الخلافات الإسرائيليةالداخليةوالإسرائيلية_الغربيةحول الملف الإيراني
الجمل: تصاعدت الخلافات الإسرائيلية- الإسرائيلية، والإسرائيلية_ الأمريكية، والإسرائيلية- الأوروبية الغربية، والسبب هو ملف البرنامج النووي الإيراني، الذي ينظر إليه الإسرائيلييون، باعتباره يشكل مصدراً للخطر على وجود إسرائيل.
سردية الخلافات: ماذا تقول؟
تفاهم الإسرائيليون طويلاً مع الولايات المتحدة الأمريكية حول ضرورة القضاء عل القدرات النووية الإسرائيلية، وذلك عن طريق أحد الخيارات الآتية:
- توجيه ضربة أمريكية_ إسرائيلية مشتركة.
- توجيه ضربة أمريكية منفردة.
- توجيه ضربة إسرائيلية منفردة.
ولكن حسابات الإدارة الأمريكية كانت أكثر ارتباكاً، بسبب الآتي:
- رغبة الإدارة الأمريكية في الحفاظ على استمرارية الاحتلال الأمريكية في العراق.
- عدم رغبة القيادات العسكرية الأمريكية في التورط بفتح جبهة حرب ثالثة مع إيران، قبل حسم الحرب في المسرحين العراقي والأفغاني.
- معارضة الخبراء الاستراتيجيين الأمريكيين لمخطط ضرب إيران، باعتباره سوف يقوض أمن المصالح الأمريكية في سائر أنحاء العالم.
- الخسائر الكبيرة التي سوف تتعرض لها الولايات المتحدة.
- مواجهة إسرائيل لخطر الإزالة الكاملة تحت ضربات أسلحة الدمار الشامل الإيرانية.
- ونقض المعلومات الاستخبارية الكافية حول القدرات التقليدية وغير التقليدية الإيرانية .
وعلى هذه الخلفية، لجأت إدارة بوش إلى محاولة حشد حلفاءها الأوروبيين، لجهة بناء تحالف دولي يقود عملية المواجهة الدبلوماسية أولاً، ثم العسكرية ثانياً ضد إيران.
حاول الإسرائيليون بشتى الوسائل دفع الإدارة الأمريكية لجهة القيام بضرب إيران، وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية بشتى الوسائل إقناع الأوروبيين بالانضمام إلى تحالف مواجهة إيران، وبشكل موازي حاول الإسرائيليون الضغط على الأوروبيين لجهة الانخراط في المسار الأمريكي_الإسرائيلي.
وعلى خلفية، عدم نجاح هذه الجهود، وتقدم خطوات البرنامج النووي الإيراني إلى مراحل متقدمة، بدأت الخلافات تدب في أوساط الإسرائيليين، ما بين طرف يدفع باتجاه قيام إسرائيل بخوض المغامرة منفردة، طالما أن واشنطن سوف تجد نفسها مضطرة إلى الوقوف بجانب إسرائيل.. وسوف يضطر الأوروبييون إلى القيام بذلك أيضاً.
* خارطة طريق العمليات السرية داخل إيران:
عندما كانت الجهود الأمريكية_ الإسرائيلية، تدفع بشكل معلن في اتجاه استهداف القدرات النووية الإيرانية، إما بالوسائل العسكرية أو بالوسائل الدبلوماسية، كانت هناك عمليتان سريتان يتم تنفيذهما ميدانياً، داخل إيران:
- العملية السرية الأولى: وتم إعدادها بواسطة خبر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتهدف إلى استهداف الحركات والميليشيات المسلحة الإيرانية المعارضة، في تنفيذ عملية سياسة واسعة تهدف إلى تقويض الأمن الداخلي الإيراني، بما يفسح المجال أمام عملية تغيير النظام الإيراني الحالي.
- العملية السرية الثانية: وتم إعدادها بواسطة خبراء جهاز الموساد الإسرائيلي، وتهدف إلى استخدام الخلايا السرية في القيام بعمليات تخريبية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وبرغم الجهود الكبيرة التي بذلتها عناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وعناصر الموساد الإسرائيلية، فإن العمليتين، لم يكتب لهما النجاح.
• الموساد الإسرائيلي: المؤسسة الأمنية في مواجهة المؤسسة السياسية.
عندما برزت الخلافات داخل الإدارة الأمريكية بين معسكر كوندليزا رايس- روبرت غانز، ومعسكر ديك تشيني_ جماعة المحافظين الجدد، حول المفاضلة بين الخيار العسكري والخيار الدبلوماسي في التعامل مع أزمة الملف النووي الإيراني، اختار الإسرائيليون، خياراً ثالثاً، يتضمن القيام بتنفيذ عملية سرية إسرائيلية كبيرة داخل إيران، هذا وتقول التسريبات بالآتي:
- جند الموساد الإسرائيلي العديد من الإيرانيين ضمن سرية تهدف إلى جمع المعلومات الاستخبارية، إضافة إلى القيام بإجراء التفجيرات التي تستهدف المنشآت النووية الإيرانية
- نسق الموساد الإسرائيلي مع بعض عناصر الحركات الإيرانية المعارضة.
- أطلق الإسرائيليون بالتعاون مع الهند قمر أوفيراك الصناعي المخصص لأغراض التجسس ضد إيران.
هذا وتجدر الإشارة، إلى أن إرهاصات انكشاف عملية الموساد السرية داخل إيران، قد اتضحت بعض معالمها، عندما قررت الحكومة الإسرائيلية، تجديد عقد عمل الجنرال مائير دايان رئيس الموساد الإسرائيلي، وذلك تحت ذرائع ومبررات عدم إمكانية الاستغناء عن جهود وخبرة مائير دايان في هذا الوقت خاصة وأنه يمسك بكامل العناصر المتعلقة بمكافحة البرنامج النووي الإيراني، وملف إدارة الأزمة اللبنانية، وعلى وجه الخصوص الاستهداف الإسرائيلي ضد سوريا وحزب الله اللبناني.
لم يحقق الموساد أي نجاح داخل إيران، سوى الانفجار الذي استهدف أحد المساجد بمدينة زاهدان الإيرانية، والذي تم تنفيذه بمساعدة عناصر شبكة البرازاني (حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني).. ولاحقاً استطاعت السلطات الإيرانية توجيه الضربة القاصمة التي كسرت ظهر مخطط الموساد الإسرائيلي، وذلك، عندما نجحت في القبض على عناصر شبكة الموساد الرئيسية داخل إيران، ونفذت حكم الإعدام شنقاً في زعيمها أمام الملأ وكاميرات الفضائيات في أحد الساحات العامة الإيرانية.. حاول الإسرائيليون التقليل من أهمية الخسارة، ولكن برغم ذلك فقد كشفت التسريبات الإسرائيلية عن خلاف كبير نشب بين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، والمؤسسة السياسية الإسرائيلية، وتتمثل أبرز المؤشرات الدالة على ذلك في الآتي:
اتهام مائير دايان رئيس الموساد الإسرائيلي بعدم التزامه الذي تعهد به قبل ستة أعوام بالقيام بتقويض القدرات غير التقليدية الإيرانية والمتمثلة في الأهداف الآتية التي سبق أن أصدرها مائير دايان:
- تنفيذ العمليات التخريبية ضد المنشآت النووية الإيرانية
- تنفيذ العمليات التخريبية ضد منشآت صناعة وبناء الصواريخ الإيرانية.
- تنفيذ العمليات التخريبية ضد منشآت الدفاع الجوي والبحري الإيرانية.
- تجنيد المزيد من العملاء واختراق كافة المنشآت الحيوية الإيرانية.
- إنفاق الأموال الطائلة على مخطط العمليات السرية ضد إيران.
هذا، وحالياً، دخل الخلاف حول أزمة البرنامج النووي الإيراني ساحة الخلافات السياسية الإسرائيلية، فمن جهة أصبح بنيامين نتاياهو زعيم الليكود الإسرائيلي يقوم بشن واحدة من أكبر عمليات البروباغاندا السياسية ضد الجنرال إيهود باراك زعيم حزب العمل، وتسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما، لجهة اتهامها بالتلكؤ والتباطؤ وعدم الجدية في معالجة أزمة البرنامج النووي الإيراني، وبالمقابل، تقوم تسيبي ليفني حالياً بمحاولة حشد الرأي العام حول ضرورة الاعتماد على الخيارات الدبلوماسية لحل أول لأزمة البرنامج النووي الإيراني، طالما أن الولايات المتحدة سوف تكون أول المتضررين من قيام إسرائيل بعمل عسكري منفرد ضد إيران.. هذا وتطرقت تسيبي ليفني لجهة التأكيد على فعالية الخيار الدبلوماسي قائلة بأن العقوبات والضغوط والحصار سوف تقضي على كل طموحات طهران، طالما أن السلطات الإيرانية لن تستطيع إطعام الشعب الإيراني باليورانيوم المخصب بدلاً عن الغذاء.
الجمل قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد