الجيش اللبناني يمهل مخيم«عين الحلوة»لتسليم أميرتنظيم«فتح الإسلام»

20-11-2008

الجيش اللبناني يمهل مخيم«عين الحلوة»لتسليم أميرتنظيم«فتح الإسلام»

واصلت الأجهزة الأمنية والعسكرية عملية تضييق الخناق على »بقايا« تنظيم »فتح الإسلام« وبعض المطلوبين الآخرين، في ما يبدو أنها عملية متدرجة أو متدحرجة تتحرك على مسارات عدة وتحظى بتأييد واسع عربيا وأجنبيا، وخاصة من جانب الدول المشاركة في »اليونيفيل« التي باتت سفاراتها في بيروت تتابع هذا الملف بتفاصيله اليومية الدقيقة.
ويبدو واضحا أن المعنيين بهذا الملف الأمني في الجانبين اللبناني والفلسطيني يحاولون التوفيق بين ضرورة الإسراع في تسليم المطلوبين، وفي طليعتهم أمير »فتح الإسلام« الشيخ عبد الرحمن أبو محمد عوض، وبين وجوب عدم تحميل مخيم عين الحلوة وزر قلة من الأشخاص المتورطين في أعمال إرهابية، وخصوصا أن فعاليات المخيم وفصائله رفعت الغطاء السياسي عن هؤلاء.
وحسب آخر المعلومات الأمنية فإن الجيش اللبناني يتحرك في اتجاهين متوازيين: الأول، إعطاء الفرصة الكاملة للمسعى الذي يقوم به أهالي المخيم وقياداته وعدد من الوسطاء الإسلاميين، من أجل تسليم عوض للجيش، بالطريقة التي يرونها مناسبة، مع الأخذ في الاعتبار أن الوقت ليس مفتوحا من دون أن يعني ذلك أن هناك مهلة محددة وصارمة يجب التقيد بها.
أما الاتجاه الثاني الذي يعمل عليه الجيش فهو أمني ـ مخابراتي، في اقتفاء أثر عوض ورصد تحركاته مع ما يتطلبه ذلك من مراقبة شديدة لبعض »المفاتيح«، ويبدو أن مخابرات الجيش في الجنوب واثقة من أن عوض ما يزال موجودا في نقطة محددة في »عين الحلوة«، وهي باتت تملك معطيات واضحة حول الأمكنة التي يتنقل فيها داخل المخيم.
وإذا كان عوض هو الذي يستقطب الأضواء الإعلامية في هذه المرحلة، إلا إن هناك حوالى ١٠مطلوبين آخرين متوارين في »عين الحلوة« يصر الجيش على تسلمهم، ومن ضمنهم أحد مسؤولي »جند الشام«.
ووفقا للمعطيات الأمنية المتوافرة، فإن الأجهزة المعنية لا تستبعد أن تكون للمطلوبين امتدادات خارج المخيم، تتخذ شكل »الخلايا النائمة«، الأمر الذي دفع مخابرات الجيش إلى تشديد المراقبة، سواء في مدينة صيدا أو الجوار. وعُلم أن عددا من متلقي »الدروس الدينية«، من فلسطينيين ولبنانيين، تم التحقيق معهم خلال الأيام القليلة الماضية...
وحسب المعلومات المتداولة من قبل أوساط مطلعة فإن الجيش اللبناني أعد أكثر من سيناريو للتعاطي مع حالة عوض، على قاعدة أن هناك قرارا كبيرا وحازما جرى اتخاذه على أعلى المستويات بوجوب تسليمه ولا بد في نهاية المطاف من تنفيذ هذا القرار.
- في هذه الأثناء، نجحت القوة الأمنية الفلسطينية داخل مخيم البداوي  في توقيف الفلسطيني محمد سليم خ. (٣٧ عاماً) بعد ظهر أمس وسلمته إلى فرع مخابرات الجيش في الشمال الذي قام لاحقا باعتقال الفلسطينية منى م. خارج المخيم وهي متهمة بأنها مسؤولة عن تأمين الأموال لعائلات »فتح الإسلام« وخطيبة احد عناصر التنظيم الملقب بـ»أبو عبيدة« الموقوف في سجن رومية.
وأفادت المعلومات أن خ. الذي سلم من قبل أمن حركة فتح، بعدما جرى ترتيب الأمر مع الفصائل الفلسطينية، هو من المقربين من الموقوف الشيخ حمزة قاسم، وكان قد ورد اسمه خلال التحقيقات مع الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وفي سياق متصل، قالت مصادر انه، وفي إطار السعي إلى الاستفادة من الخبرات العسكرية والأمنية لدى المجموعات الفلسطينية التي شاركت في مواجهة »فتح الإسلام« في مخيمات الشمال، غادرت مجموعة عسكرية من حركة فتح مخيم البداوي إلى عين الحلوة، وستلحق بها مجموعة أخرى خلال الساعات المقبلة.
وأفيد أن المسؤول العسكري لحركة فتح في الشمال المقدم محمد الونّي »أبو عماد«، سينتقل على رأس مجموعة عسكرية إلى مخيم عين الحلوة للانضمام إلى باقي الوحدات الموجودة فيه.
المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...