السلفية الدعوية بوابة إلى «الجهادية»
لم تمثل السلفية الدعوية وجمعياتها العاملة في قطاع غزة منذ الثمانينيات خطراً على مشاريع حركتي «فتح» و«حماس» وحكوماتهما، مقارنة بظاهرة السلفية الجهادية التي برزت في السنوات العشر الأخيرة، وخاصة بعد سيطرة «حماس» على غزة.
يكثر الحديث عن الجماعات الجهادية، فيما يغض الإعلام النظر عن الجمعيات الدعوية والخيرية، مع أنها ليست سوى الجزء الظاهر من «جبل الجليد السلفي»، الذي تمثّل قاعدته الحالة الدعوية، فيما لا يصعب على المنضوين تحت هذا الإطار الانتقال إلى «مشروع الجهاد العالمي».
حتى على صعيد الحركات الإسلامية، ساهم غياب اطلاع الكوادر الشابة على الجوانب التخصصية كـ«فقه الموازنات ومقاصد الشريعة»، في اتجاه عدد لا بأس منه إلى السلفية. وليس ضرورياً ترك هذه الكوادر مواقعها، إنما تحتفظ بفكرها كالخلايا الميتة وتواصل عملها التنظيمي.
وفي ظل إخفاق كل المحاولات لتشكيل كيان موحد للسلفية الجهادية في القطاع، وتوالد تنظيمات صغيرة متفرقة تعيش تحت ضغط أمني، يخشى كثيرون من أتباع السلفية الدعوية الانضمام إلى الحالة الجهادية، بسبب غياب نموذج قوي وقريب. في المقابل، زاد صعود تنظيم «داعش» المسألة تعقيداً، ولكنه لم يؤثر في مسارات الجمعيات السلفية المدعومة بقوة من السعودية. وفيما تعمل هذه الجمعيات بجد، رافعة شعار «النشاط الدعوي السلمي»، فإنها من حيث تدري أو لا تدري، توفر وقود السلفية الجهادية.
من أشهر المؤسسات السلفية الدعوية العاملة في فلسطين:
1. «دار الكتاب والسنة»، نشأت في بداية الثمانينيات، وبداية انطلاقتها تحويل ما كان يُعرف في غزة بـ«سينما الحرية» في مدينة خان يونس إلى مكتبة. حصلت هذه الجمعية على ترخيص من السلطة الفلسطينية لممارسة نشاطات إغاثية ودعوية. وتمتلك مشاريع استثمارية ناجحة كمطابع ومخابز، ومساكن للإيجار.
2. «جمعية القرآن والسنّة في فلسطين»، يقع مقرها الأساس في الضفة، والشيخ نبيل نعيمي أبرز رموزها، ويتركز عملها في الجانب الدعوي والخيري، ولها عدد من المؤسسات في الضفة وغزة. وبرغم إغلاق الاحتلال عدداً من تلك المؤسسات في الحملة ضد مؤسسات «حماس» صيف 2007، فإن رئيس السلطة، محمود عباس، أمر بفتحها مرة أخرى.
3. «المجلس العلمي للدعوة السلفية»، يقدم المجلس خدمات اجتماعية ويتركز عمله في غزة، لكنه يقدم أيضا بعض الخدمات في الضفة. يرأسه الشيخ ياسين الأسطل، وهو أحد رموز السلفية في فلسطين، وتلقى تعليمه على يد علماء كبار الوهابية، مثل الشيخ ناصر الدين الألباني وعبد العزيز بن باز، إضافة إلى معلمه الأساسي الشيخ حماد الأنصاري، محدث المدينة المنورة.
4. «جمعية ابن باز»، يرأسها الشيخ عمر الهمص الذي بات أحد أبرز رموز السلفية في غزة، وتقدم خدمات خيرية، ولكنها تقيم كذلك معسكرات صيفية للأطفال والطلاب لتعليمهم العلوم الشرعية السلفية. ومع أنها نظريا من مؤسسات السلفية الدعوية، فإن جهات فلسطينية عدة ومن بينها بعض الأجهزة الأمنية تراها أقرب إلى السلفية الجهادية.
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد