التيار السلفي يعترف باشكالات بين المقاتلين الاجانب في سوريا
لا يخفي بعض قادة التيار السلفي الأردني من طراز أبو محمد الطحاوي وأحمد الشلبي “أبو سياف” إنزعاجهم بين الحين والأخر من الأنباء الذي تتحدث عن “إشكالات” حيوية تعترض اليوم "طريق الجهاد" في سورية.
قوام هذه الإشكاليات بروز حساسيات ميدانية بين ميليشيات الجيش الحر وبين المقاتلين العرب والأجانب من الأردن وغيره الذين يوفدون للجهاد في دمشق وحلب وضواحيهما وأريافهما.
هذه الإشكالات تطورت في أكثر من مرة إلى صدامات في الميدان وإلى ملاحظات يرددها اليوم المجتمع السلفي الأردني حول “خيانات” ميدانية يتعرض لها كادره داخل الأراضي السورية.
الفكرة التي يتهامس فيها قياديون من وزن الطحاوي وأبو سياف بإعتبارهما المصدر اليتيم تقريبا لأخبار نحو 100 سلفي أردني دخلوا فعلا الحدود السورية الأردنية تتحدث عن عمليات تكتيكية برزت مؤخرا تؤشر على أن بعض فرق الجيش الحر تتقصد وضع المقاتلين الزوار في مقدمة العمليات ثم تخذلهم ميدانيا عند الإنسحاب.
يقال بأن سبعة أردنيين سلفيين على الأقل قتلوا “مجانا” بهذه الطريقة ولدى الشيخ الطحاوي معلومات تؤكد بأن الإدارة الأمريكية دعمت عن بعد مخططا “للفتنة” بين الجهاديين الزوار وثوار الجيش الحر ملاحظا في إحدى جلسات التشاور بأن هذه الفتنة يبدو أنها تنجح.
وفقا لتصريحات أبو سياف فإن عدد الشباب الأردنيين الذين دخلوا سورية للقتال يبلغ 100 شاب أردني.. سقط حتى الآن عشرة من هؤلاء بطريقة معلومة فيما إنقطعت أخبار نحو 20 منهم في الوقت الذي بدأت فيه “الإحتكاكات” بين الجيش الحر والجهاديين الزوار تشغل أوساط التشاور في المجتمع السلفي الأردني الذي توقف فيما يبدو عن ما يسمه علماء التيار بـ”تجهيز المجاهدين”.
شخصيات ومؤسسات متعددة في عمان تلتقط هذه الإشارات عن ما يسميه السلفيون بخيانة بعض أنصار الجيش الحر والمشكلة التي حصلت مؤخرا بين شبكة من تنظيم القاعدة وفريق من الجيش الحر قرب مركز حدود تركي سوري أصبحت دليلا يعرضه المجتمع السلفي الأردني على الخذلان المفترض.
أصل الفكرة حسب معلومات مصدر أردني مطلع جدا يعود إلى أن الإدارة الأمريكية ومعها بعض الأوروبيين بدأت تشترط خلف الكواليس “تقليص” حضور السلفيين وأنصار جبهة نصرة الشام ميدانيا مقابل الدعم اللوجستي وتهريب بعض الأسلحة سواء من تركيا ومن أي مكان آخر.
“القدس العربي” قابلت أحد قادة كتائب التوحيد السلفية السورية ويدعى عبد خلف وقال بأن تجربة القتال في حمص مثلا أثبتت بأن بعض السلفيين العرب والأجانب تحولوا ميدانيا لعبء على المقاتلين خصوصا صغار السن غير المدربين الذين يتم إرسالهم فهؤلاء لا يفيدون بالمعركة ويعيقون الحركة في بعض الأحيان.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها “القدس العربي” من بعض المصادر ما يشير بوضوح إلى أن وتيرة الحساسية بين الجيش الحر وفرق الجهاديين العرب والأجانب تضاعفت تماما بعدما تصاعد وجود “أسلحة متطورة” قليلا بين يدي الثوار السوريين تم إدخالها فعلا في المعركة.
هنا حصريا تتحدث المعلومات عن ثلاثة أنواع من الأسلحة وبكميات محددة سلفا دخلت فعلا للجيش السوري الحر وهي قاذفات ستنغر مطورة لا يزيد عددها عن 16 قاذفة ونحو ألف لغم مطور للدبابات إضافة لقا فات آر بي جي صينية مطورة.
..جميع هذه الأسلحة ادخلت بكميات محدودة للسوريين المقاتلين بسبب مخاوف تتعلق بإحتمالية إنتقالها لتنظيم القاعدة ولخلايا الجهاديين وبعد إدخالها بدأ السلفيون في الأردن يرصدون حصول عمليات صدام ميدانية وندرة تعاون بين جماعتهم والجيش الحر.
إحتياطا يعمل فريق أمريكي إستراتيجي على تشكيل مجالس “صحوات” على الطريقة العراقية في بعض المناطق التي لا يسيطر عليها عمليا الجيش العربي السوري إحتياطا لمنع سيطرة تنظيم القاعدة وخلايا الجهاديين على مدن أو تجمعات سكانية.
المثير أكثر أن هذه التقنيات القتالية زودت بأقراص إلكترونية مرمزة ومشفرة تبطل مفعولها فورا أو تحدد مكانها إذا ضاعت أو إنتقلت من المناطق المحددة لها أو وقعت في يد مجاهدين سلفيين.
هذه العلمية وصفها الشيخ الطحاوي في مجلسه الخاص بأنه عملية تهدف لضرب المجاهدين السوريين والعرب ببعضهم البعض داخل سورية.
القدس العربي
إضافة تعليق جديد