الصراع على صداقة واشنطن: قصص عن المعارضة في الخارج

15-07-2011

الصراع على صداقة واشنطن: قصص عن المعارضة في الخارج

وثيقة تعود للعام 2004 بخط البيانوني لمجلس شورى الإخوان المسلمين في سورية : الحزب الإسلامي العراقي وسيط بيننا وبين الأميركيين...

في احاديثه السورية المعارضة وفي حملته المهنية المنافسة للمعارض السوري رضوان زيادة، يقول المعارض السوري عمار القربى رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا، والتي لا يعرف لها مقر هذه الأيام، إن بداية الاتصال العلني الأميركي - الإسرائيلي بالمعارضة السورية كان في مؤتمر الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان في برشلونة عام 1998، ويضيف القربى في احاديثه للمعارضين السوريين أن اول من استجاب لهذه الاتصالات الإسرائيلية بالتحديد هو رضوان زيادة مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان ..

ويروي القربى قصة حصلت معه ومع زيادة في برشلونة حيث اقترب منه رجل إسرائيلي وعرض عليه تعاونا في مجال السلام في الشرق الأوسط، فلم يرحب به القربى. غير ان رضوان زيادة كان سعيدا بالكلام مع هذا الإسرائيلي وكوفىء على هذا الموقف بقبول منظمته عضوا في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، بينما لم يحصل القربى على هذه الميزة التي كان يأسف لخسارتها قائلا (شغلة ثواني كانت غيرت حياتي). ويروي معارضون سوريون آخرون ان زيادة حصل بعدها على منحة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية بواسطة مركز القاهرة لحقوق الانسان وأصبح من أقرب حلفاء واشنطن في المعارضة السورية، فيما التحق القربى مؤخرا بالحلف عبر حضوره مؤتمر المعارضة السورية مع صهاينة امثال برنار هنري ليفي في باريس.

هذا التواصل بين المعارضة السورية في الخارج وبين الولايات المتحدة الأميركية وجهات إسرائيلية لم يقتصر على أشخاص معينين او جهات أهلية بل وصل الى تنظيم الإخوان المسلمين السوري في تسعينات القرن الماضي من خلال اتصالات تمت عبر السعودية مع قيادات في التنظيم. واستمرت المراوحة في الاتصالات بين جماعة الإخوان السوريين واميركا حتى عام 2003، عندما غزت اميركا العراق ودخل الحزب الإسلامي العراقي الواجهة السياسية لحركة الإخوان المسلمين في العراق في العملية السياسية مشاركا عن السنة العرب بالخصوص في السلطة العراقية بعيد 2003.

في هذا السياق وفيما يبدو أنه بداية لنزاع بين أجنحة في جماعة الإخوان المسلمين السورية، سربت وثيقة لمعارضين سوريين في أوروبا تدعو حركة الإخوان المسلمين السورية إلى الاقتداء السياسي بالحزب الإسلامي في العراق ودراسة تجربته في الحكم في ظل الاحتلال الأميركي، فضلا عن اقتراحات عديدة منها عرض من الحزب الإسلامي العراقي على الإخوان المسلمين في سورية بفتح باب للتواصل بي الجماعة وواشنطن.

كاتب هذه الوثيقة بخط اليد هو المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني وفيها يقول في شرح لمجلس شورى الجماعة إن الحزب الإسلامي العراقي مستعد لفتح باب تواصل وتعاون بين الجماعة في الخارج وبين واشنطن، مقترحا على مجلس الشورى في الجماعة العمل على طريقة الحزب الإسلامي العراقي في الحكم.

هذه الوثيقة التي عرضها علينا معارضون سوريون ونمتنع عن نشرها نزولا عند طلبهم، يبدو انها تسربت بفعل خلافات تسود أوساط الجماعة حاليا على خلفية حضور ممثل عن الجماعة ملهم الدروبي لتجمع عقد في باريس الأسبوع الماضي مع عتاة الصهاينة في فرنسا، حيث يتردد في اوساط المعارضة السورية في الخارج أن هناك امتعاض من الكثير من كوادر الحركة على حضور الدروبي الاجتماع المذكور، خصوصا ان الجميع يعلم ومتفق ان المراقب العام الحالي رياض شقفة كان على علم بهذا الاجتماع واعطى موافقته عليه، وهذا ما اكده هو لمعارضين سورين استفسروه عبر الهاتف، فيما اكد لنا قيادي في الجماعة مقيم في باريس أن ملهم الدروبي حضر الاجتماع بموافقة من الجماعة وبعلمها..

هذا الحرب الخفية والتي تحدثت عن محاولة نائب المراقب العام محمد فاروق طيفور الإطاحة بالمراقب العام رياض الشقفة عبر اتهامه بارتكاب اخطاء وهفوات صبت كلها في مصلحة النظام، تجد صداها في تسريبات لوثائق ولرسائل منها الوثيقة التي ذكرنا والتي يبدو ان من سربها من الجماعة يرد على المراقب العام السابق علي صدر الدين البيانوني الذي أعلن انه يعارض الاجتماع وانه ليس في مركز القرار هذه الأيام ليمنع هذه الأفعال، فيما يشرح بعض كوارد الجماعة لسوريين رفضوا تدخل الصهاينة في الشأن السوري أن حضور ممثل عن جماعة الإخوان المسلمين للإجتماع المذكور جاء بناء على طلب قطري مباشر استكمالا لاتصالات تجري هذه الأيام ومنذ اندلاع الاضطرابات في سورية بين مسؤولين في الخارجية الفرنسية من مستويات غير عالية ومسؤولين من الجماعة، حيث يعتقد ان القطريين يريدون، عبر ليفي، الوصول الى اعتراف فرنسي رسمي بالجماعة كمحاور أساسي للغرب في المعارضة السورية وذلك اعتمادا على تجرية ليفي السابقة في ليبيا..

ويبقى السوآل هل تجربة المنوذج السياسي الفرنسي القطري في ليبيا فيه ما يغري؟؟؟

نضال حمادة

المصدر: المنار

التعليقات

كنا ننتظر معارضة معارضة ببرنامج وطني، تساهم باصلاح أخطاء النظام، ولكننا وجدنا أطراف تتصارع على السلطة ومن اجل السلطة فقط، ودون أي برنامج، وبادوات حقيرة، وبتأمر مع الشر العالمي أمريكا، مما جعلنا نرى فساد النظام فسحة، تجاه ماحدث في العراق ومايحدث في ليبيا. ويجعلنا نتقيأ من هكذا معارضة.

كلما قرأت ما يتصل بجماعات المعارضة الخارجية، من إخوان مسلمين، إلى عمار قربي إلى رضوان زيادة، إلى عاملة محل الموبايلات لمى الأتاسي، إلى غيرهم، ألتفت إلى الداخل وأتذكر خطاب السيد الرئيس بهذا الخصوص (البناء في الداخل، وما علينا من الخارج)، فيحضرني بيت الشاعر الشهير أبي الطيب المتنبي: أنام ملء جفوني عن شواردها، ويسهر الخلق جراها ويختصم. لا أريد المزاودة ولا تمسيح الجوخ، لكن الواضح على أرض الواقع أن طبيب العيون ماض في عمليته الجراحية لتطوير سورية إلى جمهورية جديدة، جميعنا نحلم بها، يسودها القانون، وفي الوقت نفسه، الأمن فيها يبقى العين الساهرة على البلد، لمنع أية محاولة لاختراق الداخل (استخباراتياً)، بما يحافظ على الخط المقاوم الذي انتهجه الرئيس الخالد حافظ الأسد، ولا تزال سورية محافظةً عليه، وستبقى. كل هذا يجري في الداخل، بينما يختلفون ويتقاتلون فيما بينهم في الخارج، فهذا يدعو لـ"حكومة ظل" وهذا يتهم الآخر بالخيانة، وهذا يحضر مؤتمرات الصهاينة، وآخر يتعهد بإقامة سلام مع إسرائيل مع إقامة نصب تذكاري لـ"الهولوكوست" في ساحة المرجة، وآخر يعرعر من على الشاشات ويأمر وينهي دون أن يعي أن البساط قد سحب من تحته، وإن كان ظاهر ذلك ليس واضحاً 100%. وفيما يتخبط كل هؤلاء يميناً وشمالاً في محاولات لحجز كراسي لهم في القطار القادم، يدرك من يقودون القطار في أوروبا وأمريكا أن القطار خرج عن السكة، واتجه إلى جرف يليه واد سحيق، ومن الطبيعي أنهم بدؤوا يفكرون في نتائج هذا القطار على مدللتهم إسرائيل، خصوصاً بعد ما ذكرته بعض الصحف الإسرائيلية أنهم لن يستطيعوا الصمود في أية حرب قادمة، إزاء ما يرونه من تصميم السوريين على إزالة هذا الكيان الغاصب من الوجود، وإن لم يكن ذلك آنياً، ولو كلف ذلك كل الدماء في العالم، وهنا نعود للمتنبي القائل: فإما حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا.

الرجال من يمتلكون أنفسهم لحظات الشدة، ولا تختلط عليهم الأمور، ودوما يميزون الخيط الأبيض من الأسود. لكن من تتملكهم الشهوة، أية شهوة كانت وفي أي وقت كان، فأولئك لا يعتمد عليهم، بل هم خطر على أنفسهم وعلى الآخرين. لا شك أن للشعب السوري مطالب محقة وغير قابلة للتفاوض أو التنازل عنها فهي حقوق طبيعية مسلوبة لسنين طويلة. فهم لم يسألوا عن رأيهم فيمن يسوس شأنهم لعقود من الزمن ساد فيها مفهوم الطليعة الثورية التي تنوب عن الشعب في تحقيق مطالبه وحقوقه وترعى شأنه، وبعد كل هذا الزمن ومن طبائع الأشياء تبين أنه آن الأوان لتتم الأمور بشكل مختلف لما رافق تلك السياسة بإدارة شأن الأمة من فساد وعيوب ونقائص ومصائب وفضائح. ما يجمع عليه الجميع تقريبا في السلطة المعارضة (طبعا اتحاد الفلاحين لا يريد ويأمل أن تستمر الأمور كما كانت!!!!! وهناك غيرهم ممن قاوموا ويقومون نهج رئس الجمهورية في التغيير والاصلاح وقد دأبت منذ حين على افتراض ذلك) هو تغيير طريقة إدارة شؤون الأمة. إذن نحن متفقون على التغيير وليس التدمير وذلك للإنتقال الى مرحلة أعلى وأرقى يستحقها السوريون في التعبير عن مصالحهم واستخدام مواردهم وتنظيم حياتهم اسوة بالكثير من الشعوب الراقية. بالطبع المعارضة لما هو قائم يفترض أن تكون أفضل وأنزه وأكثر عصمة عن الخطأ وأكثر زهدا بالحكم والسلطة والامتيازات. إن ما أراه من سلوكيات الكثير من المعارضين لا يمكن فهم جزء كبير منها سوى تعطش لسلطة ولفوز بالامتيازات آن أوانها حسب اعتقادهم، يجلسون بنتيجتها مكان أصحاب السلطة الحاليين معتمدين على دعم قوى خارجية بديلة عن تلك التي تدعم السلطة، فالعالم دوما فيه مجموعتين متنافستين وحصتهم الداعمة كانت قوى الاستعمار السابقة لبلادنا وذات السوابق في محبة أرضنا!!!! ولما لا!!!!! ، والتي لا يزال آباء وامهات بعض السوريين ممن قاوموا المستعمرين أحياء. إن من يتنطح!!!! لقيادة شعبه والدفاع عن مصالح الشعب السوري لا يمكن أن يكون انتقامي حاقد يتصرف تصرفات تثير وساوس لدى قطاعات واسعة من الشعب السوري المتعدد الأعراق والطوائف والذي تختزن ذاكرته الجمعية الكثير من المآسي والذكريات القاتمةاللون. فيمكن أن نسأل من يتصرفوا بمواقف ملتبسة، أي من المناطق السورية عبر القرون أو العقود لم تقع فيها صدامات وصرعات ذهب ضحيتها أرواح كثيرة؟!!!!. فكيف يستسهلون دفع البلاد نحو المجهول فقط وفقط لتحقيق مآربهم في الحكم والسلطة ولو سلموا مفاتيح البلاد ورقاب العباد لأشد أعداء الشعب والوطن شراسة. لا يمكن لسوريا سوى تحقيق المطالب المحقة في التغيير الآمن والسلمي لطريقة ادارة البلاد ودون ذلك المجهول "الحقيقة ليس مجهولا بل معلوم"، إنه الكارثة التي تفكك الوطن وتدمر الممتلكات والأرزاق ولا يدفع بهذا الطريق سوى عملاء العدو.

ناقضنا لسه ناس متخلة معقدة .. يلعمى لسه كل حدن فاشل..او معقد او راسب بانتخابات مجلس الشعب او اخونجي او محكوم برا او جوا صار بيشتغل معارضة ! شو ها المصلحة!! .. يطلعو من راسنا بئى ..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...