العراقيون في سورية قوة انتخابية مؤثرة
بعد أن كانت ملجئاً للنخب السياسية والثقافية العراقية في العهد السابق، وخاصة إبان حكم الرئيس صدام حسين ، باتت سورية ملجأً لأكثر لملايين العراقيين الهاربين من تدهور الوضع الامني في العراق في السنوات الخمس الأخيرة .
أعداد كبيرة من العراقيين اقامت في سورية لفترات متفاوتة، ومتقطعة أحياناً ويعيش اليوم في سورية حوالي مليون وربع المليون عراقي ، يشكلون أكبر تجمع للعراقيين خارج العراق .
وتتراوح الآمال التي يعلقها اللاجئون العراقيون في سورية على الانتخابات العراقية بين اصلاح الوضع جذرياً في بلادهم والعودة إليه ، وبين مجرد تحسين ظروفهم المعيشية في المهجر .
غالبية العراقيين المقيمين في سورية أنفقوا مدخراتهم ، وباتو يعيشون في ظروف بائسة في سورية، البلد المحدود الامكانات الاقتصادية والذي يعاني من عبء تزايد سكاني كبير . ومع ذلك بات كثير من العراقيين المقيمين في سورية غير راغبين بمغادرة هذا البلد . فحلمهم الاول وهو الهجرة الى أوربا وأمريكا بات صعب المنال والعودة الى العراق باتت مغامرة ومخاطرة غير مأمونة العواقب .
وبخلاف انتخابات عام 2005 بات تحسين شروط العيش في هذا المهجر أحد بنود الحملات الانتخابية للمرشحين للانتخابات ، وباتت العلاقات بين حكومة بلدهم الاصلي وحكومة البلد المضيف موضوعاً رئيسياً في الاجتماعات الانتخابية .
طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي شدد في تجمعات انتخابية كبيرة نظمت له في العاصمة السورية على ضرورة قيام الحكومة العراقية بواجباتها تجاه اللاجئين العراقيين في سورية ، وضرورة أن يتم إصلاح العلاقات بين دمشق وبغداد .
مليون وربع المليون عراقي بينهم تسعمئة ألف ناخب يمكن أن يكون صوتهم مؤثراً في الانتخابات القادمة التي توصف بالحاسمة .
ويبدو أن الاحزاب العراقية تقدر قيمة الاصوات العراقية في سورية ، فأينما سرت في شوارع العاصمة السورية ترى لافتات المرشحين العراقيين ، ودعوات تدل على النشاط المكثف للقوى السياسية العراقية بين المهاجرين العراقيين في سورية ،
وحضر إلى دمشق الكثير من المرشحين في مقدمتهم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ورئيس قائمته الانتخابية رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ، مما يدفع لتوقع مشاركة عالية في العملية الانتخابية ، إذا لم تحصل مفاجئات تعكر هذه العملية .
أحمد كامل
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد