الخيارات الإسرائيلية بعد لقاء نتينياهو - أوباما
الجمل: رصدت التقارير والتحليلات لقاء نتينياهو – أوباما الذي تم الأسبوع الماضي في العاصمة الأمريكية واشنطن وتشير المعلومات إلى أن اللقاء لم يسفر عن شيء لجهة التوصل إلى توافق إسرائيلي – أمريكي كامل إزاء الملفات الشرق أوسطية، وحتى في الملف الإيراني لم يتم التوافق بالكامل، لأن الطرفين اتفقا على مهلة محددة لإجراء المفاوضات مع إيران ولكن ما يتوجب القيام به بعد انقضاء هذه المهلة ما زال موضوعاً للخلاف حيث شدد نتينياهو على الخيار العسكري في حين أكد أوباما على الخيار الدبلوماسي.
* الإدراك الإسرائيلي للقاء نتينياهو – أوباما:
تقول المصادر الإسرائيلية أنه بعد مرور أكثر من أسبوع على اللقاء فقد بدأت تظهر بعض محتويات هذا اللقاء وأكدت المصادر الإسرائيلية الآتي حول اللقاء:
• لم يتطرق اللقاء لفكرة قيام أوباما بطرح خطة سلام شرق أوسطي جديدة في القاهرة.
• لم يطالب الرئيس أوباما وضع القدس تحت الانتداب.
• لم يظهر الرئيس أوباما حرصه على تقديم المزيد من الاهتمام الزائد بحل القضية الفلسطينية.
• كان الرئيس أوباما أكثر حرصاً في اللقاء للتأكيد على موقفين الأول يتمثل في ضرورة التفاوض مع إيران والثاني يتمثل في ضرورة عدم قيام إسرائيل بأي عمل عسكري مفاجئ ضد إيران.
أما بالنسبة لملف الأزمة الفلسطينية فقد أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن لقاء نتينياهو – أوباما أكد على الآتي:
• إن حالة الانقسام الفلسطينية تمنع حالياً القيام بتطبيق حل الدولتين وبالتالي من الممكن البدء بتقديم الدعم للضفة الغربية.
• إن المعلومات والتقارير التي ظهرت مؤخراً والقائلة بأن الرئيس أوباما سيعلن خطة سلام أمريكية جديدة هي معلومات وتقارير تم وضعها بواسطة مساعدي الملك الأردني عبد الله الثاني.
• إن نتينياهو كان حريصاً على إخفاء التنازلات التي قدمها لأوباما في أزمة الملف الإيراني وبرغم ذلك فقد كان تنازل نتينياهو موافقاً على مهلة الستة أشهر من جهة ولكنه من الجهة الأخرى أكد لأوباما أن نهاية الستة أشهر ستمثل للإسرائيليين الحد الفاصل النهائي.
هذا، وأضافت بعض المصادر الإسرائيلية بأن توازن لقاء نتينياهو – أوباما كانت محصلته النهائية لصالح الإسرائيليين لأن:
• نتينياهو حصل على موافقة أوباما على تحديد الحد الزمني النهائي لإنهاء الأزمة الإيرانية.
• أوباما لم يحصل من نتينياهو على الحد الزمني لإنهاء الأزمة الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين.
وأكدت المصادر الإسرائيلية على أن لقاء نتينياهو – أوباما قد وصل إلى اتفاق حول الترتيبات العملية الآتية:
• تكوين مجموعة عمل الشرق الأوسط برئاسة المبعوث الأمريكي الخاص جورج ميتشل.
• تكوين مجموعة عمل إيران برئاسة مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز.
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن نتينياهو برغم التأكيدات والتعهدات التي قدمها لأوباما بالتزام إسرائيل عدم القيام بأي عملية عسكرية ضد إيران بشكل مفاجئ، فإن هناك العديد من الملفات التي تشكل مصدراًُ لقلق ومخاوف وتوتر نتينياهو ويتمثل أبرزها في:
• احتمالات فوز قوى 8 آذار بالانتخابات البرلمانية اللبنانية وسقوط حكومة السنيورة وقوى 14 آذار.
• تزايد التطور المضطرد للقدرات الصاروخية الإيرانية.
• احتمالات انهيار حكومة عباس الجديدة في رام الله.
* الخيارات الإسرائيلية بعد لقاء نتينياهو – أوباما:
بدا المشهد الشرق أوسطي أكثر تعقيداً أمام حكومة ائتلاف نتينياهو – ليبرمان وما هو واضح أن أبرز التساؤلات الماثلة أمام تل أبيب ستنطوي على الآتي:
• كيفية إجراء المفاوضات مع سوريا بعيداً عن إطار الأرض مقابل السلام ودفع الفلسطينيين بعيداً عن إطار خيار حل الدولتين.
• كيفية التصرف ورد الفعل إزاء صعود قوى 14 آذار اللبنانية إلى السلطة إذا فازت بالانتخابات اللبنانية القادمة؟
• كيفية التصرف إزاء ردع حركة حماس المسيطرة في قطاع غزة في ظل استنفاد صيغة الحل العسكري التي أصبحت بعد العملية الإسرائيلية الفاشلة غير مقبولة دولياً.
• كيفية التصرف على الساحة السياسية الداخلية بعد ظهور نتائج استطلاع الرأي القائل أن شعبية ليفني تشهد تزايداً ملحوظاً هذه الأيام.
• كيفية انتظار فترة الستة أشهر لحين إنجاز واشنطن مفاوضاتها مع إيران في ظل قيام إيران بتطوير قدراتها النووية.
• إذا نجحت واشنطن أو حتى إسرائيل من منع إيران من تطوير قدراتها النووية فإن القدرات الصاروخية الإيرانية تقدمت بمستوى من غير الممكن إيقافه، إضافة إلى أن الدعم الإيراني للفلسطينيين وحزب الله في المجالات المالية والنوعية والأسلحة والمقذوفات الصغيرة سيستمر وكل هذا يعتبر كافياً لتهديد إسرائيل التي لا تواجه خطر البرنامج النووي الإيراني فقط وإنما الرشاشات والصواريخ الإيرانية الخفيفة.
سيحاول نتينياهو اللجوء إلى خيار مسار التفاوض المزدوج لتكون مفاوضات سورية – إسرائيلية متزامنة مع مفاوضات فلسطينية – إسرائيلية ولكتن المشكلة والعقبة الرئيسية ستتمثل في الآتي:
• من الصعب القيام بمفاوضات مع سوريا وفقاً لصيغة السلام مقابل السلام.
• من الصعب القيام بمفاوضات مع الفلسطينيين وفقاً لصيغة السلام مقابل السلام.
فهل سيقبل نتينياهو بصيغة الأرض مقابل السلام التي سوف لن تعود عليه إلا بانهيار حكومته الائتلافية، أم أنه سيبحث عن مخرج آخر ربما يكون الحنث بتعهداته أمام الرئيس الأمريكي ومن ثم القيام بعمل عسكري إسرائيلي مفاجئ ضد إيران؟
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد