القدس عاصمة عربية .. في المهجر!
الجمل- أيهم ديب: تتعاطى المؤسسات الثقافية و السياسية العربية اليوم في شأن مكان استضافة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية -2009 .
و الملفت هو محاولة التفاف الجميع على حق القدس في ان تمثل نفسها بالمعنى الجغرافي و الإنساني فالقدس لم تتحول بعد إلى عاصمة لإسرائيل و العرب الذين لم يخرجوا من فلسطين قد لا يملكون حرية دعوة إخوانهم العرب للمشاركة في فعاليات مثل هذه المناسبة أو أبناء جلدتهم من فلسطيني المهجر و لكن هذا لا يجعل الحل هو إقامة الاحتفالية في عاصمة عربية بالنيابة! و كأن الهم هو الاحتفال نفسه!
فبدل ان تستغل الدول العربية و أحرار العالم الفرصة لتثبيت هوية القدس العربية و حق فلسطين كدولة من خلال فضح الحصار الإسرائيلي على القدس و فلسطين و من خلال تحدي هذا الحصار و وضع العالم و مثقفيه أمام محنة الفلسطيني الذي يرفض مغادرة أرضه نرى الدول العربية و معها فلسطينيي المهجر يأخذون على عاتقهم مهمة مراعاة الوضع الإسرائيلي و يرون في الاحتفالية باب ارتزاق و سمسرة! فالدول العربية ستقدم المنح و سينتج المنتجون و سيخطب الخطباء و ستغني ريم البنَى و سيلقي الشعر خالد أبو خالد و سينشر روايته حسن سامي يوسف !!
و سيحضر الأصدقاء العرب و سيحتفلون بالنيابة عن القدس التي لا يوجد مثقفين فيهاًًً!!!!!!!! ففي القدس لم يبق إلا أبناءها و هم غير جديرين بإقامة احتفالية ناجحة!
إن الأنانية ستدفع بالجميع إلى سرقة العاصمة الفلسطينية و ابن العاصمة الفلسطينية. و سنرى كيف سيتقاتل فلسطينيو المهجر مع أشقائهم العرب على لحم فلسطينيي القدس : آليات تقسيم المنح و من سيأخذ فرصته من أهل الثقافة و هل يحق للعربي ان يشارك فلسطيني المهجر بهذه الفرصة الذهبية و يقاسمه النجومية و الأجور؟ المشهد واضح من بدايته : مثقف عربي و فلسطيني ليس أقل هشاشة من السياسي .
كنت أتمنى -في أضعف الإيمان- أن تكون الاحتفالية في لندن و ليس في دولة عربية! فبريطانيا التي منحت فلسطين لليهود أولى بان يأتي إليها فلسطينيو العالم على طول عام كامل حتى يتعرف أبناؤها إلى ما فعلت دولتهم بشعب و دولة. إن الاحتفال لعام كامل -في العاصمة لندن- بالقدس عاصمة عربية سيكون انتصار رمزي أو على الأقل مناسبة لمخاطبة الضمير الغربي . و لكن عرب النوايا الطيبة يريدون ان يعلنوا هجرة العاصمة في الوقت الذي تعمل إسرائيل جهدها لإعلانها عاصمة لها بدل تل أبيب!
الجمل
إضافة تعليق جديد