المتطرفون يواصلون محاولات اقتحام الأقصى وإغلاق معبرين يربطان بين الأراضي المحتلة وغزة
يواصل أعضاء من اليمين المتطرف الإسرائيلي محاولاتهم لدخول المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، والذي دخله أحدهم، صباح اليوم، على الرغم من تفاقم التوتر ودعوة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى "ضبط النفس"، في حين طالبت الجامعة العربية بـ"وقف الانتهاكات".
واندلعت اشتباكات جديدة بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في إحياء مختلفة من القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك البلدة القديمة حيث يقع المسجد الأقصى، وجرت اعتقالات، في حين صادقت الحكومة على تشديد العقوبات على راشقي الحجارة لمدد تصل الى السجن 20 عاماً.
ومن جهتها، طالبت الجامعة العربية، اليوم، المجتمع الدولي بـ "التحرك الجاد" لوقف "انتهاكات إسرائيل لحرمة المسجد الأقصى بعد زيارة نائب إسرائيلي يميني متطرف لباحة المسجد، في حين أكد الملك الأردني عبدالله الثاني أن بلاده ستواصل التصدي للممارسات الإسرائيلية "الآحادية".
وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، قال نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي إن "اسرائيل وصلت الى الخط الاحمر" في اشارة الى المسجد الاقصى "ولا يمكن لأي طرف عربي أو اسلامي أو دولي ان يغض الطرف عن ضرورة وضع حد نهائي لهذه الممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال".
وحذر بن حلي من أن "المساس بالقدس سيؤدي الى نتائج لا ندرس مداها".
وفي القدس المحتلة، قالت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال لوبا سمري إنه تم اعتقال 17 فلسطينياً، الجمعة والسبت في القدس، ليرتفع عدد المعتقلين الى 111 فلسطينياً منذ 22 تشرين الأول الماضي.
وقال مصدر في الشرطة إن 900 فلسطيني اعتُقلوا في القدس خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.
في الوقت نفسه، صادقت الحكومة الإسرائيلية، اليوم، على مشروع قانون لتشديد العقوبات على الشبان الذين يقومون بإلقاء الحجارة، بحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو، قال إنه "سيتم زيادة بنود جديدة على قانون العقوبات، ما سيسمح بفرض عقوبات أقصاها السجن لمدة 20 عاماً على من يرشق الحجارة أو أي غرض آخر على السيارات".
ونقل البيان عن نتنياهو قوله "اسرائيل تعمل بحزم ضد المخربين وراشقي الحجارة وضد هؤلاء الذين يلقون الزجاجات الحارقة والمفرقعات".
وبشأن الوضع في الحرم القدسي، كرر نتنياهو القول إنه "لن نقوم بتعديل ترتيبات العبادة والدخول الى جبل الهيكل. نحن ملتزمون بالابقاء على الوضع القائم لليهود والمسلمين والمسيحيين".
وأضاف "من الضروري الآن تهدئة الوضع والتصرف بمسؤولية وضبط النفس.. من السهل إشعال الكراهية الدينية ولكن من الصعب إطفاءها"، مؤكداً "تم ارسال هذه الرسالة بأوضح طريقة ممكنة" الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالاضافة الى نشطاء اليمين المتطرف الإسرائيلي.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية بياناً عن الرئاسة الفلسطينية اعتبرت فيه كلام نتنياهو "خطوة في الاتجاه الصحيح".
وجاء في البيان أن هذا الكلام "خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة لما يمثله المسجد الأقصى المبارك من أهمية دينية للمسلمين، وضرورة استمرار العمل على خلق أجواء التهدئة".
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن "هذه الانتهاكات والاستفزازات من المتطرفين ستؤدي إلى نتائج خطيرة ستنعكس على المنطقة بأسرها، وتؤجج حالة عدم الاستقرار والتوتر في فلسطين والمنطقة، وهذا ما لا نريده".
ويشير الوضع المتوتر والصدامات المتكررة التي يتسبب بها المستوطنون المتطرفون ومن خلفهم قوات الاحتلال في القدس الشرقية ،منذ أشهر، الى امكانية اندلاع انتفاضة ثالثة.
وصباح اليوم، زار النائب المتطرف موشيه فيغلين المسجد، فقابله زوار مسلمون بهتافات "الله اكبر" احتجاجاً.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية خمسة إسرائيليين من اليمين المتطرف. وقالت المتحدثة باسمها إن أحدهم حاول الصلاة في باحة المسجد، بينما اشتبك الأربعة الآخرون مع الشرطة عند محاولتهم دخول الباحة.
وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة باحة الأقصى في أوقات محددة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.
من جهته، دعا وزير الإسكان أوري إريئيل من "حزب البيت اليهودي" القومي المتطرف، في حديث للإذاعة العامة، إلى منح اليهود الإذن بالصلاة هناك. وقال "يجب السماح لليهود بالصلاة في جبل الهيكل (الاسم اليهودي للمسجد الأقصى) يوجد مكان للجميع هناك".
وانتقد إريئيل، أيضاً، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كرر عدة مرات، في الأيام الأخيرة، عدم نيته تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وتزايد التوتر، مساء الأربعاء الماضي، مع محاولة قتل أحد قادة اليمين الاسرائيلي المتطرف يهودا غليك، الذي يسعى منذ سنوات للسماح لليهود بالصلاة في باحة الأقصى، والتي طردته منها الشرطة الاسرائيلية عدة مرات.
وأصيب غليك (48 عاماً) باطلاق النار من راكب دراجة نارية في القدس الغربية وحالته خطرة لكن مستقرة.
وعمدت السلطات الاسرائيلية، الخميس الماضي، الى إغلاق الأقصى أمام المصلين المسلمين، في ضوء تصاعد التوتر في القدس الشرقية المحتلة إثر قتل الشرطة الاسرائيلية الفلسطيني المتهم بمحاولة قتل غليك، قبل أن تعود عن قرارها في اليوم التالي.
من جهة ثانية، اندلعت اشتباكات عند حاجز قلنديا القريب من رام الله في الضفة الغربية، اليوم، بعد أن خرج ناشطون فلسطينيون إلى الشوارع للاحتجاج على إغلاق المسجد الأقصى.
ورشق عشرات الفلسطينيين قوات الاحتلال بالحجارة وردت القوات باطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وقال الناشط الفلسطيني عصام بكر "بالتزامن وبالترابط مع ما يجري في مدينة القدس المحتلة نؤكد تمسكنا في مدينة القدس باعتبارها عاصمة دولة فلسطين ونؤكد بطلان إجراءات الاحتلال الإسرائيلي فيها".
- من جهة أخرى قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن المعبرين اللذين يربطان بين فلسطين المحتلة وغزة أغلقا حتى إشعار آخر بعد إطلاق صاروخ من القطاع يوم الجمعة الماضي.
وأضافت المتحدثة إن "نقطتي عبور الأفراد والبضائع ايريز (بيت حانون) وكيريم شالوم (كرم ابو سالم) أغلقتا حتى إشعار آخر، باستثناء المساعدة الإنسانية".
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى ابو مرزوق، من جهته إن "إغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون تصرف صبياني غير مسؤول وما يقوم به الاحتلال من إجراءات على المعبرين يخالف ما تم التوصل إليه عند وقف إطلاق النار" الذي ابرم في 26 أب ووضع حدا لحرب استمرت خمسين يوما.
وأضاف ابو مرزوق أن "ما قدمه الاحتلال من تبرير رسالة مرفوضة"، وبعد أن تساءل "أين السلطة الفلسطينية من قيامها أيضا بمسؤولياتها"، طالب ابو مرزوق "بالبدء بفتح معابر أخرى لا إغلاق ما هو موجود ولا يلبي حاجات الإعمار ولا بأي شكل من الأشكال".
وكالات
إضافة تعليق جديد