السعودية تحت الحصار: هل تنهار المملكة بهدوء؟
في الآونة الأخيرة، دمّر الحوثيون (أنصار الله) رتلاً من الآليات العسكرية السعودية على طول الحدود مع اليمن، وأسروا مئات الجنود. ثم جاءت جريمة القتل «الغامضة» للواء عبد العزيز الفغم، الحارس الشخصي للملك سلمان، والتي دقّت ناقوس الخطر داخل المملكة.
بحسب نائب الرئيس التنفيذي لمعهد «كوينسي» للأبحاث، تريتا بارسي، فإن «سعوديين كثراً تحدثت إليهم، أثاروا احتمالات عن أن ما يحدث في بلدهم ربما يكون من صنيعة عناصر داخل الحكومة السعودية تريد إحراج محمد بن سلمان الذي يرون أنه يُعرِّض المملكة لمشاكل لا فكاك منها». ويضيف بارسي أن السعوديين قد لا يجدون صعوبة في إدراك أن ابن سلمان يشكّل العقبة الأولى التي تعترض مستقبل المملكة.
استهلّ ابن سلمان ولاية العهد بسياسة خارجية «طموحة»، فدفع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، نحو التصعيد في وجه إيران، ورفع من وتيرة الحرب في اليمن، وفرض حصاراً مفاجئاً على قطر، بيد أن سياساته هذه انفجرت في وجهه.
ومن المصائب التي انهالت على المملكة أخيراً: الهجمات على منشأتي بقيق وخريص النفطيتين في 14 أيلول/ سبتمبر، فضلاً عن الكارثة التي لحقت بالرياض عندما زعم الحوثيون أنهم قضوا على ثلاثة ألوية سعودية بالقرب من مدينة نجران. وقد التزمت سلطات المملكة الصمت إزاء مزاعم الحوثيين. وما إن أعلنت الرياض عن مقتل اللواء الفغم في مدينة جدة يوم الأحد الماضي، إثر خلاف شخصي مع صديق له يُدعى ممدوح آل علي، حتى أثارت تقارير عديدة شكوكاً حول الرواية الرسمية.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فهناك أيضاً الحريق الهائل الذي نشب في المحطة الجديدة لقطار الحرمين في السليمانية في جدة ظهر الأحد. ويقول بارسي: إن ثمة تكهّنات تشي بأن الحريق في المحطة التي كُلّف بناؤها 7.3 مليارات دولار، من فعل عناصر داخلية مناوئة لولي العهد.
وفي تطوّر آخر، كشف مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الإثنين الماضي، عن رسالة تلقّاها من السعودية. وفي اليوم التالي، أعلن مسؤولون عراقيون أنهم في صدد الإعداد للقاء سعودي - إيراني مباشر. ويبدو أن هناك توجّهاً لإعادة النظر في الاستراتيجية المتبعة - مشابهاً لما أقدمت عليه الإمارات - بدأ يتسرب إلى السعوديين في ما يتعلق بثقتهم في مدى استمرارية إدارة ترامب في توفير الأمن لهم في حال تعرضوا لهجوم في المستقبل. بحسب بارسي، فإن تبني الولايات المتحدة سياسة عسكرية «منضبطة» في الشرق الأوسط، وإطلاقها إشارات بأنها لن تخوض حرباً بالنيابة عن حلفائها، من شأنه أن يدفع بهؤلاء إلى إعادة اكتشاف فوائد الدبلوماسية. وباعتقاده، فإن السعودية لن تكون راغبة في اتخاذ الدبلوماسية نهجاً لسياستها، في ما لو ظنّت أن أميركا ستحارب بالنيابة عنها.
(ماثيو بيتي -«ناشونال إنترست»)
إضافة تعليق جديد