"الجمل" ينشر ترجمة النص الحرفي والكامل لحوار القناة الألمانية مع الرئيس الأسد
ترجمة (الجمل):
الصحفي:
سيادة الرئيس، إن أعضاء المعارضة والسياسيون الغربيون يقولون أنك العقبة الرئيسية في وجه السلام في سورية، هل أنت جاهز للتنحي عن الرئاسة إذا كان ذلك سيجلب السلام لبلادك ويوقف حمام الدم؟
السيد الرئيس:
يجب على الرئيس ألا يهرب من التحديات، ونحن لدينا تحد كبير الآن في سورية. لا يجب على الرئيس أن يتهرب من الحالة، ومن جهة أخرى، فإنه يمكنك أن تبقى رئيساً، أن تبقى في هذا المنصب، فقط عندما يكون لديك الدعم الشعبي، ولذلك فإن الجواب على هذا السؤال يجب أن يأتي من الشعب السوري، عبر الانتخابات، وليس من الرئيس.
أستطيع أن أرشح نفسي، وأن أخوض الانتخابات أو لا أخوضها، لكن أن أغادر أو لا أغادر هو أمر مناط بالشعب السوري.
الصحفي:
إذاً أنت تعتقد أنك لا تزال تتمتع بدعم الأغلبية في بلادك؟
السيد الرئيس:
إذا لم يكن لدي الدعم الشعبي، فكيف بإمكاني أن أبقى في مكاني؟ إذا كانت الولايات المتحدة ضدي، والغرب ضدي، والعديد من القوى والبلدان الإقليمية، والشعب ضدي؟ فكيف بإمكاني أن أبقى في مكاني؟
الجواب هو، نعم لا أزال أحظى بدعم الشعب، كم؟ وما هي النسبة؟ ليس هذا هو السؤال، ليست لدي الأرقام الآن، لكن بالطبع، في هذا المنصب، وفي هذه الحالة، لا بد أن يكون لدي الدعم الشعبي.
الصحفي:
لقد حضرت بعض المظاهرات، حتى في حمص، في مظاهرات سلمية. أليس من القانوني أن يطلب الناس المزيد من الحرية؟ والمزيد من الديمقراطية؟ وتقليل السلطة الموضوعة في يد عائلة واحدة؟ وتقليل السلطة الموضوعة في يد أجهزة المخابرات؟
السيد الرئيس:
دعنا نصحح السؤال، لنحصل على جواب صحيح.
ليس لدينا سلطة في يد عائلة، في سورية لدينا دولة، ولدينا مؤسسات، قد لا تكون هذه المؤسسات مثالية، لكننا لا ندير البلاد بـ"عائلة"، لدينا دولة، وهذا هو الخطأ الأول.
والآن يمكننا الإجابة على القسم الأول، بالطبع لديهم حق، لديهم الحق القانوني سواءً كانوا متظاهرين أم لا.
ليس المتظاهرون وحدهم من يطالبون بالحرية. في الواقع فإن أغلبية الشعب تطالب بالإصلاحات، إصلاحات سياسية، وليس "الحرية". لدينا الحرية، لكنها ليست الحرية المثالية، أما بخصوص الإصلاح، بإمكاننا أن نقول، إن الحصول على المزيد من المشاركة في السلطة، في الحكومة، وفي كل شيء آخر في بلادهم، فهذا حقهم القانوني.
لكن الغالبية ليست في المظاهرات، لدينا أناس تظاهروا، وأناس لم يتظاهروا، لكن بالمجمل فهذا حقهم القانوني.
الصحفي:
السؤال الذي يسأله الجميع في الدول الغربية وفي بلادك، من قتل آلاف المدنيين الذين قتلوا في الاشتباكات؟ المعارضة تلومكم.
السيد الرئيس:
إذا أردت أن تعرف القاتل، فعليك أولاً أن تعرف من المقتول. لا يمكنك أن تحدد القاتل إن لم تعرف الضحية. هؤلاء الضحايا الذين تتحدث عنهم، أغلبهم من مؤيدي الدولة، فكيف يمكن أن نكون المجرم والضحية في نفس الوقت؟
إن أغلبيتهم هم أناس يدعمون الدولة، وجزء كبير من الآخرين هم أناس بريئون قتلوا بيد مجموعات متعددة في سورية.
الصحفي:
هل بإمكانك أن تقول أن بعضهم، أو أن نسبة محددة من هؤلاء الأبرياء... نسبة محددة؟
السيد الرئيس (مقاطعاً):
لا، ليس لدينا ذلك، لدينا لجنة تقوم بالتحقيق في كافة الجرائم التي حصلت في سورية، ومن القائمة المتوفرة لدينا، من الأسماء التي لدينا، فإن النسبة الكبرى هم أناس قتلوا على يد عصابات، أنواع متعددة من العصابات، بعضها من القاعدة، بعضها من المتطرفين أو من الخارجين على القانون، أناس هاربون من الشرطة لسنوات.
الصحفي:
إذاً فأنت تقول أن المتمردين، الذين تدعوهم إرهابيين، قتلوا مدنيين أكثر من قوات الأمن؟
السيد الرئيس:
في الواقع لا، لقد قتلوا من القوات الأمنية والجنود أكثر من المدنيين - أتحدث هنا عن المؤيدين.
الصحفي:
لكن إذا تحدثنا عن المدنيين فقط، هل تعتقد أن المتمردين قتلوا مدنيين أكثر من قوات الأمن؟ أم أن قوات الأمن قتلت مدنيين أكثر؟
السيد الرئيس:
هذا ما قصدته، إذا تحدثنا عن مؤيدي الدولة، فإن الضحايا من قوات الأمن والعسكريين أكثر من المدنيين.
الصحفي:
قلت أن هناك تحقيقات بشأن عناصر الأمن الذين قد يكونون قد قتلوا مدنيين أبرياء، هل تمت معاقبة بعضهم؟
السيد الرئيس:
بالطبع، إنهم مسجونون، وتتم محاكمتهم الآن كأي جريمة أخرى.
الصحفي:
من الذي ارتكب المجزرة في الحولة؟ والتي قتل فيها ببشاعة أكثر من 100 شخص بينهم أطفال؟
السيد الرئيس:
نعم. أتت عصابات بالمئات من خارج المدينة، وليس من داخلها، وهاجموا المدينة، وهاجموا وحدة حفظ النظام الموجودة داخل المدينة، وقتلوا الكثير من العائلات، وكما ذكرت، النساء والأطفال.
وفي الواقع، فإن هذه العائلات التي قتلت كانوا مؤيدين للحكومة، وليسوا معارضين.
الصحفي:
أخبرني شخص يعيش في الحولة وقد فقد بعض أفراد عائلته أن القتلة كانوا يرتدون الزي العسكري؟ لماذا ارتدوا الزي العسكري؟
السيد الرئيس:
فقط ليتهموا الحكومة، وقد حدث ذلك عدة مرات، لقد ارتكبوا الجرائم، ونشروا الفيديوهات المزيفة، حيث ارتدوا الزي العسكري، الزي الخاص بجيشنا ليقولوا "الجيش فعل ذلك".
الصحفي:
هل تقول أن هذه استراتيجية المتمردين؟
السيد الرئيس:
منذ البداية، إنهم يفعلون ذلك طوال الوقت، ليس فقط في الحولة، بل في عدة أماكن.
الصحفي:
من هم هؤلاء المتمردون الذين تدعوهم إرهابيين؟
السيد الرئيس:
إنهم خليط، خليط من القاعدة ومتطرفين آخرين ليسوا بالضرورة من القاعدة، بالإضافة إلى خارجين عن القانون وهاربين من العدالة لسنوات، بشكل رئيسي مهربوا المخدرات من أوروبا إلى منطقة الخليج، وهناك آخرون محكومون بعدة أحكام، إذاً فهم خليط من عدة أشياء.
الصحفي:
كم عدد المتمردين الذين يحاربون حكومتك؟
السيد الرئيس:
ليس لدينا الأرقام، ولكن بإمكانك أن تتكلم عن "آلاف".
الصحفي:
عشرون؟ ثلاثون؟
السيد الرئيس:
ليس بإمكاننا أن نحدد، لن أعطي رقماً إذا لم أكن متأكداً منه.
الصحفي:
هل تعتقد أن جميع هؤلاء المتمردين إرهابيون؟
السيد الرئيس:
يعتمد ذلك على الفعل، إذا هاجموا الناس وحرقوا ودمروا، فبالطبع هذا إرهاب بحكم القانون. لكن لديك أناس تورطوا في ذلك دون أن يكونوا مجرمين، ولعدة أسباب - أسباب مالية، حيث تم دفع النقود لهم، وأحياناً تحت التهديد، وأحياناً أخرى بسبب أوهام معينة، وبالتالي، فليس الجميع إرهابيين، ولذلك أصدرنا عفواً عن العديد منهم عند التنازل عن أسلحتهم.
الصحفي:
هل ألقيتم القبض على بعض محاربي القاعدة الذين تتحدث عنهم؟
السيد الرئيس:
نعم، ألقينا القبض على الكثير، العشرات منهم.
الصحفي:
من أية دول؟
السيد الرئيس:
غالباً من تونس وليبيا، حسب ما أعتقد.
الصحفي:
هل بإمكاني أن أجتمع بأحدهم؟
السيد الرئيس:
نعم بإمكانك ذلك
الصحفي:
مع مترجم؟ على انفراد؟
السيد الرئيس:
بالطبع.
الصحفي:
وما دور الولايات المتحدة في هذا النزاع؟
السيد الرئيس:
الولايات المتحدة جزء من هذا النزاع، إنهم يوفرون المظلة والدعم السياسي لتلك العصابات، ليزعزعوا الاستقرار في سورية.
الصحفي:
أنت تقول أن الولايات المتحدة تدعم المتمردين سياسياً، هل هذا صحيح؟
السيد الرئيس:
بالضبط
الصحفي:
وأنت تقول أن هؤلاء المتمردين، الذين تدعوهم بالإرهابيين يقتلون المدنيين، وهذا يعني أنك تتهم الحكومة الأمريكية بأنها على الأقل مسؤولة جزئياً عن قتل مدنيين سوريين أبرياء، هل هذا صحيح؟
السيد الرئيس:
بالطبع، بالضبط. ما داموا يؤمنون أي نوع من الدعم للإرهابيين، فهم شركاء، سواءً زودوهم بمعدات عسكرية أو بالنقود أو بالدعم السياسي في الأمم المتحدة أو في أي مكان. إن أي نوع من الدعم هو تورط.
الصحفي:
أنت تعلم أن السياسيين الغربيين يرون الموقف بشكل مغاير، وهم يناقشون تدخلاً عسكرياً في سورية، ماذا سيكون رد فعلك؟ هل ستشن هجوماً مضاداً على الدول الغربية؟
السيد الرئيس:
الموضوع ليس حول "الهجوم المضاد"، الموضوع هو الدفاع عن البلاد، إن أولويتنا هي الدفاع عن دولتنا، وليس الهجوم المضاد على أحد، إنه واجبنا وهو هدفنا.
الصحفي:
وهل أنت مستعد لهجوم كهذا؟
السيد الرئيس:
سواءً كنت جاهزاً أم لا، فعليك الدفاع عن بلادك، لكن عليك أن تكون جاهزاً.
الصحفي:
إذا كانت الولايات المتحدة بالنسبة لك جزءاً من المشكلة، فلماذا لا تتفاوض معهم؟ لماذا لا تدعوا السيدة هيلاري كلينتون إلى دمشق، لماذا لا تقوم بالخطوة الأولى؟
السيد الرئيس:
نحن لا نغلق أبوابنا في وجه أية دولة في العالم، أو أي مسؤول رسمي ما داموا يريدون المساعدة في حل المشكلة في سورية، بافتراض أنهم جديون وصادقون. لكنهم أغلقوا أبوابهم.
وهكذا، نحن ليس لدينا مشكلة، ودائماً كنا نعلن على الملأ أننا جاهزون لأي نوع من المساعدة أو الحوار.
الصحفي:
هل أنتم مستعدون للحوار مع السيدة هيلاري كلينتون؟ هل أنت مستعد للسير معها في شوارع دمشق لتريها المشافي، وتريها الحالة في المدينة؟
السيد الرئيس:
كما قلت، نحن لا نغلق أبوابنا في وجه أحد، بمن في ذلك الأمريكيون أو أي شخص آخر، وليس الموضوع حول السيدة كلينتون بالتحديد أو أي مسؤول أمريكي آخر. بالطبع ليس لدينا مشكلة.
لقد قمنا بذلك مع العديد من الآخرين، جولات في الشوارع كما ذكرت، وسنفعل ذلك مجدداً، ليس لدينا أي مشكلة بالطبع.
الصحفي:
دعنا نتوجه للحالة الداخلية، هل الحوار مع مجموعات المعارضة المختلفة هو خيار واقعي؟ أم أنك تظن أن عليك أن تخوض هذا النزاع حتى النهاية؟
السيد الرئيس:
إن الحوار هو خيار استراتيجي، مهما فعلت، ومهما كانت خياراتك، فأنت تحتاج إلى الحوار.
على الأقل لتضمن أنك قادر على فعل شيء بسلمية، لكن طالما لديك إرهاب، وطالما أن الحوار لا يحدث، فعليك أن تحارب الإرهاب. لا يمكنك أن تستمر بالحوار فقط بينما يقتلون شعبك وجيشك.
الصحفي:
لكن هل يمكنكم أن تحاوروا أولئك الذين ليسوا إرهابيين؟
السيد الرئيس:
لقد قمنا بالحوار في الصيف الماضي، وواظبنا على دعوتهم، بعضهم قبل الدعوة، وحاورونا، وشاركوا في انتخابات مجلس الشعب، وفازوا ببعض المقاعد في مجلس الشعب، ولديهم تمثيل في الحكومة التي تم تعيينها الأسبوع الماضي.
الصحفي:
لكنهم فازوا فقط بـ 2% في الانتخابات الماضية.
السيد الرئيس:
نعم، وهذا ليس خطأنا، فليس علينا أن نحدد لهم نسبةً أيضاً، وبالتالي فنحن لا نشكل الحكومة.
الصحفي:
هل أنتم على استعداد للتحاور مع المعارضة في الخارج؟
السيد الرئيس:
نعم، وقد أعلنا ذلك، أعلنا أننا جاهزون للتحدث إلى أي شخص.
الصحفي:
هل أنتم على استعداد للتحاور مع المتمردين إذا ألقوا سلاحهم؟
السيد الرئيس:
بالتأكيد، وقد قمنا بذلك، لقد أصدرنا عدة مراسيم عفو عنهم، وبعضهم يعيشون حياةً طبيعيةً الآن، وليس لديهم أية مشاكل.
الصحفي:
هل أنت على استعداد للتحاور مع الجميع، إذا ألقوا سلاحهم؟
السيد الرئيس:
بالطبع، لقد كنا نتحدث معهم قبل أن يلقوا بأسلحتهم، وذلك للوصول إلى تلك النتيجة.
الصحفي:
ماذا عن خطة عنان؟ هل فشلت؟
السيد الرئيس:
كلا، يجب ألا تفشل. وعنان يقوم الآن (بالرغم من الصعوبات) بعمل جيد، نحن نعلم أنه يواجه الكثير من الصعوبات، لكنها يجب ألا تفشل، إنها خطة جيدة جداً.
الصحفي:
ما هي العقبة الرئيسية؟
السيد الرئيس:
إن العقبة الرئيسية هي أن العديد من الدول لا تريدها أن تنجح، ولذلك فهم يوفرون الدعم السياسي وبنفس الوقت يرسلون المعدات العسكرية والنقود إلى الإرهابيين في سورية، إنهم يريدونها أن تفشل بهذه الطريقة.
الصحفي:
من الذي يرسل الأسلحة إلى بلادك؟ من هي أكثر دولة دعماً للمتمردين؟
السيد الرئيس:
ليس لدي دليل قاطع، لكن سأخبرك ما هي المؤشرات.
إن هذه الدول تعلن على الملأ أنها تدعم هؤلاء الإرهابيين، وبشكل رئيسي وزير خارجية المملكة العربية السعودية، ونظيره القطري، إنهم يعلنون على الملأ أنهم يدعمونهم، هذا فيما يتعلق بالمعدات العسكرية، وتقوم تركيا على ما أعتقد بتوفير الدعم اللوجستي للتهريب.
الصحفي:
والولايات المتحدة الأمريكية؟
السيد الرئيس:
حتى الآن نعلم أنهم يقدمون الدعم السياسي.
الصحفي:
وسائل اتصالات أيضاً؟
السيد الرئيس:
وصلتنا معلومات عن ذلك، لكني لم أذكر ذلك لعدم توافر دليل قاطع لعرضه.
الصحفي:
ماذا عن خطة عنان بشأن حكومة وحدة، لتشكيل حكومة من المجموعات المختلفة، مجموعات المعارضة، بالمشاركة مع أعضاء حزب البعث؟
السيد الرئيس:
أنت تتكلم عن مؤتمر جنيف الآن.
الصحفي:
نعم، خطته من أجل حكومة وحدة.
السيد الرئيس:
لقد تحدثنا عنها في سورية، ونحن لدينا الآن حكومة وحدة، حيث أن المعارضة تشارك في الحكومة، لكن يجب أن يكون هناك معايير، فكيف تحدد "المعارضة"؟
قد يكون لدينا عشرات الآلاف، مئات الآلاف، أو الملايين، هل بإمكانهم جميعاً المشاركة؟
هذا النوع من الحكومة، هذه الديمقراطية تحتاج إلى شروط وآليات.
بالنسبة لي فإن الآلية هي الانتخابات. إذا كنت تمثل الشعب، فاذهب إلى الانتخابات، خض الانتخابات وفز بمقاعد في مجلس الشعب، فيصبح بإمكانك أن تشارك في الحكومة، أما إذا كنت مجرد معارض، وليس لديك أي تمثيل في مجلس الشعب، فمن تمثل؟ نفسك؟
الصحفي:
متى موعد الانتخابات القادمة؟
السيد الرئيس:
أية انتخابات؟
الصحفي:
فيما يتعلق بالانتخابات، الانتخابات الرئاسية التالية
السيد الرئيس:
كنت أتكلم عن انتخابات مجلس الشعب، تمت قبل شهرين فقط.
الصحفي:
لكن، على سبيل المثال، فالمعارضة في الخارج لم تشارك في تلك الانتخابات، هل كنت لتقبل أن تشارك المعارضة في الخارج في حكومة انتقالية؟ لنسمها حكومة انتقالية.
السيد الرئيس:
إذا كانوا ضمن القواعد حسب قوانيننا، وليسوا متورطين في أعمال إجرامية، ولم يدعوا الناتو أو أي دولة أخرى لتهاجم سورية (والذي هو مخالف لقوانيننا)، فلديهم الحق في المشاركة، وليس لدينا مشكلة.
العديد من المعارضين في سورية، داخل سورية شاركوا، فلم نمنع المعارضة في الخارج من المشاركة؟ كحكومة ليس لدينا أي سبب لذلك.
الصحفي:
رجل مثل غليون، أو مثل الرئيس الحالي للمجلس الوطني، هل أنت على استعداد لتقبلهم؟
السيد الرئيس:
الموضوع ليس متعلقاً بالأسماء والمناصب، بل هي قضية مبادئ.
علينا أن نراجع ملفه، هل هناك أي سبب قانوني لمنعه من المشاركة في الانتخابات أم لا؟ وهذا ينطبق على الجميع، فالموضوع لا يتعلق بالأسماء.
الصحفي:
سيادة الرئيس، عندما تفكر بما حصل لقادة مصر وليبيا، عندما تتذكر الصور التي رأيناها جميعنا على التلفاز، ألا تشعر بالخوف على عائلتك؟ على زوجتك؟ وعلى أطفالك الصغار؟
السيد الرئيس:
ارى أنك تصف حالتين مختلفتين.
توصيف ما حصل للقذافي، هو بربري، وهو جريمة. مهما فعل، ومهما كان، فلا يمكن لأحد في العالم أن يتقبل قتل شخص بتلك الطريقة.
ما حصل لمبارك كان مختلفاً، لقد كانت محاكمة، إن أي مواطن، عندما يشاهد محاكمة على التلفاز، يفترض أنه لن يكون في ذلك الموقف، والجواب هو: لا تفعل مثله.
أما أن أكون خائفاً، فعليك أن تقارن. هل هناك ما نشترك به؟ إنها حالة مختلفة تماماً.
ما يحصل في مصر مختلف عما يحصل في سورية، السياق التاريخي مختلف، والتركيبة الاجتماعية مختلفة، وسياساتنا كانت دائماً مختلفة، فماذا هناك من عوامل مشتركة؟
ليس بإمكانك المقارنة، لا أستطيع أن أشعر بالخوف، ربما أشعر بالحزن أو الشفقة أو ما إلى ذلك.
الصحفي:
لكن بالرغم من ذلك، فلديك معارضة شديدة، لديك متمردون شديدون يقاتلون، وأنت تعرف ماذا يريدون أن يفعلوا، وبالتالي، فإن سؤالي، أكرره، ألست خائفاً على عائلتك؟
السيد الرئيس:
الشيء الأهم في الموضوع هو أن تفعل ما يتوافق مع قناعاتك، وهذا بالضبط السبب الذي يمنعك من الخوف على حياتك.
بالطبع يمكن للناس أن يختلفوا معك، لكنهم على الأقل يثقون بأنك تفعل شيئاً في مصلحة بلادك.
عندما تدافع عن بلادك، فلماذا الخوف؟ عندما تفعل شيئاً لحماية الناس، لماذا الخوف؟
قد تقول أن هناك آلاف الضحايا، لكن ماذا لو كان لديك مئات الآلاف من الضحايا - هذا ما كان مخططاً لسورية.
الصحفي:
لكن في النهاية، ما هو حلك لهذا النزاع في هذه البلاد؟ وأكرر سؤالي: هل تشعر أو تظن أنك يجب أن تخوض هذه المعركة حتى النهاية؟ أكرره مرة أخرى.
السيد الرئيس:
لدينا حل بمحورين:
الأول: عليك أن تحارب الإرهاب، ليس هناك نقاش في محاربة الإرهاب، في أي مكان في العالم، ما يحدث هو أن شخصاً يقتل المدنيين، يقتل الأبرياء، يقتل الأطفال، ويقتل الجنود والشرطة وأي شخص، عليك أن تحاربه إذا لم يكن جاهزاً للحوار، وهذا ما رأيناه حتى الآن.
المحور الآخر هو أن تحاور المكونات السياسية المختلفة، وفي نفس الوقت تقوم بالإصلاحات، بحيث يشارك الجميع، وسيقرر الشعب من يمثلهم عبر صندوق الاقتراع.
الصحفي:
ألا تستطيع الإصلاحات أن تكون أسرع قليلاً؟
السيد الرئيس:
الموضوع نسبي، قد تراها أسرع، وقد أراها أبطأ، لكن في النهاية، المبدأ هو أن تتصرف بأسرع ما يمكن دون أن تدفع ثمناً غالياً لذلك، ودون أن ينتج ذلك آثاراً جانبيةً كثيرة.
وبالتالي، فـ"بأسرع ما يمكن" ليس منوطاً بي أو بالحكومة أو بالدولة، إنه مرتبط بالظروف الموضوعية في سورية.
الصحفي:
سيادة الرئيس، يوشك وقتنا على النفاد، أين تحب أن ترى سورية خلال عامين، ما هي رؤيتك لسورية؟
السيد الرئيس:
أحب أن أراها في ازدهار، الازدهار يعني اقتصاداً أفضل، بل أحسن في كل المجالات، ثقافياً وما إلى ذلك، لكن ذلك يحتاج إلى الأمان، فبدون الأمان، لا يمكنك أن تحلم بالازدهار، هذا شعوري.
الصحفي:
سيادة الرئيس، شكراً جزيلاً لك على المقابلة، حظاً طيباً لبلادك، وأتمنى لكم السلام، الحرية والديمقراطية.
السيد الرئيس:
شكراً لك على الحضور.
ترجمة خاصة بموقع (الجمل)
النص الأصلي للحوار بالإنكليزية
http://www.tagesschau.de/ausland/gespraech-assad-englisch100.html
إضافة تعليق جديد