الجمعية العامة تصوّت على مشروع القرار السعودي اليوم
يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، جلسة مغلقة حول الأوضاع في سوريا برئاسة فرنسا، فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن الاجتماع الوزاري حول سوريا، في مجلس الأمن، سيعقد «قبل نهاية آب». وقال فابيوس، في بيان، إن «الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن الدولي ستؤدي دورها كاملاً للمساهمة في حل الازمة».
في موازاة ذلك، عقدت البعثة السعودية في الأمم المتحدة، أول من أمس، سلسلة من المشاورات مع ممثلين للكتل والبعثات السياسية تتعلق بمشروع القرار الخاص بسوريا. ينتظر هذا المشروع طرحه للتصويت على الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم. وخرج الذين حضروا المشاورات بانطباع أن الدبلوماسيين السعوديين، برئاسة عبد الله المعلمي، يتصرفون بغطرسة غير مسبوقة «ستفقدهم الكثير من الأصوات، وقد لا يمرّ القرار بالأغلبية جراء ذلك». ومن ضمن الملاحظات التي أخذت على مشروع القرار السعودي المعدّل فقرة تمهيدية ترحب بدعوة الجامعة العربية الرئيس بشار الأسد إلى الرحيل، «بينما تقتضي اللياقة الدبلوماسية الاكتفاء بالتنويه والإشارة فقط إلى ذلك الطلب». أزعجت هذه الفقرة، بشكل خاص، مجموعة دول «البريكس»، فضلاً عن مجموعة من دول أميركا اللاتينية. واعتبرت الفقرة العشرين من القرار الموجهة إلى المبعوث الدولي المشترك كوفي أنان «دعوة له لتركيز جهوده على العقوبات، التي فرضتها جامعة الدول العربية بأنها تخلو من الاحترام واللياقة لأمين عام سابق للأمم المتحدة يفترض أن يكون وسيطاً مفوضاً، لا ساعي ينقل رسائل. والفقرة تخاطبه كما لو كان موظفاً يعمل لدى الخارجية السعودية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية»، حسب تعبير أحد الدبلوماسيين، الذي أعرب عن استغرابه لتلك الصياغة الجديدة لمشروع القرار. واستغرب آخرون كيف أن السعودية تقدم المشروع من دون إبداء أي مرونة للتفاوض. وقال أحدهم: «يبدو أن تعليمات سعود الفيصل تقضي بإظهار أقصى درجات التشدد وإرسال رسالة وعيد وتهديد للأسد».
وفي سياق آخر، رأى الناطق باسم القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر»، العقيد قاسم سعد الدين، في الداخل، أنّ فكرة تشكيل حكومة انتقالية من فصيل معارض «ولدت ميتة»، مؤكداً أن «مجلس الأمناء الثوري السوري»، الذي أعلن في القاهرة «لم يجرِ أي اتصال مع الجيش الحر»، معتبراً أن تفرّد «مجموعة محددة في تكليف شخص معيّن تشكيل حكومة هو تصرف غير مسؤول». وقال قاسم إن أي حكومة انتقالية «يجب أن تضمّ أطراف المعارضة الداخلية والخارجية، والمجلس الوطني، والحراك الثوري وكل المجموعات على الارض»، مؤكداً أنّ «أيّ حكومة لن تبصر النور اذا لم تلب مطالب الثورة».
من ناحيته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، باتريك فينتريل، أنّ الولايات المتحدة تسرّع الجهود لحمل الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي. وقال فينتريل، خلال مؤتمر صحافي، أنّ «الوضع في سوريا خطير، ونحن نشهد استمرار النظام باعتدائه على شعبه». وأضاف: «نحن مستمرون ونسرّع كل الجهود التي تبذل لحمل الأسد على التنحي في أقرب وقت ممكن». وأوضح: «نحن بالتأكيد لا نستمر في العمل مع دول تشاطرنا الرأي عينه بشأن العقوبات، بل نعمل أيضاً على توفير الدعم للمعارضة وتوفير ملايين الدولارات للدعم الإنساني».
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الاوسط ميخائيل ليونيدفيج، خلال لقائهما أمس في بغداد، ضرورة ايجاد «حل سلمي» يحقق «التحول المطلوب» في سوريا. وذكر بيان أن رئيس الوزراء العراقي تلقى دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو.
من جهة أخرى قال المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدافع بقوة عن موقف روسيا من الأزمة في سوريا، عندما يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم. وصرح بيسكوف أنّه «نتوقع أن تتاح لنا فرصة أخرى لمواصلة حوارنا، وأن نوضح للجانب البريطاني موقفنا الواضح والثابت بشأن المسألة السورية». ورفض المتحدث تصريحات كاميرون التي تلمّح إلى أنّ بوتين يرى أن على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي. وقال بيسكوف إن بوتين سيبحث قضايا أخرى في محادثاته مع كاميرون، ولن يسمح «للقضايا الحالية بوقف توسيع التعاون المتقدم في مختلف المجالات» بين البلدين.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد