القصف السعودي على حدوداليمن يضاعف عددالنازحين من حرب صعدة
كشف العديد من المصادر المحلية في منطقة حرض الحدودية أمس أن الكثير من اليمنيين القاطنين على الشريط الحدودي وقعوا ضحية القصف السعودي المستمر منذ الأسبوع الماضي على الشريط الحدودي مع اليمن، إثر اقتحام المتمردين الحوثيين اليمنيين للأراضي السعودية.
وذكر فريد أحمد مجوّر محافظ محافظة حجة اليمنية، التي تتبعها منطقة حرض، أن القصف السعودي على الحدود اليمنية السعودية ضاعف من أعداد النازحين اليمنيين إلى مخيم المزرق للنازحين بمنطقة حرض الحدودية مع السعودية، لدرجة فاقت توقعات وإمكانيات القائمين على المخيم.
وقال لـ'القدس العربي' إن 'دخول السعودية على الخط في هذه الحرب ضد عناصر التمرد والارهاب الحوثية رفع نسبة النازحين اليمنيين إلى مخيم المزرق للنازحين وإلى العديد من المناطق المجاورة له، بشكل غير مسبوق'.
وأرجع أسباب ذلك إلى أن 'الكثير من اليمنيين كانوا يعيشون داخل الخط الحدودي المشترك، بحكم صلة القربى والمصاهرة مع نظرائهم في الجانب السعودي'، موضحا أن 'المواطنين اليمنيين الذين كانوا يعيشون على الخط الحدودي اضطروا إلى ترك قراهم ومناطقهم تحت تأثير القصف السعودي الشديد على الشريط الحدودي إلى مناطق النزوح الآمنة في محافظة حجة وفي مقدمتها مخيم المزرق الذي فاق فيه عدد النازحين طاقة السلطات اليمنية وإمكانيات المنظمات الدولية العاملة فيه'.
وقال 'احترنا في كيفية التعامل مع الفارين من الأراضي السعودية نحو اليمن، وهل نتعامل معهم على أساس أنهم نازحون أم مرحّلون'.
وأشار إلى أن القصف السعودي المكثف والإجراءات الأمنية السعودية المشددة أجبرت السكان اليمنيين داخل الشريط الحدودي مع السعودية على الهروب، كما تم كذلك ترحيل الكثير منهم نحو الأراضي اليمنية.
وقال 'لم نعرف كيف نتعامل مع هذا العبء الجديد علينا، هل نتعامل معهم على أساس أنهم نازحون، بينما وضعهم ليس كذلك وهم ليسوا من صعدة، أم نتعامل معهم على أساس أنهم مرحّلون وبالتالي سيكون وضعهم مختلفا ويتسبب في مشكلة أخرى لأن عددهم كبير جدا وسيخلق عبئا كبيرا على البلاد'.
وكان محافظ حجة التقى أمس في معبر حرض الحدودي مساعدة المفوض السامي لشؤون اللاجئين وممثلي المفوضية في اليمن والسعودية لمناقشة الوضع الحالي والمستقبلي للنازحين اليمنيين من حرب صعدة في محافظة حجة، التي استضافت اعدادا كبيرة من النازحين وبالذات من داخل الأراضي السعودية منذ بدء العمليات العسكرية السعودية.
وناقش معهم إشكالية التداخل السكاني على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، وانعكاسات ذلك على ارتفاع نسبة النازحين في محافظة حجة التي أصبحت غير قادرة على استيعاب كل هذه الأعداد الكبيرة من النازحين بدون مساعدة خارجية.
ودعا ضمنيا السلطات السعودية إلى مد يد العون للسلطات اليمنية للحد من تفاقم الأزمة للنازحين من الأراضي السعودية.
وشهد معبر حرض الحدودي صباح امس عبور اعداد كبيرة من المرحّلين اليمنيين الذين رحّلتهم السلطات السعودية من أراضيها بسبب دخولهم وإقامتهم غير الشرعية على المناطق الحدودية.
وقال المرحّل اليمني من السعودية صالح أحمد العمري لـ'القدس العربي' إنه كان يعمل بأمان في منطقة جيزان السعودية حتى بدأ القصف السعودي على الشريط الحدودي مع اليمن، حيث بدأت الملاحقات الأمنية السعودية لليمنيين المقيمين في المناطق القريبة من الحدود اليمنية.
وأوضح 'أن السلطات السعودية كانت تتغاضى عن المقيمين اليمنيين غير الشرعيين في اراضيها القريبة من اليمن، وعندما اقتحم الحوثيون بعض المناطق الحدودية السعودية قامت السلطات الأمنية السعودية بردة فعل شديدة ضد اليمنيين، بمبرر ملاحقة المتمردين الحوثيين دون التفريق بين الحوثيين وغيرهم'.
وقال 'كنا نعيش مع أشقائنا السعوديين كأخوة حتى جاءت فتنة الحوثيين التي جعلت منّا ضحايا وتم ترحيلنا اليوم قسرا إلى الأراضي اليمنية'.
اليمنيون المقيمون داخل الأراضي السعودية تضرروا بشكل كبير مع حدوث عمليات الحوثيين العسكرية باتجاه الأراضي السعودية، وفقا للعمري، 'لأن الشرطة والأمن وسلطة الجوازات السعودية قامت بحملات كبيرة ضد اليمنيين، ورحّلت كل يمني لا يجدون في حوزته هوية أو وثائق تثبت إقامته الشرعية في الأراضي السعودية، بذريعة ملاحقة الحوثيين'.
وارتفع عدد النازحين في مخيم المزرق بحرض إلى نحو 12500 نازح بينما تم إنشاؤه قبل نحو شهرين لاستيعاب حوالى 2000 نازح فقط، وهو ما دفع بالسلطات اليمنية والمنظمات الدولية إلى محاولة توسيع دائرة استيعابه ليأوي أكبر قدر ممكن من أعداد النازحين في هذه المنطقة التي تجاور منطقة الملاحيظ التي تشهد اكثر المواجهات عنفا والأقرب إلى الحدود اليمنية مع السعودية.
من جهة اخرى ناشد زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي امس الخميس 'النظام السعودي' وقف 'عدوانه' العسكري في المنطقة اليمنية المحاذية للحدود مع السعودية، مؤكداً أن لا وجود لأي أجندة أجنبية لأتباعه، وأن لا طابع مذهبياً للحرب الدائرة بينهم وبين الجيش اليمني.
وقال الحوثي، في تسجيل صوتي، 'ندعو النظام السعودي إلى وقف عدوانه، واحترام حسن الجوار، وتغيير السياسة التي يستدرجه إليها النظام اليمني، وأن يدرك أن تصعيد اعتداءاته ليس من مصلحة البلدين'.
وأضاف 'إذا استمر العدوان فإننا مضطرون للدفاع عن النفس'، داعيا السعودية إلى التفاهم على أساس الأخوة الإسلامية، وأكد بأن القول بارتباط جماعته بتنظيم 'القاعدة محض افتراء'، نظرا للتباين بينهما ثقافيا ومنهجيا.
وبحسب الحوثي، فإن جماعته تعتبر القاعدة 'مجرد أداة استخباراتية بيد الولايات المتحدة، وبعض الأنظمة العربية الحليفة لها'، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي ارتباط للحوثيين بأي أجندة سياسية أجنبية.
وكان مساعد وزير الدفاع السعودي خالد بن سلطان أعلن أول من أمس ان عمليات بلاده ضد الحوثيين ستسمر حتى إبعادهم عشرات الكيلومترات عن الحدود مع السعودية.
وأشار المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تصريح صحافي إلى غارات قال إن الطيران السعودي ينفذها في عمق الأراضي اليمنية، وذلك إضافة إلى القصف المدفعي، تمهيدا لإقامة 'المنطقة العازلة'.
وكانت المواجهات قد اندلعت بين المتمردين الحوثيين والقوات السعودية في التاسع من الشهر الجاري اثر تسلل عناصر الجماعة الى الاراضي السعودية وقيامهم بقتل جندي سعودي وأسر اخرين.
وأفادت مسؤولة بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين امس أن مئات المدنيين اليمنيين الذين نزحوا في وقت سابق الى منطقة 'الخوبة' السعودية ، قامت السلطات السعودية بطردهم، وإبعادهم الى اليمن ،الأمر الذي تسبب بزحام شديد في مخيم 'المزراق' بمحافظة حجة اليمنية.
خالد الحمادي
المصدر: القدس العربي
إضافة تعليق جديد