الفضائيّات العربيّة تتوحد على «رامتان»
بدا الإعلام الفضائي العربي في اليومين الأخيرين عاجزاً عن نقل صورة حقيقية لما يحدث في قطاع غزة. إذ ما إن وصل خبر الاجتياح البرّّي حتى احتلت الشاشات الصور المظلمة وشبه الثابتة المأخوذة من وكالة «رامتان» لمدينة غزة وهي تتعرض للقصف، فيما تناوب محللون وسياسيون على التعليق على الحدث. وكان صعباً على المشاهد الحصول على معلومات دقيقة عمّا يجري في القطاع. قناة «الأقصى» التابعة لحركة «حماس» استعملت لغة «النصر» منذ بدء الاجتياح فنقلت أخباراً عن محاصرة وحدة إسرائيلية في أحد الأبنية، وما لبثت أن سحبته من التداول بعد ساعات. أما خبر أسر جنديين من العدو، فأمر تضاربت الأنباء بشأنه. وحتى مساء أمس لم يعرف المشاهد حقيقة هذه المعلومة. «القدس» من جهتها، ظهرت شديدة الانسجام مع خط «الأقصى» وهذا الأمر انسحب على «المنار» أيضاً التي رفعت عدد القتلى الإسرائيليين إلى تسعة. وفيما كانت الفضائية السورية تنقل المشاهد عن «الأقصى»، حوّلت «الدنيا» كل الأنباء المرجحة إلى أخبار مؤكّدة!
وكان مراسلو الفضائيات العربية قد عجزوا عن اختراق حاجز السرية الذي يفرضه الرقيب العسكري، واكتفت بعض الشاشات بعرض صور مكررة لم يعلن مصدرها لآليات إسرائيلية تتحرك تحت جنح الظلام على طرق لم يحدد موقعها. أمّا سبب هذا التضييق، فهو ما أعلنه أحد مراسلي فضائية «العربية» مؤكداً أنّ الإسرائيليين يرفضون تصوير جرحاهم وعرضها على وسائل الإعلام كي لا تؤثّر هذه الصور في «معنويات المجتمع الإسرائيلي».
هكذا كانت المعلومات الوافدة من الأراضي المحتلة محدودة واقتصرت على بعض ما ردّدته وسائل الإعلام الإسرائيلية، وخصوصاً القناة العاشرة وإذاعة الجيش.
ومثّلت تغطية «العربية» نوعاً من المفاجأة للمشاهد. إذ أظهرت متابعة حثيثة للحدث، وخصوصاً من خلال مراسلها زياد حلبي، وكان عدد من قادة الفصائل قد رفض التحدث إلى القناة السعودية في النهار الذي سبق الاجتياح البري، وهو الأمر الذي تغيّر مع بروز تحوّل في لهجة القناة ــــ التي كانت مشغولة الجمعة الماضي بوصول تسعة جرحى من غزة إلى مستشفيات المملكة وزيارة العاهل السعودي لهم!
قناة «الجديد» تابعت اتصالاتها مع مراسلتها في غزة، وظهر تناغم بين الانقلاب في لهجة «العربية» ولهجة «أخبار المستقبل». أما LBC، فتحولت إلى ناطق باسم السلطة الفلسطينية ناقلةً ما يردّده المسؤولون فيها.
من جهة ثانية، استنفرت القنوات المصرية الخاصة والحكومية ليلة الاجتياح للدفاع عن الموقف المصري (الباحث عبد المنعم سعيد على «الحياة») ومهاجمة قطر وقناة «الجزيرة» (أستاذ الإعلام حسين أمين والروائي بهاء طاهر على «المحور»). أما «دريم»، فكانت الأكثر راديكالية، وخصوصاً في برنامج منى الشاذلي «العاشرة مساءً»، إذ طالب اللواء أركان حرب طلعت مسلم بالخروج عن لغة «المن والمفاخرة» في ما يتعلق بالتضحيات المصرية من أجل فلسطين، مؤكداً أنّ مصر إنما كانت تدافع عن أمنها القومي لا عن فلسطين، وأبدى استغرابه من منع الشاحنات القطرية من عبور معبر رفح وتوجيهها إلى معبر كرم أبو سالم.
منار ديب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد