العلاقة المالية بين الزوجين
يمكن وصف كتاب «العلاقة المالية بين الزوجين، من التعارف الى ما بعد الزواج» لمؤلفته الدكتورة عائشة حرب زريق بأنه أصيل تماماً في المكتبة العربية نظراً الى فكرته المبتكرة والى مضمونه الغني.
والكتاب الذي قدمت له الدكتورة باسمة المنلا، بحث صرفت المؤلفة سنوات في اعداده وتوليف مادته التي جاءت شاملة ومتنوعة في أسلوب شيق. وهو إذ يعرض مشكلات التمويل بين الزوجين، منذ لحظة التعارف، يقدم حلولاً ونصائح للرجل، وللمرأة خصوصاً، لقيام علاقة زوجية سليمة. ويتميز بصراحة وجرأة في طرح مواضيع كانت تعتبر ممنوعات «تابوات» في العلاقات الزوجية في العالم العربي وفي غيره، في ما يتعلق بمسؤولية الإنفاق وموقع الرجل والمرأة منها، وبالعلاقات بين الطرفين، وانعكاس الأمور المالية على الأسرة بكاملها.
ويكشف الكتاب حقائق جديرة بالدرس عن نسب الطلاق في مجتمع البحث، والتي تصل نسبتها الى واحد من ثلاثة معظمها يعود الى أسباب مالية، ما يعطي الكتاب أهمية كبيرة. لقد كانت الخلافات الزوجية المؤدية الى الطلاق من الأمور المسكوت عنها خوفاً من تبادل الاتهامات والفضائح، لكن الكتاب أتى ليضع نقاطاً فوق حروف الحقيقة: المال أساس في علاقة الرجل بالمرأة منذ اللحظة الأولى للتعارف، وأي تعامل خاطئ معه قد يودي بهذه العلاقة، لذلك لا بد من التعامل معه بواقعية وتعقل وبلا حرج. وتصل الكاتبة الى حد إطلاق صرخة مدوية: «تحدثوا، تحدثوا، تحدثوا عن الأمور المالية قبل أن تقدموا على الزواج».
ومن النتائج التي توصلت اليها الدراسة الميدانية ضرورة البحث في الأمور المالية قبل الزواج بصراحة تامة، واتفاق الزوجين على تحديد الأولويات والحاجات الأساسية والاتزان في الإنفاق والتوازن بين المدخول والإنفاق والمشاركة في الادخار والمصارحة حول الأمور المالية والوضع المالي للعائلة وتقسيم المسؤوليات والإدراك ان عمل المرأة اليوم هو أمر طبيعي وليس مدعاة للتحسس أو التزمت أو المباهاة والاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بالإنفاق حتى المشتريات اليومية... الخ الخ.
تبقى الإشارة الى أن المؤلفة قدمت في القسم النظري من دراستها عرضاً مسهباً لموضوع المال والإنفاق في القرآن الكريم والمذاهب المختلفة، وكذلك في النصوص الدينية المسيحية بتفرعاتها المتعددة وحتى في اليهودية، إضافة الى مواد القوانين اللبنانية وقوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بعمل الزوجة ومالها.
كتاب جديد من نوعه، وضرورة لكل مقبل على الزواج، أو حتى للذي يفكر فيه.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد