العراق: حراك دولي يواكب الحكومة والمعارك

10-09-2014

العراق: حراك دولي يواكب الحكومة والمعارك

لاقى تشكيل الحكومة العراقية ترحيباً دولياً واسعاً أمس، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة التي بدأت حراكها السياسي المتعلّق بتشكيل تحالف لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش"، وقد لا يكون تزامن عملية تشكيل الحكومة مع هذا الحراك من قبيل المصادفة، إذ يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما فجر الخميس، أيضاً عن "خطته" للتحرك في مواجهة التنظيم، كما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي سيزور العراق يوم الجمعة المقبل، أن بلاده ستستضيف منتصف الشهر الحالي، مؤتمراً دولياً حول "السلام والأمن" في العراق.

وبالتوازي، تستمر الاشتباكات بين عناصر التنظيم، والجيش العراقي مدعوماً بأبناء العشائر، خصوصاً في محافظتي الأنبار وديالى، حيث قتل عدد كبير من مسلحي "داعش"، كما سجل تقدم في منطقة الخفاجة التابعة لقضاء الحديثة، ونفذت مقاتلات أميركية وطائرات هجومية وأخرى بدون طيار خمس غارات، قرب سد الحديثة "دعماً للقوات الأمنية العراقية والعشائر السنية" التي تحمي السدّ، بحسب ما أعلنت القيادة الوسطى التي تشرف على القوات الأميركية في المنطقة.مقاتل من "البشمركة" خلال اشتباك مع مسلحي "داعش" عند جبل زرداك شرق الموصل، أمس. (أ ف ب)

وتوالت، أمس، المواقف المرحّبة بتشكيل الحكومة العراقية، إذ اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن هذه الخطوة تشكل "مرحلة أساسية" من أجل دحر تنظيم "داعش".
كما أشادت كل من إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى قطر والأردن وتركيا والحلف الأطلسي وجامعة الدول العربية بالتقدّم الذي تحقق في العملية السياسية داخل العراق.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" أن الرئيس الإيراني حسن روحاني بعث برسالة تهنئة لرئيس الوزراء العراقي حیدر العبادي، عبّر فيها عن "أمله بإحلال الأمن والاستقرار في العراق، داعیاً إلی تعزیز العلاقات بین البلدین في شتی المجالات بما یخدم مصالحهما المشترکة".
بدورها رحّبت مصر بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، معتبرة ذلك "خطوة إيجابية على طريق إشراك جميع قوى المجتمع العراقي في الحكم وفي بناء مستقبل البلاد".
كما هنأ رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، رئيس الحكومة حيدر العبادي، في اتصال هاتفي، بتشكيل الحكومة، وذكر بيان صادر عن رئاسة الإقليم، أن البرزاني، عبر للعبادي، عن ترحيبه بتشكيل حكومة وطنية، تضم ممثلين عن جميع أطياف المجتمع العراقي. وأشار البيان، إلى أن البرزاني تشاور مع العبادي، حول ضرورة أن لا تكرر الحكومة الحالية، أخطاء الحكومات السابقة، وأن لا تتجاهل مطالب الأكراد.
وفي هذا السياق، برز موقف لرئيس كتلة "الرافدين" المسيحية يونادم كنا، الذي طالب العبادي بإعادة النظر بعملية تشكيل الحكومة وعدم الاستمرار في "الخطأ" حيال المكون المسيحي عبر تهميشه وعدم منحه مقعداً في الحكومة. وأشار كنا إلى أن عدم منح المسيحيين حقيبة وزارية هي رسالة سلبية للمجتمع المسيحي في العراق وفي المهجر، ومرجعياتنا المسيحية ممتعضة جداً من طريقة تهميش المكوّن المسيحي في حكومة العبادي.
وأكد كنا أن التشكيلة الحكومية التي أعلنها العبادي، كانت "خيبة أمل كبيرة لكل المسيحيين وصدمة للجميع".
وعلى خط الحراك الدولي أيضاً، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، أن الحكومة البريطانية سترسل رشاشات ثقيلة وذخائر للقوات الكردية في العراق لمساعدتها في قتال تنظيم "داعش"، تبلغ قيمتها 1.6 مليون جنيه إسترليني، ومن المفترض أن تصل إلى العراق اليوم، في وقت قدمت الولايات المتحدة اقتراح قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن "منع وكبح" سفر المقاتلين الأجانب للالتحاق بالتنظيمات المتشددة، مثل تنظيم "داعش"، من خلال العمل على أن تجرّم القوانين المحلية في البلدان المعنية بالقرار ذلك واعتبارها جريمة جنائية خطيرة.
ووزّعت الولايات المتحدة مشروع القرار في مجلس الأمن، في وقت متأخر من ليل أمس الأول، وتأمل أن يتم اعتماده بالإجماع في اجتماع المجلس في 24 من الشهر الحالي. وقال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة إن من المرجح أن يتوصل المجلس إلى اتفاق بشأن القرار، وقال مسؤول أميركي إن هناك توافقاً في الآراء فيما يبدو بين أعضاء المجلس بشأن كيفية التعامل مع المقاتلين المتطرفين الأجانب. ويندرج مشروع القرار تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة مما يجعله ملزماً من الناحية القانونية للدول الأعضاء.
وورد في مشروع القرار أنه "ينبغي على جميع الدول ضمان أن قوانينها ولوائحها المحلية تؤسس لجرائم جنائية خطيرة كافية لتوفير القدرة على الملاحقة والمعاقبة بطريقة تعكس على النحو الواجب خطورة الجرم". ويجبر مشروع القرار الدول على تجريم سفر مواطنيها للخارج وجمع الأموال أو تسهيل سفر أفراد آخرين إلى الخارج "بغرض تنفيذ أو التخطيط أو الاستعداد أو المشاركة في أعمال إرهابية أو توفير تدريب إرهابي أو تلقي التدريب".
ميدانياً، أعلن قائد عمليات محافظة الأنبار الفريق رشيد فليح، أمس، أن 70 مسلحاً من تنظيم "داعش" قتلوا، خلال عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على منطقة "الخفاجية" غربي المحافظة.
وأكد فليح أن قوة من الجيش العراقي بالتعاون مع مقاتلي العشائر وبالتنسيق مع طيران الجيش العراقي بدأت عملية عسكرية على المنطقة التابعة لقضاء حديثة لطرد عناصر "داعش" منها. وأضاف أن القوات العراقية اشتبكت مع عناصر "داعش" في الخفاجية و"استطاعت تحرير المنطقة من المسلحين وقتل 70 عنصراً منهم يحملون جنسيات مختلفة أجنبية وعربية وعراقية"، وأشار إلى أن "طيران الجيش العراقي ساهم بشكل كبير بقصف مواقع المسلحين وكبّدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات".
بدوره أعلن مدير ناحية الضلوعية محمد علي في محافظة صلاح الدين عن مقتل 3 انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أثناء مهاجمتهم ناحية الضلوعية في تكريت مركز المحافظة.
بدوره أكد ضابط من قوات "البشمركة" أن قواته رصدت تجمعاً لتنظيم "داعش" قرب مدينة الموصل واستهدفته بقصف مدفعي أسفر عن مقتل 9 وإصابة 5 عناصر من التنظيم.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...