الصحافة الأمريكية اليوم
ركزت الصحف الأميركية اليوم الأربعاء على قضايا الشرق الأوسط، فرجحت إحداها أن تقسم العقوبات على إيران الائتلاف الدولي، وتحدثت عن تحول الأميركيين عن موقفهم من الحرب في العراق، فضلا عن مصاعب قناة الجزيرة والشرق الأوسط ككل.
تحليلا لآخر التطورات على الصعيد الإيراني، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن فرض العقوبات على إيران قد يسهم في انقسام ائتلاف الدول العظمى ويعزز المشاكل التي تواجهها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الحفاظ على وحدته.
وقالت إن محاولة رايس الحفاظ على وحدة ائتلافها الهش من القوى العظمى لكبح طموحات إيران النووية، كانت دائما غاية في الصعوبة، والذي زاد الطين بلة الحرب الإسرائيلية على لبنان.
ومضت تقول: بينما كان رد المسؤولين الإيرانيين على حزمة "الجزر" التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، صارخا وقويا، فإن النقطة الأساسية هي أن قادة إيران لم يوافقوا على تعليق تخصيب اليورانيوم، وهو المطلب المركزي للائتلاف.
والسؤال المطروح الآن –بحسب الصحيفة- هو ما إذا كانت رايس التي عادت من إجازتها هذا الأسبوع قادرة على الحفاظ على تماسك الائتلاف لإشهار "العصا" في وجه إيران أم لا.
وأشارت إلى أن الحفاظ على هذا التماسك سيكون غاية في الصعوبة لأنه يخشى أن بعض الدول الصغيرة الساخطة على كيفية تعاطي الولايات المتحدة مع الحرب في لبنان، قد توفر التغطية السياسية لروسيا والصين كي تمنع فرض عقوبات قاسية على إيران في مجلس الأمن.
قالت صحيفة نيويورك تايمز وفقا لاستطلاع أجرته بالتعاون مع "س بي آس نيوز" إن الأميركيين بدؤوا بشكل متزايد يدركون أن الحرب في العرق باتت بعيدة كل البعد عن مكافحة الإرهاب.
ورأى نصف المستطلعة آراؤهم أن الرئيس الأميركي جورج بوش ركز على العراق أكثر من التهديدات الأخرى.
وبالأرقام، اعتقد 51% أنه لا صلة بين الحرب على العراق وجهود مكافحة الإرهاب الواسعة، في زيادة بنسبة 10% عما كان عليه في استطلاع يوليو/تموز الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الزيادة تأتي رغم الإصرار المتكرر لبوش والجمهوريين في الكونغرس على أن الجبهتين مرتبطتان معا ويجب أن ينظر لهما على أنها عناصر مكملة للإستراتيجية الرامية لمنع الإرهاب المحلي.
وقال 53% من المشمولين بالاستطلاع إن خوض الحرب على العراق كان خطأ، بعد أن سجلت النسبة 48% في الاستطلاع السابق.
ونوهت الصحيفة إلى أن الناخبين أشاروا إلى أنهم يفضلون المرشحين الديمقراطيين هذا الخريف.
تحت تساؤل هل منتقدو بوش على صواب؟ حاول توني بلانكلي أن يقدم تصوراته في مقال بصحيفة واشنطن تايمز لما قد يبدو عليه العالم خلال الفترة المقبلة إذا ما اتبع جورج بوش توصيات منتقديه.
وأول هذه التصورات ما ينادي به البعض من "خروج الأميركيين من العراق بنهاية عام 2007"، وبالتالي اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق وتدخل خارجي سواء من قبل الإيرانيين لمساعدة الشيعة، أو المصريين والسعوديين لمساعدة السنة، فضلا عن إعلان الكرد استقلال كردستان، ودخول تركيا في حرب ضد الأكراد.
أما التصور الثاني فهو إرغام بوش إسرائيل على القبول بدور حزب الله كحزب غير إرهابي ويقدم خدمات اجتماعية في لبنان.
ويترتب على ذلك -بحسب الكاتب- أن يخوض حزب الله الانتخابات ويبسط الهيمنة على الحكومة اللبنانية.
ثم يستعرض الكاتب التصور الثالث الذي يكمن في دفع بوش شخصيا إسرائيل للتفاوض من أجل السلام مع الفلسطينيين، مرجحا اشتعال حرب شاملة في المنطقة بين لبنان وإسرائيل وفلسطين.
وآخر هذه التصورات تنازل أميركا عن الخيار العسكري في المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها، وبالتالي يطلق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تهديداته ضد أميركا وتركيا ومصر والسعودية إذا ما تدخلت في الشؤون العراقية، وضد الكيان الصهيوني إذا لم يوقف حربه ضد سوريا ولبنان وفلسطين.
وفي واشنطن بوست أيضا كتب سعد الدين إبراهيم مقالا يقول فيه إن الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته قد يكونان على صواب عندما أعلنا عن ولادة شرق أوسط جديد، مشيرا إلى أن سياستهما في دعم الحليف الأقليمي إسرائيل، هي التي ساهمت في هذه الولادة.
ولكن هذا المولود -بحسب إبراهيم– لم يكن الطفل الذي يتطلع إليه بوش ورايس لسبببن: أولهما أنه لن يكون علمانيا أو ودودا مع الولايات المتحدة، وثانيهما أن هذه الولادة ستكون عسيرة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد