إلى الانفصال عن الصين وإقامة دولتهم البوذية المستقلة.
تقول المعلومات والتسريبات, بأن الإجراءات الأميركية قد نظرت إليها بكين باعتبارها تشكل خطوة أميركية متزايدة الخطورة لجهة تحريك مفاعيل الضغوط الداخلية بما يمكن أن يفسح مجالا أكبر لاحتمالات عدم استقرار أوضاع الأمن الداخلي الصيني.
حسابات الفرص: سعى الخبراء الصينيون إلى دراسة الأساليب التي يمكن للصين استخدامها, من أجل ردع واشنطن, بما يجعل الإدارة الأميركية تكف عن استهداف الصين, وتقول المعلومات, بأن عدد من الخبراء الصينيين قد قاموا مؤخرا بإعداد دراسة جدوى لأمثل الأساليب التي يمكن استخدامها لجهة الرد والانتقام من السلوك الأميركي, وفي هذا الخصوص, أشارت دراسة الجدوى موصية الحكومة الصينية باستخدام الآتي:
• رفع ميزانية الدفاع الصيني: يرى الخبراء بأن رفع ميزانية الدفاع الصيني, التي تبلغ خاليا 70 مليار دولار بحيث تصل إلى 100 مليار دولار, وهو سوف يرغم واشنطن على إعادة النظر في ترتيباتها العسكرية الخاصة بمناطق جنوب شرق آسيا, ومنطقة الباسفيك, وبحر الصين الجنوبي, إضافة إلى القواعد العسكرية الأميركية الموجودة في اليابان وكوريا الجنوبية وجزر المحيط الباسفيكي وجنوب شرق آسيا, وبكلمات أخرى, فإن زيادة نفقات الدفاع الصيني بمبلغ 30 مليار دولار سوف يترتب عليه بالضرورة إرغام واشنطن على زيادة نفقاتها العسكرية في المنطقة بحوالي 100 مليار دولار, هذا, إن أرادت واشنطن الحفاظ على الميزان العسكري مع الصين.
• بيع سندات الخزانة: تحتفظ الصين بأرصدة في السوق المالي الأميركي تقدر بحوالي 2 تريليون دولار (أي 2000 مليار دولار), إضافة إلى سندات خزينة بقيمة 800 مليار دولار, وفي حالة قيام الصين ببيع هذه السندات في الأسواق المالية, فإن الأطراف التي تقوم بشراء هذه السندات, سوف تقوم بمطالبة وزارة الخزينة الأميركية بدفع قيمة هذه السندات, فورا, ولحظة تقديمها, للبنك المركزي الأميركي, الضامن للحكومة الأميركية, وأي تباطؤ في دفع قيمة هذه السندات سوف يؤدي إلى فوضى وأزمة كبيرة في الأسواق المالية الأميركية, طالما أن البنك المركزي يعتبر مؤشرا خطيرا ليس لجهة عدم قدرة البنك المركزي, وإنما لجهة عدم قدرة اقتصاد الوطن على الإيفاء بالتزاماته.
حتى الآن, لم تتخذ الحكومة الصينية قرارها النهائي المتعلق بشأن معاقبة أو عدم معاقبة أميركا, وتقول بعض التوقعات بان بكين حتى وإن لم تقدم على مثل هذه الخطوة, فإنها سوف تكون أكثر تشددا لجهة عدم القبول بوجهات النظر الأميركية التي نطالب بكين بضرورة رفع قيمة العملة الصينية بما يتيح تدفقات السلع الأميركية للأسواق الصينية, وإضافة لذلك, تشير بعض التوقعات إلى أن الصين سوف تسعى إلى الضغط على أميركا من خلال بعض الملفات الأخرى, والتي من بينها تعزيز التمرد الياباني على الهيمنة الأميركية, والذي بدأت أولى مؤشراته من خلال هزيمة حلفاء أميركا في الانتخابات اليابانية الأخيرة, وصعود خصوم أميركا والذين كان أول ما قاموا به هو وقف التزام الحكومة اليابانية السابقة بتقديم الإمدادات لقطع الأسطول الأميركي, إضافة إلى مطالبة واشنطن بتقليل وجودها العسكري في اليابان.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...