العراق: هجمات على مجالس الصحوة والطالباني يزور السيستاني
تعرضت مجالس الصحوة التي تقاتل الى جانب الاحتلال الاميركي في العراق، خلال اليومين الماضيين، الى سلسلة من الهجمات الانتحارية والتفجيرية التي استهدفت نقاط تفتيش تقيمها في أنحاء مختلفة من البلاد، ما أدى الى مقتل وإصابة حوالى 150 عراقيا، فيما تلقى الاحتلال الاميركي ايضا ضربة موجعة بمقتل 5 من جنوده وإصابة 3 بجروح في هجومين خلال يوم واحد.
في هذا الوقت، خيمت مسألة التغيير الحكومي على المشهد السياسي في البلاد، بعدما ألمح الرئيس العراقي جلال الطالباني الى إمكان تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تخضع للمحاصصة وتكون برئاسة نوري المالكي، وذلك في وقت أعلنت جبهة التوافق ان العرض الأخير الذي تقدمت به الحكومة ليس كافياً لعودتها اليها، رغم انها اعتبرت ان المشاورات الجارية لا تزال «إيجابية».
وقبيل ساعات من وصول وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى بغداد، حيث بدأ زيارة يجري خلالها تقييما للوضعين الامني والسياسي، قال مسؤولون إن 33 عراقيا قتلوا وأصيب أكثر من 30 في انفجار سيارة ملغومة بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لعناصر من مجالس الصحوة في بلد شمالي بغداد.
وقتل 9 أشخاص بينما أصيب آخرون بجروح في تفجيرين انتحاريين استهدفا نقاط تفتيش لمجلس الصحوة في الانبار وصلاح الدين. ولقي 6 من عناصر الصحوة ومثلهم من المدنيين و10 من عناصر تنظيم القاعدة مصرعهم في اشتباكات جنوبي غربي الموصل. كما استهدفت قنبلة 4 من عناصر الصحوة في كركوك ما أدى الى إصابتهم. وقد استمر إغلاق مقرات مجالس الصحوة في بعقوبة مطالبين بإقالة قائد الشرطة.
وقتل أكثر من 30 عراقيا وأصيب أكثر من 25 ايضا بجروح في هجمات متفرقة في أنحاء العراق خلال اليومين الماضيين، فيما أعلن الاحتلال الأميركي امس الأول ان 5 من جنوده قتلوا وأصيب 3 بجروح، في انفجار قنبلتين مزروعتين على الطريق الجمعة الماضي في بغداد وتكريت.
في موازاة ذلك، ذكر بيان صادر عن مكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي امس، ان «قادة الجبهة اجتمعوا.. وتوصلوا الى ان العرض الأخير الذي تقدمت به الحكومة غير كاف وستجري الجبهة التعديلات المقتضية عليه وتعرضها على الوفد الحكومي المفاوض». وقال رئيس الجبهة عدنان الدليمي امس الاول ان «المفاوضات مع الحكومة تسير بصورة إيجابية».
وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني بحث مع المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في مدينة النجف امس الأول، الأوضاع في العراق والآراء المطروحة بشأن إدارة البلاد «وتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات خطاب موحد وإدارة كفوءة». وقد شدد السيستاني خلال اللقاء «على أهمية مضاعفة الاهتمام بالخدمات واختيار الأكفاء لشغل مواقع المسؤولية».
وقال الطالباني عقب أول لقاء يجمع بينه وبين السيستاني منذ غزو العراق، علما انه زار أيضا المراجع الشيعية الدينية الآخرين في النجف، ان «هناك محاولة لتشكيل حكومة جديدة برئاسة المالكي بناء على اتفاق سياسي أبرم خلال الأسبوع الماضي». وأضاف ان «التشكيل الوزاري الجديد لن يكون على أساس المحاصصة.. واذا لم يحصل اتفاق فسنلجأ الى إصلاح وزاري يقوم على أساس تقليص الوزارات واختيار العناصر التي تملك الكفاءة».
وأشار الطالباني ايضا الى وجود نية لتوسع الاتفاق الرباعي المبرم بين أحزاب كردية وشيعية، إلى اتفاق سداسي يشمل الحزب الإسلامي برئاسة الهاشمي، وحركة الوفاق الوطني التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي.
الى ذلك، أعلن برلمانيون أن الخلافات التي شابت محادثات الأيام الماضية حول مسودتي قانون الميزانية العامة للبلاد وقانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم تم تسويتها وتوقعوا تصويت مجلس النواب على القانونين اليوم الاثنين. وقال القيادي في التحالف الكردستاني سعدي البرزنجي «تم الاتفاق على تحديد نسبة الموازنة للاقليم الكردي 17 في المئة لهذه السنة على أن تتم إعادة النظر بهذه النسبة لجميع الاقاليم والمحافظات في السنة المقبلة ووفق عملية التعداد للسكان والذي من المؤمل أن تجريه الحكومة هذا العام».
ورفع رئيس برلمان كردستان عدنان المفتي العلم العراقي الجديد الذي أقره البرلمان العراقي الشهر الماضي على ناصيته في ساحة برلمان الإقليم بحضور رئيس الإقليم مسعود البارزاني ورئيس وزرائه نيجرفان البارزاني. وكان المفتي أعلن في جلسة استثنائية عقدها البرلمان الكردي «أن العلم العراقي الجديد سيرفع في الاقليم الى جانب علم الاقليم الذي تتوسطه شمس صفراء».
من جهة اخرى، قال وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي انه من المتوقع أن يزور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد العراق بحلول 19 آذار بعدما تم إنجاز ترتيبات الزيارة. كما أعلن أن بلاده مستعدة لحضور الجولة الرابعة من المحادثات مع الولايات المتحدة حول العراق بعد الثاني عشر من شباط الحالي.
وقال وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري ان التعاون مع سوريا وايــران تحسن بشكل ملحوظ. وأوضــح في موسكو «خلال الاشهر الماضية تطور التعاون الامني مع طهران ودمشق».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد