الصحافة الأمريكية اليوم
استحوذت أزمات الشرق الأوسط على اهتمام الصحف الأميركية اليوم الأربعاء، فرجحت أن يكون تصعيد واشنطن ضد طهران بأنه حيلة لإرغامها على كبح برنامجها النووي، وتطرقت إلى مخاوف الدول الإسلامية من المواجهات الطائفية، معرجة على تصريحات عسكرية بدعم إيران للمليشيات في العراق.
تحت عنوان "تجنب حرب أميركية أخرى في الشرق الأوسط" قالت كريستيان سيانس مونيتور في افتتاحيتها إن المواجهة الأميركية مع إيران تتطلب التمحيص في المخاطر الحقيقية، مشيرة إلى أن الإستراتيجية الأميركية لما بعد 11سبتمبر/أيلول القاضية بجر الحرب إلى العدو، تطورت إلى مواجهة خطيرة مع إيران، وسط إرسال مزيد من القوات البحرية إلى الخليج ومطالبة الأوروبيين باتخاذ موقف أكثر تشددا من طهران.
وتساءلت الصحيفة قائلة: إلى أي مدى يعتبر بوش مستعدا لتطبيق أفعاله الأحادية ضد إيران بعيدا عن خوض الحرب؟
كما رأت أن المواجهة مع إيران يجب ألا تقع دون دعم الكونغرس والحلفاء الرئيسيين في أوروبا، داعية بوش إلى المشاركة في المعلومات الاستخبارية السرية بشأن نوايا إيران وقدراتها النووية إذا ما أراد أن يحظى بدعم لموقفه.
ورجحت كريستيان سيانس مونيتور أن تكون هذه المواجهة الزاحفة مع إيران، متمثلة في إرسال مزيد من القوات البحرية إلى الخليج، مجرد حيلة يقوم بها البيت الأبيض لعدة أسباب: أولها أن أمام إيران إنذارا أمميا بتعليق نشاطاها النووي أواخر فبراير/ شباط، لذلك فقد تكون هذه التهديدات الأميركية حافزة لإيران كي تلتزم بهذا الموعد.
وثاني هذه الأسباب أن بوش يحاول، وسط الضغوط في الكونغرس لخفض قواته في العراق، تمهيد الطريق لفتح محادثات مع إيران لتحقيق الاستقرار في العراق وبالتالي المساهمة في سحب الأميركيين لقواتهم من العراق.
أما السبب الثالث فيكمن في الصراع على السلطة الذي بدأ يلوح في الأفق وسط ظهور تقارير حول مرض المرشد الأعلى علي خامنئي، الأمر الذي قد يجر البلاد إلى أزمة هذا العام مما يساعد على قدوم بعض التيارات التي تعمل على تعليق الطموحات النووية الإيرانية وتجنب المواجهة مع واشنطن.
وانتهت الصحيفة إلى ضرورة مراقبة الكونغرس والصحافة لجميع أساليب بوش الأحادية والمواعيد التي يحددها، مشيرة إلى أن هذه اللعبة مع إيران يجب أن تلعب بعيون مفتوحة لأن الولايات المتحدة لا تحتمل عراقا آخر.
ركزت نيويورك تايمز في افتتاحيتها على دعوتها واشنطن مساعدة النازحين العراقيين الذين يدفعون ثمن المغامرة الأميركية في بلادهم، والذين شعروا أن أميركا خذلتهم.
وقالت الصحيفة إنه رغم محاولة بوش لإدارة المرحلة الأخيرة من الحرب في العراق، فإن لدى أميركا التزاما نحو العراقيين الذين جازفوا بحياتهم للعمل كمترجمين أو مرشدين أو متعاقدين، مضيفة أن هؤلاء الحلفاء وعائلاتهم باتوا يصنفون في العراق بأنهم خونة وأضحوا عرضة للخطف والاغتيال من قبل "المتمردين" والمليشيات.
ودعت الإدارة الأميركية إلى تنظيم مؤتمر بمشاركة الدول المجاورة للعراق لمناقشة السبل الكفيلة لرفع المعاناة الإنسانية عنهم، والتأثيرات المحتملة لهذا المد البشري.
وفي الشرق الأوسط أيضا سلطت واشنطن تايمز الضوء في تقريرها بعنوان "الدول الإسلامية تتحرك لمنع العنف" على مخاوف الدول الإسلامية من المواجهات بين الشيعة والسنة، وقالت إن حلفاء أميركا وخصومها على السواء في الشرق الأوسط كثفت من خطوات مشتركة لمنع نشوب حرب أهلية دينية.
فاستشهدت الصحيفة بالمحادثات المكثفة التي عقدتها الرياض في الأيام الأخيرة لتخفيف التوتر الطائفي في لبنان والعراق، واصفة دعوة ملك السعودية التي أصدرها للتهدئة بأنهاغير اعتيادية.
كما استشهدت بإصدار مجموعة من رجال الدين العلماء في مصر وقطر والعراق تصريحات تحث على وحدة المسلمين، وتنحي باللائمة على الولايات المتحدة وعوامل خارجية أخرى لتقسيم المسلمين.
ثم قالت واشنطن تايمز بعد أن تعرضت للمؤتمر الذي عقد في الدوحة أخيرا، إن هذا النشاط اللافت يعكس المخاوف الإقليمية العميقة بأن تضع أزمات الشرق الأوسط بدءا من العراق ومرورا بلبنان ثم فلسطين، الشريحتين الأساسيتين من المسلمين، السُنة والشيعة، في دائرة التناحر.
أكد المسؤول الثاني بقيادة الجيش الأميركي بالعراق الفريق ريموند أديرنو في مقابلة مع يو أس إي توداي، أن إيران تدعم المليشيات العراقية بأسلحة قوية متنوعة منها صواريخ الكاتيوشا.
وقال الجنرال "حصلنا على أسلحة تؤكد أرقام التسلسل التي تحملها بأنها تعود إلى إيران".
وعلقت الصحيفة على هذا الخبر قائلة إن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي يتخذ فيه الرئيس الأميركي موقفا صارما مما يزعمه بتدخل إيران في العنف الطائفي بالعراق.
وأشار أديرنو إلى أن معظم الأسلحة التي تقدمها طهران تنتهي بأيدي المتطرفين الشيعة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد