الشرق الأوسط ومنعطف البيت الأبيض القادم

05-06-2008

الشرق الأوسط ومنعطف البيت الأبيض القادم

الجمل: بدأت في سائر أنحاء العالم محاولات فهم طبيعة ما سوف يحدث بعد مغادرة إدارة بوش للبيت الأبيض الأمريكي وهي مغادرة أصبح من المؤكد بأنه سيترتب عليها الكثير من التحولات في البيئة السياسية الدولية.
* الإدارة الأمريكية القادمة:
الصراع الانتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين برغم أن القضايا التي يدور حولها هذا الخلاف باتت معروفة ومن أبرزها حرب العراق واستهداف إيران وغير ذلك، إلا أن حملة التنافس قد أسفرت عن صعود المرشح جون ماكين حليف إسرائيل وجماعة المحافظين الجدد كمرشح للحزب الجمهوري، ولكن على صعيد الديمقراطيين لم يتم حسم الأمر رسمياً بعد، وإن كانت معظم التوقعات تؤكد أن أوباما هو الأقرب للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في مواجهة السيدة هيلاري كلينتون التي ما تزال ترفض الاستسلام والانسحاب.
ولما كانت شعبية الحزب الديمقراطي في الشارع الأمريكي أكبر من شعبية الجمهوريين فإن التوقعات تقول بأن الرئيس القادم سيكون ديمقراطياً، ولكن على خلفية الصراع الديمقراطي – الديمقراطي فإن هناك من يراهن على أن الرئيس القادم سيكون ديمقراطياً، وإذا كانت المرشحة الديمقراطية هي كلينتون وإلا فسيكون جمهورياً، ويتبنى هذا التوجه جماعات اللوبي الإسرائيلي والمنظمات اليهودية الأمريكية وجماعة المحافظين الجدد الذين ما زالوا يحاولون بشتى الوسائل إقصاء المرشح الديمقراطي باراك أوباما.
* الانتخابات الأمريكية وسيناريو السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط:
ستلقي نتائج الانتخابات الأمريكية بتداعياتها وتأثيراتها الدراماتيكية على الشرق الأوسط وحتى الآن تقول المعلومات الآتي:
• أعلن المرشح الديمقراطي أوباما عن تعهده بسحب كامل القوات الأمريكية من العراق خلال فترة 16 شهراً.
• أعلنت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عن التزامها بسحب القوات الأمريكية من العراق ولكن دون التقيد بأي جدول زمني وفقط ربط ذلك بموقف المصالح الأمريكية وموقف حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط وفي مقدمتهم إسرائيل.
• أعلن المرشح الجمهوري ماكين عن التزامه بإبقاء القوات الأمريكية في العراق بشكل لا نهائي وغير محدد وعن التزامه ضرب إيران.
* ردود الأفعال الشرق أوسطية:
بدأت بعض الأطراف الشرق أوسطية في ترتيب أوراقها استعداداً لمرحلة ما بعد بوش وهناك توقعات تقول بعدم إمكانية إحراز أي تقدم حقيقي في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية والمحادثات السورية – الإسرائيلية إلا بعد تنحي إدارة الرئيس بوش لأن:
• صعود ماكين معناه صعود احتمالات سيناريو اندلاع الحرب في المنطقة.
• صعود هيلاري كلينتون معناه صعود احتمالات التوسع في سيناريوهات العقوبات الاقتصادية ضد خصوم إسرائيل في المنطقة.
• صعود أوباما معناه خروج أمريكا من العراق وانفتاح السياسة الخارجية الأمريكية للحوار مع خصوم أمريكا.
بالنسبة لتركيا والجدول الشرق أوسطية الإسلامية الأكثر ارتباطاً بأمريكا وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط تقول المعلومات التي أوردتها صحيفة زمان اليوم التركية بأن دوائر أنقرة السياسية قد بدأت في عملية دراسة وتحليل المعطيات المتوافرة من أجل معرفة وتخمين طبيعة سيناريو السياسة الخارجية الشرق أوسطية الأمريكية في حالة صعود المرشح باراك أوباما، طالما أنه الأوفر حظاً وطالما أن صعود جون ماكين سوف لن يكون سوى نسخة مكررة لسيناريو إدارة بوش المعروفة سلفاً وإن كان بصيغة نموذج أكثر تطرفاً.
* إدارة بوش والاستعداد بمرحلة ما بعد بوش:
من سخرية القدر أن إدارة بوش نفسها أصبحت من أكثر المهتمين بالاستعداد لمرحلة ما بعد مغادرتها للبيت الأبيض وحالياً تشير المعلومات إلى أن إدارة بوش تعمل من أجل فرض الصيغ اللازمة التي تكفل حماية إنجازاتها التي حققتها خلال السنوات الماضية عن طريق سن القوانين والتشريعات التي تقف عائقاً أمام الرئيس الأمريكي القادم إذا حاول القضاء عليها وعلى سبيل المثال لا الحصر نشير إلى الآتي:
• بالنسبة لملف احتلال العراق تعمل إدارة بوش بقوة هذه الأيام من أجل دفع حكومة المتعاملين العراقيين إلى توقيع اتفاقيات مع الإدارة الأمريكية ثم إجازة هذه الاتفاقيات بواسطة الكونغرس بما يؤدي إلى إصدار قوانين أمريكية تمنع أي رئيس أمريكي قادم من التجرؤ على سحب القوات الأمريكية من العراق.
• بالنسبة لملف ضرب إ1يران تعمل إدارة بوش من أجل الإسراع في تنفيذ الضربة العسكرية خلال شهر آب القادم لأن القيام بالضربة سيتيح للحزب الجمهوري الحصول على فرصة أفضل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية خاصةً وان برنامج الحزب الجمهوري وحملته الانتخابية يركز على أولوية قضايا الأمن القومي.
• بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط ما زالت إدارة بوش أكثر ارتباكاً فهي تحاول دفع إسرائيل من أجل خوض مواجهة جديدة ضد حزب الله ومن أجل ذلك فإن إدارة بوش تبذل جهداً كبيراً لعرقلة المحادثات السورية – الإسرائيلية ولكنها في الوقت نفسه ما زالت عاجزة عن دفع الفلسطينيين باتجاه تقديم التنازلات المطلوبة للإسرائيليين: وحالياً تحاول إدارة بوش تحقيق التقدم عن طريق استخدام مصر كوسيلة ضغط ضد حركة حماس لإجبارها على إيقاف عمليات إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل والقبول بالتهدئة التي سوف لن تتيح لإسرائيل سوى التفرغ للضغط على محمود عباس وضرب حزب الله بما يوفر الذرائع لإدارة بوش لضرب إيران وبالتأكيد فإن سوريا لن تكون بمعزل عن دائرة الاستهداف الأمريكي – الإسرائيلي طالما أن خبرة الإدراك الإسرائيلي تؤكد على فرضية أن وقوع حرب جديدة سيؤدي إلى نتائج جديدة يمكن أن يترتب عليها موافقة دمشق على صيغة السلام مقابل السلام المفروض حالياً.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...