الصراعات في الشرق الأوسط تخنق الحريات الصحفية
كشف تقرير أعدته لجنة أميركية اليوم عن تراجع حرية التعبير في العالم العربي في عام 2006 ونجاح الأنظمة العربية في الالتفاف على الضغوط الدولية التي قادتها الولايات المتحدة لنشر برامج الإصلاح السياسي في المنطقة.
وقالت لجنة حماية الصحفيين الدولية -في تقريرها السنوي- إن حريات الصحافة في دول عربية كمصر ولبنان والعراق وفلسطين واليمن، حققت بعض التقدم خلال الأعوام من 2001 إلى 2005.
وأرجع التقرير هذا التطور نتيجة الضغوط التي قامت بها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لإصلاح العالم العربي بعد هجمات سبتمبر/أيلول وغزو العراق في عام 2003
وأوضحت المنظمة في تقريرها أن "الحكام المستبدين في الشرق الأوسط عملوا على إجهاض أي إصلاح مهم، أو أنهم قاموا بتغييرات شكلية فقط".
وأشارت المنظمة أن الجماعات المسلحة وخاصة في مناطق الصراع في العراق وفلسطين ولبنان تتحمل أيضا جزءا من مسؤولية الاعتداءات على الصحافة في عام 2006.
وذكر التقرير أن الرئيس المصري حسني مبارك نجح في إفراغ الضغوط الأميركية على نظامه من محتواها بسبب عدم جدية هذه الضغوط من أجل تطبيق إصلاحات سياسية حقيقية من ناحية، وضعف قوى التغيير الديمقراطي الداخلية من ناحية أخرى
واعتبر تقرير المنظمة أن العراق ما زال للسنة الرابعة على التوالي أخطر مكان للمراسلين الصحفيين في العالم منذ استشراء الفوضى في البلاد بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام 2003.
وذكر التقرير أن الحكومة العراقية كان لها دور أيضا في اعتقال بعض الصحفيين أو ملاحقة آخرين أو فرض الحظر على تواجد مقار صحفية لبعض القنوات التلفزيونية كفضائيتي العربية والجزيرة.
وعلى الرغم من عدم مقتل أي صحفي في الأراضي الفلسطينية خلال عام 2006، فقد أورد التقرير بعض حالات التضييق على الصحفيين من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلية أو المنظمات الفلسطينية المسلحة.
ولكن المنظمة قالت إن جميع حالات خطف الصحفيين في غزة والضفة الغربية والتي بلغت 13 منذ عام 2004 انتهت بالإفراج عنهم دون إصابتهم بأي أذى.وفي لبنان قال التقرير إن صحفيا لبنانياً يعمل في المؤسسة اللبنانية للإرسال قد قتل في غارة إسرائيلية في يوليو/تموز الماضي خلال حرب الـ34 يوما بين إسرائيل وحزب الله اللبناني والتي انتهت في أغسطس/آب الماضي.
وقال التقرير إن الأطراف المتصارعة في لبنان تتحمل كذلك بعض اللوم نتيجة قيامها بتهديد الصحفيين العالميين في الأراضي اللبنانية.
وأشار التقرير إلى أن الصحافة في المغرب -والتي وصفها بالأقوى والأكثر حيوية في العالم العربي- تعرضت لبعض الانتكاسات في عام 2006 بعد هجمة قضائية قادتها الحكومة لحبس بعض الصحفيين أو فرض غرامات باهظة عليهم.
ففي أبريل/نيسان أيدت محكمة الاستئناف في الرباط حكما بغرامة قدرها حوالي 372 ألف دولار ضد مجلة لو جورنال إيبدومادير الأسبوعية المستقلة بعد نشرها مقالة تشكك في تقارير مركز بحوث أوروبي بشأن قضية الصحراء الغربية التي ضمتها المغرب منذ ثلاثة عقود.
وقال التقرير إن حدة الصراع الطائفي السني الشيعي قد ألقت بظلالها على حرية الصحافة في الخليج العربي.
وأشار إلى قيام السلطات البحرينية في أكتوبر/تشرين الأول بحظر نشر أية مواد إعلامية تتعلق بقضية صلاح البندر، الأكاديمي السوداني الذي كان يعمل مستشارا لملك البحرين حمد بن خليفة.
وفي الكويت اعتقلت السلطات كاتب جريدة السياسة خالد العبيسان في نوفمبر/تشرين الأول الماضي بعد نشره مقالا يستنكر فيه حكم إعدام الرئيس العراقي صدام حسين.
وقال التقرير إن الحريات الصحفية في السعودية وسوريا وليبيا لا تزال شبه معدومة.
ونقل تعليقا لطيفا وكاشفا لسيف الإسلام معمر القذافي نجل الزعيم الليبي الذي قال فيه إن بلاده "ليس فيها صحافة ولا دستور ولا ديمقراطية".
المصدر: يو بي آي
إضافة تعليق جديد