العراق: غموض وضغوط واتهامات بالتزوير

ازداد المشهد العراقي غموضاً مع دخول «الائتلاف الوطني العراقي» على خط التقدم في محافظة جديدة صدرت نتائجها الجزئية أمس، غداة التقدم الذي أحرزه «ائتلاف دول القانون» بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي في محافظتين، بينما تقدمت «القائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي في محافظتين، في وقت تفاقمت الاتهامات بحدوث عمليات تزوير مع تباطؤ إعلان النتائج وتوارد تقارير عن عمليات تلاعب تجري في اكثر من منطقة.
وانضم ممثل المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي إلى المطالبين بإعلان النتائج بسرعة و«على نحو يبدد الشكوك». وقال، خلال خطبة الجمعة، «نأمل أن يجري العد والفرز لأصوات الناخبين في أسرع وقت ممكن لإظهار النتائج النهائية، لكي لا تتعرض هذه النتيجة التي ستظهر، إلى الكثير من الطعن والاتهامات، وهذا سيؤدي إلى تأخير وإرباك بدء عمل مجلس النواب المقبل».
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن «الائتلاف الوطني»، بزعامة «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» برئاسة عمار الحكيم والتيار الصدري، يتقدم في محافظة ميسان، قرب الحدود الإيرانية. ومع فرز 23 في المئة فقط من الأصوات، حصل «الائتلاف الوطني» على 30 ألف صوت، في مقابل 23 ألفاً لائتلاف المالكي، في حين حصلت «العراقية» على ثلاثة آلاف صوت.
وفي محافظة المثنى المجاورة للسعودية، تبين، بعد فرز 18 في المئة من الأصوات، أن قائمة المالكي حصلت على 15 ألف صوت، فيما نال «الائتلاف الوطني» 11 ألفاً، و«ائتلاف وحدة العراق» بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني أربعة آلاف، و«العراقية» على أقل من ثلاثة آلاف صوت. وللمحافظة سبعة مقاعد فقط في البرلمان المقبل (325 مقعداً).
وكانت المفوضية أعلنت، أمس الأول، أن «دولة القانون» يتقدم بشكل طفيف في محافظتي بابل والنجف الجنوبيتين، يليه «الائتلاف الوطني» ومن ثم «العراقية». كما أبرزت النتائج الجزئية تقدم كتلة علاوي بشكل كبير في محافظتي ديالى وصلاح الدين، في حين حل «التحالف الكردستاني» أولاً في أربيل.
- وقالت المرشحة عن «العراقية» انتصار علاوي إن «هناك تزويراً واضحاً ومفضوحاً، لأن المركز الانتخابي في الإسكان (غرب بغداد) توجد فيه صناديق اقتراع مؤيدة لـ«العراقية» من منطقة المحمودية عليها شريط أحمر». وأشارت إلى «أشخاص يتلاعبون ويغيرون بالأرقام. يضيفون الأصفار إلى الأرقام الخاصة بائتلاف دولة القــانون». وأكــدت «وجود رزم انتخابية مرمية بالقــمامة وهي صناديق اقتراع تابعة لمنطقة كركوك، كلها مؤيدة للعراقية».
ورفضت العضو في مفوضية الانتخابات حمدية الحسيني اتهامات ائتلاف علاوي عن وجود تلاعب خطير، بما في ذلك تقارير عن اكتشاف صناديق اقتراع في القمامة وأن أسماء أكثر من 200 ألف جندي عراقي مفقودة من كشوف الناخبين. وقال المسؤول في المفوضية سعد الراوي إن عدد «الشكاوى يبلغ 2250، بينها 470 من التصويت في الخارج».
وقال المرشح عن «دولة القانون» عباس البياتي إن التحالف انشأ لجنة لإطلاق مشاورات مع كتل أخرى لتأليف الحكومة، متوقعا أن يحتاج «دولة القانون» إلى ائتلافين أو ثلاثة لتأليف الحكومة المقبلة. وقال مستشار للمالكي انه من بين اللقاءات عقد اجتماع مع قيادة «المجلس الإسلامي».
وتشاور نائب الرئيس عادل عبد المهدي مع علاوي حول تشكيل الحكومة المقبلة. وذكر بيان أصدره مكتب عبد المهدي انه بحث مع علاوي، أمس الأول، «المشهد الانتخابي، لا سيما في ما يختص بعمليات الفرز والعد والنتائج الأولية». وأشار إلى أن الجانبين «واصلا التشاور لما فيه مصلحة تشكيل حكومة ناجحة لتحقيق أهداف الوحدة الوطنية».

المصدر: وكالات