الجيش يتقدم في بادية دمشق وجبهات درعا تشتعل
فيما يقترب موعد اجتماعات «أستانا» المقرر انطلاقها في الأسبوع الأول من شهر تموز المقبل، تعود بعض جبهات الميدان المنضوية في اتفاق «تخفيف التصعيد» إلى الاشتعال بقوة، بالتوازي مع معارك البادية المستمرة على عدة جبهات. العودة إلى النار أفرزت نشاطاً عسكرياً في كل من شرق دمشق ودرعا، إذ عادت الاشتباكات والقصف إلى أطراف العاصمة الشرقية، بعد هدوء استمر منذ جولة محادثات جنيف الماضية.
وبالتوازي، خرجت درعا من «هدنتها» لتشهد اشتباكات عنيفة على أغلب محاور أحياء المدينة، مع اشتعال معركة إضافية «مؤقتة» في محيط المدينة الغربي.
وبينما شهدت جبهتا الرصافة وشرق تدمر تثبيتاً لنقاط الجيش، استعداداً لتحرك قريب نحو دير الزور، استطاع الجيش التقدم في ريف دمشق الشرقي، مسيطراً على بلدة بير القصب، التي تعد واحداً من أهم مواقع «جيش أسود الشرقية» وفصيل «قوات أحمد العبدو» في بادية ريف دمشق. وتأتي السيطرة على تلك النقطة المهمة، بعد أسابيع من العمل على عزلها عن عمق البادية وعن الحدود الأردنية. وأتى تحرك الجيش عبر 3 محاور رئيسية من غرب وشمال غرب البلدة، ليفرض سيطرة على عدد كبير من النقاط والمزارع المحيطة بها أيضاً. ومن المتوقع أن تتركز عمليات الجيش هناك على تلال جبال القلمون الشرقية المتبقية تحت سيطرة «فصائل البادية»، في محيط تل دكوة، والتي تعد المواقع الأكثر أهمية لتلك الفصائل بعد خروج تل القصب من تحت سيطرتها.
في موازاة ذلك، انتهت الهدنة المؤقتة في مدينة درعا من دون الإعلان عن أي تفاهم حول صيغة جديدة لوقف إطلاق النار، برغم ما نقلته مصادر معارضة عن لقاء وفود «غير معروفة» مع ممثلين عن القوات الحكومية، في محاولة للتوصل إلى مثل هذا التفاهم. وشهدت ساعات صباح أمس، عودة الاشتباكات في عدد من أحياء المدينة، وخاصة في منطقة المخيم، بالتوازي مع قصف جوي عنيف طال عدداً من المواقع داخل أحياء المدينة الجنوبية. وبدا لافتاً أمس، محاولة الجيش التقدم عبر محور جديد غرب المدينة، وسيطرته لوقت قصير على كتيبة الدفاع الجوي، المحاذية لحي المنشية من الجهة الغربية على بعد حوالى كيلومترين فقط، قبل أن تتمكن الفصائل المسلحة من استعادتها بعد هجوم مضاد نفذته ضد قوات الجيش المتقدمة. وتكمن أهمية التحرك في موقع الكتيبة المشرف على طريق الإمداد بين المدينة والريف الغربي، وهو يؤمّن بديلاً أكثر فعالية من مواقع الجيش التي خسرها على أطراف المنشية الجنوبية. وبعد ساعات قليلة من تقدم الجيش «المفاجئ» نحو الكتيبة، انسحبت القوات المتقدمة بعد ضغط كبير نفّذته الفصائل المسلحة لاستعادتها، ما تسبب بخسائر في الأرواح في صفوف الجيش إلى جانب أسر تلك الفصائل عدداً من المقاتلين المتقدمين، والاستحواذ على معدات عسكرية.
وفي تطور لافت آخر، أعلن «التحالف الدولي» إسقاط طائرة من دون طيار تابعة لقوات موالية للجيش السوري، في محيط قاعدة التنف، في استهداف هو الثالث لطائرة حربية أو مسيّرة من قبل طائرات «التحالف»، خلال شهر واحد. وأعلن الأخير في بيان أمس، أن «مقاتلة أميركية من طراز (اف 15 ــ سترايك إيغل) أسقطت طائرة من دون طيار من طراز (شاهد 129)... بعدما أظهرت نيات عدائية وتقدمت نحو مناطق تضم قوات لـ(التحالف)». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول عسكري أميركي، قوله إن «الطائرة (المستهدفة) كانت تتجه نحو عناصرنا لإلقاء الذخيرة عليهم».
وبالتوازي، بدا لافتاً أن موسكو استمرت في لغة التصعيد ضد الأميركيين، في ما يخص وجودهم في التنف وغاراتهم ضد قوات موالية للحكومة السورية. فقد رأى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن وجود القوات الأميركية على الأرض السورية «غير شرعي بالمطلق»، مشدداً على أنه لا يعتمد على «أي قرار من مجلس الأمن الدولي، أو أي طلب من السلطات الرسمية في سوريا كدولة ذات سيادة».
وبرغم التحذيرات الروسية لطائرات «التحالف» من العبور غرب الفرات، قال المتحدث باسم الجيش الأميركي جيف دايفيس، إنه «خلافاً للبيانات العامة، لم نر الروس يقومون بأي أعمال تثير قلقنا». في المقابل، رأى المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن تحركات واشنطن في سوريا «تثير قلق» بلاده، رافضاً التعليق حول احتمال أن يقود التوتر الحالي إلى مواجهة مفتوحة بين موسكو وواشنطن. وشدد على أن وزارة الدفاع هي الجهة الوحيدة المخوّلة النظر في قرار إعادة العمل باتفاق سلامة الطيران المعلّق مع واشنطن.
وبالتوازي مع التصعيد الإعلامي الروسي ــ الأميركي، أعلنت أوستراليا، أمس، تعليق عملياتها الجوية فوق سوريا ضمن عمليات «التحالف. وقالت وزارة الدفاع في بيان، إنها أوقفت عملياتها «كإجراء احترازي مؤقتاً»، موضحة أن التعليق يقتصر على سوريا ولا يشمل العراق.
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد