المبدعون والعائلة: الزواج يحتاج إلى جرأة.. وكذلك الوحدة
ألهمت «جاكلين روك» بيكاسو، وهي زوجته، بشكل مدهش، فقد توقف عند شكلها الغامض وعنقها الطويل والمستقيم وأدخلها لوحاته في «جاكلين والورود»، و «جاكلين بساقيها المثنيتين»، و «جاكلين على المقعد الهزاز» و «جاكلين بوشاحها الأسود» وغيرها. يوضح كافكا في السيرة الذاتية التي كتبها بعنوان (رسائل الى ابي) بأن سبب فشله في الحياة وهروبه من الحياة الاجتماعية بل وإنكاره مؤسسة الزواج هو والده، فكان الأدب مخلصهُ الوحيد، ربما كانت محنة كافكا في الحياة ورفضه الزواج نعمة علينا وعلى الأدب العالمي. نيوتن الذي كان مشغولا طوال وقته بالعلم لم يفكر بحب امرأة وبالتالي بالزواج، وأنيشتاين اعتبر أن الزواج يقيد المبدع بالالتزامات التي تشغله عن الإبداع. سقراط دعا الى الزواج في كل الحالات: «فلو حصلت على زوجة جيدة فستكون سعيدا ولو حصلت على زوجة سيئة فستصبح فيلسوفا». وغوته فرّق بين الحب والزواج فاعتبر الأول شيئا فكريا، والثاني شيئا واقعيا ولا يمكن أن يخلط الإنسان بين الفكري والواقعي من دون أن يناله العقاب. المبدعون اختلفت نظرتهم للزواج طبعا انطلاقا من طفولة كل منهم وتجربته وتوقعاته وحاجاته وماذا يريد. هنا في هذا النص حكى البعض تجاربهم حول الزواج أو عدمه. حول الإنجاب أو عدمه. حول القدرة على التأقلم مع الآخر أو عدمها. ولكن في هذه المعادلة لا يوجد صح ولا خطأ ولا حقيقة ولا وهم والأهم مما حصل هو نفسه الإنسان.
يصف زواجه بـ «زواج العقل»، فقد قرر خوض هذه التجربة (التي لطالما هرب منها) وهو في الثانية والأربعين. أحب الكاتب والمخرج المسرحي والمذيع «فارس يواكيم» حياة العزوبية التي كانت مليئة بالصديقات وكان هذا خياره. وقد ساعد على تحقيق هذا الخيار هجرته من لبنان خلال ما سُمي بـ «حرب السنتين» وإقامته في بلدان مختلفة. يقول فارس: «حريتي ساعدتني في الأسفار فلم أكن مرتبطا إلا بنفسي». الحركة والسفر والإقامة أسهل على الأعزب من المتزوج، أما مسؤوليته الوحيدة فكانت عائلته المقيمة في لبنان والمكوّنة من أمه وعمته وأخيه. واكيم الذي كتب أهم أعمال مسرح شوشو ووثق حيوات اللبنانيين في مصر في كتابه «ظلال الأرز في وادي النيل» والذي سبر ذاكرة الأغنيات في كتابه «حكايات الأغاني» والذي كتب العديد من حلقات برنامج الأطفال «افتح يا سمسم» لم ينجب أطفالا وكان حرا في قراره وليس قضاء أو قدرا. يتذكر كاتبنا حين طلب منه الطيب الصالح الأديب السوداني عنوانه رد: «لا أدري أنا الآن في فندق الشرق في دمشق، كل شهر في بلد. بيتي حقيبة سفري». ساكَن مرتين وبرغبة من الطرفين لم تؤد المساكنة الى زواج وتكوين أسرة. ولكن مع تقدم العمر واحتراف الغربة بدأت الرغبة في الاستقرار تلحّ عليه. اذاً هو بحاجة إلى زواج. «تصادف أنني تعرفت على من توافق مزاجها مع مزاجي سيدة ألمانية تصغرني بثلاث سنوات». عن لو كان الزواج قد قيّده بطريقة ما يقول كاتبنا: «زوجتي الموظفة في وزارة الصحة المثقفة والبراغماتية أدركت تعلقي بمهنتي فدعمتني ولم تقيدني بارتباطات، وتفهمت رغبتي في الانعزال، وتلبيتي لعقود عمل في الخارج». هذه الظروف ألغت الصعوبة التي يمكن أن تنشأ بين حياة المبدع وحياة الزوج، وبين الواقع والمتخيل.
الطلاق
لم أره مطلقا بصحبة امرأة مع انه لطيف ودمث وذو شخصية جذابة. ظننت أن حياته مرّت دون زواج ولا التزام ولا إنجاب. بلا سؤال ولا جواب. ولكن فاجأني بردّه: «تزوجت مرة ولمدة خمس سنوات ولم أنجب». الشاعر ورئيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي «حبيب صادق» قرر فور بزوغ وعيه النقدي عدم خوض الزواج والإنجاب. فبرأيه ان الناس تذهب أكثرها الى تحقيق سنّة الطبيعة البشرية فتتزوج وتنجب وتكوّن أسرة «فلا بأس أن شذّ عنهم بعض الناس». ولكن طبعا كلنا نعرف ان لا أحد يأخذ قراراً كهذا من دون سبب على الأقل وجيه، ربما يتعلق بأهله أو بتجربته أو بمزاجه الخاص؟ يوضح حبيب صادق أن واقع أسرته عامة ووالده رجل الدين خاصة، هما سبب ولادة أفكاره المغايرة عن الزواج التي تجسدت في ما بعد بسلوك قد يكون بمثابة عقوبة سيتذوق تعبها في ما بعد. فوالده تزوج ثلاث نساء وأنجب منهن تسعة عشر بين ذكرا وأنثى، وحبيب الطفل الذي ولد قبل الأخير رباه أب في السبعين وأم في الأربعين. فلنتخيل هذه المشهدية، تعدد زوجات، أطفال كثر كأنك في حضانة، فروق عمرية بين الزوج والزوجة وبينهما وبين الطفل ويضاف الى كل هذا: كثرة الأعباء وقلة الموارد. ولكن حين وصل «حبيب» الشاب المناضل والشاعر الى الأربعين وقف وجهاً لوجه أمام قراره، أزاحه قليلا عن الطريق وتزوج «ديزي الأمير» القاصّة العراقية والمرأة التي أظنها كانت مميزة وإلا لما غيّر كاتب قصيدة «أرض الجنوب» (لحنها مارسيل خليفة) عهدا وسم نفسه به. ربما لم يرد التشبه بوالده المزواج فلم يشبهه ولم ينقده ولم يقتل صورته في داخله وذهب الى أقصى الحدود، تأخر في الزواج بعدما رفضه كليا ومن ثم «اشترطتُ عدم الإنجاب وانتهى الزواج بالطلاق وعدت الى التمسك بقراري الأساسي مع حيثيات جديدة أكدت صوابية ما كنت أصبو اليه».
كابوس
«الزواج ليس دائما نهاية الرحلة بل بداية المواجهة الحقيقية للنفس في وجود شريك يشاطرك كل شيء حتى أنفاسك»، هكذا بدأت الكاتبة المصرية «نرمين يسر» حديثها عن الزواج. كانت مثل كل فتاة تتخيل أن الزواج هو المتعة بعينها حيث ستجد من يشاركها أفراحها ويخفف عليها حمل همومها، ولكن الواقع فاجأها وعاشت حياة مستنسخة عن حياة والديها الزوجية، الروتين والفهم الخاطئ للتصرفات التلقائية اليومية. «دهشتُ من رجل في دورة مياه المنزل يفرش أسنانه بمنتهى الأريحية من دون خجل من أصوات البصق التي تصدر عنه، فعرفت متأخرة انه في بيته مثلما أنا في بيتي ايضا، وعلى كل منا أن يتصرف بما تمليه عليه طبيعته». تزوجت كاتبة رواية «الروح الثامنة» من رجل أجنبي الجنسية واللسان وكان أملها في ذلك ألا تعيش الزيجات الكابوسية (كما عبّرت) التي مرّ بها أصدقاؤها وأقاربها، ولكن انتهى الزواج بالانفصال التام واكتشفت نرمين ان لا فرق بين عربي وأجنبي إلا من تفهم واستوعب طبيعة من يشاركه الحياة. هل الزواج يحدّ من إنتاج المبدع؟ تؤكد الكاتبة المصرية ان مؤسسة صعبة كالزواج قد تفعل ذلك نظرا لاعتماد أشخاص آخرين في هذه المؤسسة عليك من زوج وأطفال، فتجدين ذاتك تائهة وسط ذواتهم ولا تختلين بنفسك لراحتها أو تجميلها أو حتى محاسبتها. وتعترف بأن كتاباتها ارتقت عمقا وفكرة بعدما عادت وحيدة وبلا ارتباط. تقول: «الأسرة والزواج نقيض للحرية والإبداع لأن الاثنين يربطان المبدع بواقع يرفضه ويضعه تحت ضغط تلبية مطالب العيش». هل رجل واحد يكفي؟ «بالطبع رجل واحد يكفي، ما دمت أحببته فسيصبح هو كل الرجال». أنجبت القاصّة طفلتين تشعرانها بالإرهاق وباليأس من ان تخط حرفا على الورق فتترك الكتابة جانبا وتلعب معهما حتى تكتفيا ومن ثم تعود مرة اخرى لعالمها. تعزيها الحياة المرهقة والبائسة لكتّاب قرأت لهم فأدركت من خلالهم أن «لكل شيء حلولا طالما أردتُ ذلك حتى لو كنت مبدعة متقلبة المزاج أو لدي أشقياء صغار يزعجون الإلهام الإبداعي أو شريك يفر مني مستاء».
الصوت
يؤمن رسام الكاريكاتور سعد حاجو بقول أريك فروم: «الحب أن تكون نفسك ولا شيء غير ذلك» ويؤمن بأن: «شرط الوجود الاجتماعي هو الوجود في البيت، وشرط الإصغاء إلى الآخر هو الإصغاء إلى الذات». ولكن كيف يمكن تطبيق ذلك على علاقة ثنائية، على زواج؟ بعفوية تشبه رسوماته يبوح: «الذي دفعني إلى الزواج هو انجذابي إلى الجنس اللطيف ومن ثم تعرّفي على امرأة لطيفة الروح جميلة المحيّا جذابة وخلاّقة ومستقلة ومحترمة وقبل كل ذلك تستطيع الإنصات وتفرح لنجاحي بل تنتظره». ولكن الذي حسم قراره بالزواج بها سبب لا يخطر على بال: «صوتها الجميل المريح في الحديث». يسأل الرسام السوري كيف يمكن العيش مع امرأة إذا لم تكن تتمتع بصوت حنون وهادئ أثناء الكلام وحتى أثناء الشجار؟ صادفته الكثير من المفاجآت خلال زواجه أغلبها يتعلق بتفاصيل صغيرة كاختلاف الاهتمامات وترتيب الأولويات. ولكن هل هو راض؟ «نعم». سعيد؟ «نعم». ألم يتأمل مساراً مغايراً لحياته المشتركة؟ «بلى ولكن أليس الوصول إلى نتائج غير متوقعة في الحياة شرطاً من شروطها وسرّاً من أسرار متعتها؟». زوجة سعد حاجو خريجة معهد الفنون الجميلة ايضا ولكن المنافسة الإبداعية بينهما كانت خصبة وليست إقصائية. «قد تأخذ النقاشات أحياناً وقتاً أطول ولكن الخلفية المعرفية المتمايزة حمتهما من الملل». يرى حاجو أن إيجاد الإيقاع بين الشريكين ضروري بسبب التغيرات التي تحدث مع الزمن على المستوى الوجداني. المفارقة في هذا الزواج بين الرسامين انهما قررا عدم الإنجاب. في البداية جاء القرار بسبب عدم الاستقرار المكاني، فالغربة عن الوطن هي التي حسمت الموضوع وما زالا الى اليوم يجيبان من يسأل ممازحين: «بعدنا عم نكوّن نفسنا». «لعل العمل الإبداعي يبقي ذلك الجزء الضروري من الطفولة متوقداً وتلقي لمسة الاهتمام من يد الشريك ظلاً حنوناً إذا أتت تلك اللمسة في وقتها».
كامل الهواء
لم يكن عليه أن يقرأ سيَر الكتّاب والفنانين والمبدعين التي تعتبر الزواج نقيضا للإبداع وتصفه مؤسسه قابلة لتفريغ الكاتب من معظم الشحنات التعبيرية والإبداعية التي يدّخرها لكي يتوجس من هذا الحدث الذي حرص كثيرا على تأخيره. يقول الشاعر شوقي بزيع: «الكاتب يحتاج الى كامل المساحة التي يملكها ويحتاج الى كامل الهواء الذي يتنشقه والضوء والحرية». ووجود شخص آخر ينازعه على هذه المساحة لا بد ان يقلص كثيرا فرص اختلاء الكاتب بنفسه من جهة ويقلص حاجته الى المناخ الملائم للكتابة من جهة اخرى. وما فاقم مشاعره تلك هو الافتتان المبكر بالمرأة الذي نجم في بعض جوانبه عن طفولة ومراهقة مقموعتين، وذلك انه نشأ في بيئة محافظة، حيث كان أبوه متشددا حيال علاقات شوقي المراهق، وهذا ما خلق لديه مساحة شاغرة راح جاهدا يردمها في كل ما استطاع من علاقات. انقلب على الأب، قتله فيه بما ينزّ من ممنوع ومحظور وعيب وحرام وراح أبعد مما قد يصله عاشق في زمن واحد. شغف بالأنوثة شغفا استثنائيا واصطف وراءها وبجانبها وعليها وخط بها قصيدته. يبوح شوقي بأنه لطالما رأى في الزواج إجهاضا كاملا للقصيدة فضحى بالكثير من النساء اللواتي أحبهن كواقع كي يربحهن في الحلم وفي اللغة. اذا الرجل يعيش في رأسه وفي مجازه وليس يؤمن بأي شيء دونهما. هل هناك أشياء إن لم نفعلها في وقتها تتحول الى حالة مستعصية العلاج وتلتصق في لاوعينا فتحفر زمنا من الخوار؟ يجيب: «طبعا، لذا لست معنيا بأن أخلص للمرأة بذاتها باسمها وبلون عينيها. إنها الأنوثة الكونية التي تحتوي النساء جميعا». يعترف كاتب «فراشات لابتسامة بوذا» بصراحة لم أعهدها من قبل: «أنا ممسوح دائما بذاك النسيم الذي يهب من جهتهن، ولكن لن يدفعنني الى الكتابة لو تحولن الى زوجات». ولكن الخمسيني القمحيّ وبعدما أنجز ما أنجز من مجموعات شعرية، وبعدما خاف من شيخوخة ستأتي لا محالة، وبعدما عاش كل قصص الحب، قرر أن هناك تجربة إنسانية (مغامرة سمّاها) لم يخضها، تزوج الشاعرة السمراء رنيم ضاهر وأفهمها انه لا يستطيع مقاسمة الفراش مع أحد، واشترط عليها أن ينام كل في غرفة، هو بذلك يظن أنه يحمي الجسدين من الانكشاف والتلف والهتك البشع. «صراخ الأشجار» هو أول مجموعة شعرية أصدرها بعد الزواج. جمع كلمة «صراخ» مع كلمة «الأشجار» (أفهمك جيدا صديقي الشاعر). الزواج أخذ البعض من جنونه ومن حريته وروضه قليلا، ولكنه علّمه المسؤولية ولوى ذراع الأنا العظيمة المطلقة النرجسية.
جرأة
دعوتها للنوم في منزلي بسبب أزمة كهرباء في منزلها فردت ضاحكة: «لو فيي غيّر تختي كنت تزوجت»، من هنا بدأت «علوية صبح» تحدثني عن سرير تألفه ولا تتحمل آخر بجانبها فيه، وعن منزل تسكنه ولا تستطيع مشاركته مع آخر، وعن أفكار تخترعها وصور وخيالات تكتبها ولا تستطيع وهي في حضرة الكتابة أن تقوم بأي التزام آخر مهما كان حثيثا، فتفرغ دواخلها من كل المشاعر حتى من حاجاتها الجنسية. تركيبتها النفسية والعقلية، إضافة الى تجربة أهلها الذين عاشوا زيجات تشبه كل زيجات المجتمع الشرقي الفاشلة، والكتابة التي بدأتها باكرا جدا، كل هذه الأسباب أودت بها الى قرار حاسم بأن لا زواج ولا أطفال. هي لا تعي كل أسرار هذه التركيبة ولكنها تؤكد انها لم تمر بصراع حول الزواج لأنها لم تكن الفكرة أصلا واردة أو موجودة. تبوح بهدوء لاذع: «هو قدرة وقوة وتحمل ومسؤولية والتزام وتقبل وتنازل وخضوع، وأنا لا أملك صفات الأم والزوجة». كاتبة «مريم الحكايا» اختارت الوحدة الجميلة الشغوفة والتي قد تحتوي بعض المنغّصات ولكنها تبقى الأجمل بالنسبة لها. علوية تعرف ماذا أرادت وكيف تفعل ما تريد باشتهاء، تعترف بأنها ليست بكائن اجتماعي يستطيع الخضوع لمؤسسة وانها ليست ضد الزواج ولكنها لم تكن يوما قادرة عليه. هل هو ضعف أم قوة؟ تجيب»: لا أعرف لكني أعتبر أن الذي يخوض هذه التجربة جريء، والذي يختار العزوبية جريء ايضا، مشاركة الغير الحياة قوة والعيش في عزلة قوة اخرى والضعف موجود فينا في الحالتين ولكنه يتجسد على شكل الخوف». هي تدفع ثمن وحدتها ولكنها لا تأبه فعندها رصيد يكفي. «أحببت رجالا كثيرين ربما لم يقنعوني بفكرة الزواج». هل يختلف وضع المبدع المتزوج عن المبدعة المتزوجة؟ تعتقد علوية بأنها لو كانت رجلا لتزوجت لأن الرجل الكاتب يرمي المسؤولية على زوجته بينما المرأة الكاتبة هي التي ترهق ما بين الأولاد والزوج والكتابة والاهتمام بحاجاتها. تحب كاتبتنا الأطفال ولكنها لا تعتبر ان الأمومة حاجة. «أفتقد الزوج حين أحتاج مساعدة ما في البيت كتركيب قنينة غاز مثلا». تضحك بنهم.
حين قال جبران خليل جبران «قفوا معا ولكن لا يقرب أحدكم من الآخر كثيرا لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها». هل كان يعلم أن الذي يقوله مستحيل حدوثه في الزواج. أصلا هل تزوج جبران يوما؟ سؤال شاعرة متزوجة مرتين ومنجبة لطفلين.
لوركا سبيتي: السفير
إضافة تعليق جديد