الجيش العراقي يوقف التكفيريين في الأنبار وأكراد سوريا يفتحون جبهة جديدة
أطلقت واشنطن، أمس، تسمية «العزم التام» على حربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وذلك في تأكيد على «تصميمها مع شركائها في المنطقة والعالم على القضاء على مجموعة الدولة الإسلامية الإرهابية»، فيما كان المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب السورية يستعيدون زمام المبادرة على الأرض، ويفتحون جبهة أخرى في رأس العين، في محاولة لتأمين طريق للإمدادات إلى عين العرب، في وقت تمكّن الجيش العراقي من صد هجوم لمقاتلي التنظيم المتشدد على مدينة كبيرة في محافظة الأنبار.
واختارت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تسمية «العزم التام» على الحرب التي تقودها على رأس تحالف دولي في العراق وسوريا ضد «الدولة الإسلامية»، وذلك بعد أكثر من شهرين من بدء الغارات.
وقال المتحدث باسم قائد الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي العقيد اد توماس «اسم العملية هو (انهيرنت ريزولف)، أي (العزم التام)»، لافتاً إلى أن القرار باعتماد هذه التسمية اتخذ «قبل أيام».
وأوضحت القيادة الأميركية الوسطى أن «العزم التام يعكس التصميم الراسخ والالتزام الصلب للولايات المتحدة وشركائها في المنطقة والعالم على القضاء على مجموعة الدولة الإسلامية الإرهابية والتهديد الذي تشكله على العراق والمنطقة والمجتمع الدولي برمته».
يأتي ذلك، في وقت ناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة أوروبيون، يتقدمهم رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عبر دائرة مغلقة، استراتيجية محاربة «الدولة الإسلامية»، وذلك بعد يوم من مشاركته في اجتماع لقادة جيوش 21 دولة في قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن.
وأعرب 41 في المئة، من المشاركين في الاستطلاع، عن اعتقادهم بأن القتال ضد التنظيم يجب أن يشمل شن ضربات جوية وإرسال قوات برية، مقارنة مع 34 في المئة في أيلول الماضي. ويدعم 35 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الاقتصار على شن ضربات جوية ضد «داعش»، في انخفاض عن نسبة 40 في المئة في أيلول.
وفي برلين، استبعد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، إرسال الولايات المتحدة قوات برية إلى سوريا، فيما اظهر استطلاع أميركي للرأي، نشرته شبكة «ان بي سي نيوز» وصحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، تزايد عدد الأميركيين الذين يعتبرون أن القتال ضد «داعش» يجب أن يتوسّع ليشمل نشر قوات على الأرض.
وخلال الساعات الـ48 الأخيرة، كثفت الطائرات الأميركية غاراتها على مواقع «داعش» في عين العرب، ونجحت في كبح تقدم مسلحي العصابات التكفيرية الذين كانوا وصلوا الاثنين الماضي إلى وسط المدينة.
وشنّ الأميركيون 18 غارة جوية حول المدينة، فيما قال مسؤولون أكراد إن «وحدات حماية الشعب» الكردية تعطي معلومات عن مقاتلي «داعش» في المدينة إلى التحالف.
وذكر أن المقاتلين الأكراد استعادوا موقعين في شمال عين العرب قريبين من مقرهم العام الذي استولى عليه «داعش» الجمعة الماضي.
وكان لافتاً فتح جبهة جديدة بين الطرفين ميدانها هذه المرة مدينة رأس العين، ذات الغالبية الكردية، في ريف الحسكة، ما يشير إلى أن كرة النار قد تتدحرج باتجاه المزيد من المناطق، لاسيما أن كلا الطرفين عاجز حتى الآن عن حسم معركة عين العرب لمصلحته.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين الأكراد وعناصر «داعش» لليوم الثاني على التوالي في قرى عدة في ريف رأس العين.
وبينما أشارت المعلومات الأولية إلى أن فتح هذه الجبهة من قبل «وحدات حماية الشعب» قد يكون هدفه تخفيف الضغط عن جبهة عين العرب، إلا أن مصادر إعلامية كردية أكدت أن هدف الحملة العسكرية في رأس العين أبعد من ذلك، وهو فتح طريق إمداد يصل إلى عين العرب لتعزيز القوات التي تدافع عن المدينة ومنع سقوطها بيد «الدولة الإسلامية».
وأشار مصدر إعلامي من «داعش» إلى أن فتح الأكراد لجبهة رأس العين جاء بعد وصول تعزيزات إلى «قوات حماية الشعب»، مؤكداً أن هذه التعزيزات شملت ما يقارب 40 آلية محملة بالمقاتلين والأسلحة.
وأعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أن السوريين فقط مسموح لهم بعبور حدود بلاده للتوجه للقتال في عين العرب، رافضاً دعوة فرنسا لفتح الحدود في شكل أكبر أمام المقاتلين الأكراد.
وسيتحدّد خلال الأيام المقبلة ما إذا كانت الحرب ستعود بين السلطات التركية و«حزب العمل الكردستاني»، حيث أعلن «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، في بيان، عن توجه وفد نهاية الأسبوع إلى جبال قنديل لإجراء محادثات مع القادة العسكريين في «الكردستاني»، على أن يقابل ثلاثة نواب من الحزب زعيم «الكردستاني» عبد الله أوجلان في 21 تشرين الأول الحالي.
وأكدت دمشق أنها ستتخذ «بالتشاور مع أصدقائها» الإجراءات التي تراها ضرورية لحماية الأراضي السورية من أي «تدخل عدواني»، مجدّدة رفضها «إقامة مناطق عازلة على أي جزء من الأراضي السورية تحت أي ذريعة كانت، كما ترفض أي تدخل عدواني لقوات أجنبية فوق أراضيها».
ورأت وزارة الخارجية السورية أن «المحاولات التركية لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية تشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي، كما تشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وضرورة تجفيف منابعه».
واغتال مسلحون النائب في مجلس الشعب السوري وريس اليونس فياض بإطلاق الرصاص على سيارته على طريق حماه - السلمية أمس الأول.
أما في العراق، فتمكّن الجيش، بمساندة العشائر من صدّ هجوم «داعش» على الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، التي يسيطر التنظيم على حوالى 85 في المئة منها. وأعلن «البنتاغون» أن الطائرات الأميركية شنت خمس غارات في العراق، إحداها قرب سد حديثة وأربع غارات في بيجي وسط البلاد.
ويشدد مسلحو «داعش» الطوق حول عامرية الفلوجة التي تبعد حوالى 40 كيلومتراً غرب بغداد. وقال قائد الشرطة المحلية عارف الجنابي «بعد وصول تعزيزات للجيش فإننا ننتظر الأوامر لشنّ هجوم مضاد وكسر الحصار على المدينة من ثلاث جهات». ونبّه مسؤول محلي إلى أن سقوط المدينة «سينقل المعركة إلى أبواب بغداد وكربلاء».
وقال عضو اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين خالد الجسام إن 200 مستشار أمني أميركي وصلوا خلال الأيام الماضية إلى قاعدة «سبايكر» العسكرية قرب تكريت، موضحاً أن مهمتهم تشمل «دراسة وتقييم الوضع الأمني في محافظة صلاح الدين وتقديم الخبرة والمشورة للجيش في مواجهته لداعش».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد