المفاوضات النووية تقترب من لحظة حسم

17-11-2014

المفاوضات النووية تقترب من لحظة حسم

تنهي ايران ومجموعة «5+1» في فيينا هذا الاسبوع، مفاوضات صعبة قد تؤدي الى ابرام اتفاق تاريخي بشأن البرنامج النووي الايراني، إذا ما تمكن الطرفان من حل القضايا العالقة قبل حلول الموعد النهائي لهذا الاتفاق قبل الرابع والعشرين من تشرين الثاني الحالي.
وبعد سنة من محادثات شملت كل الجوانب، تأتي ساعة الحقيقة، حيث يفترض ان يلتقي الدبلوماسيون غداً، في جولة مفاوضات نهائية تستهدف التوصل الى اتفاق شامل.
وتمثل هذه المحادثات، في مرحلتها الاخيرة «افضل فرصة متوفرة امامنا على الاطلاق لحل هذه المشكلة سلميا»، حسبما صرّح مؤخراً وزير الخارجية الاميركي جون كيري، فيما يشكل فشلها «سيناريو خطراً على العالم اجمع»، بحسب تعبير المفاوض الإيراني عباس عراقجي.
وسيسمح التوصل الى اتفاق شامل الطريق امام تطبيع العلاقات بين ايران والغرب، وكذلك امام امكانيات التعاون خاصة مع واشنطن لمواجهة، في شكل خاص، الازمات في العراق وسوريا.
ويبدو الرهان مهماً للغاية، وهو ما دفع واشنطن وموسكو إلى طرح خلافهما الحالي بشأن اوكرانيا جانباً، إذ دعا جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف معاً يوم الاربعاء الماضي الى «ايجاد اتفاق شامل باسرع وقت ممكن» حول البرنامج النووي الايراني.
وتطالب ايران بحقها بامتلاك قدرة نووية مدنية كاملة وتؤكد ان برنامجها لا يخفي اي بعد عسكري. اما الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا وروسيا) والمانيا التي تمثل المجتمع الدولي في اطار ما بات يعرف بمجموعة «5+1»، فترغب من ناحيتها في ان تحد قدرات طهران التقنية بشكل يجعل هذا الخيار مستحيلا. كما وتطالب ايران من جانبها برفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الامم المتحدة والدول الغربية. ويبقى ابرام هذا الاتفاق بحلول الموعد الاقصى في 24 تشرين الثاني الحالي رهنا بالجهود الكبيرة التي سيبذلها المفاوضون خلال جولة الاسبوع الحالي، في حين تبقى «مسائل مهمة» عالقة تحتاج للتسوية كما ذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
ويمثل تخصيب اليورانيوم النقطة الاكثر حساسية في الملف. ويستخدم اليورانيوم عند تخصيبه بمستويات متدنية كوقود للمحطات النووية من اجل توليد الكهرباء. لكن عند تخصيبه بمستويات عالية، وذلك يستلزم كميات كبيرة من المواد الاولية، يمكن استخدامه لصنع القنبلة الذرية.
ويعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايراني آية الله خامنئي الذي يملك كلمة الفصل في المفاوضات، ان الطاقة النووية حق لا يمكن ان تتنازل عنه ايران. ويرغب في ان تمتلك ايران قدرات صناعية لتخصيب اليورانيوم، فيما يطالب المجتمع الدولي من ناحيته بالحد من هذه القدرات بشكل صارم.
ولكن ما هو التقدم المنجز حتى الآن، والذي دفع بكثيرين إلى التفاؤل بشأن احتمال التوصل الى اتفاق شامل؟
 يبدو ان ايران وافقت على مبدأ تعزيز مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمخزوناتها من الوقود النووي، ولا تستبعد اعادة النظر في طبيعة نشاط مصنعها في فوردو، ثاني اهم موقع لتخصيب اليورانيوم بعد موقع نتانز. كما ابدت طهران استعدادها لتغيير تصميم مفاعلها الذي هو قيد الانشاء في اراك بشكل يجعله ينتج كميات اقل من البلوتونيوم مما كان مقررا. ويمكن استخدام هذه المادة لمآرب عسكرية، مثل اليورانيوم المخصب.
في المقابل، فإن المتشككين ينطلقون من عقبات محتملة، استناداً إلى ما رشح من نتائج في جولات التفاوض السابقة.
وتبقى مدة سريان مفعول اتفاق محتمل موضع المناقشة. فواشنطن ترغب في ان يمتد على مدى عشر سنوات على الاقل، فيما تريد ايران ان يكون اقل بكثير. وعلاوة على ذلك، فإن الوتيرة التي سترفع بها العقوبات تشكل ايضا نقطة حساسة. وإلى جانب الصعوبة التقنية لرفع هذه العقوبات، فإن المسألة تستلزم تصويتاً في الامم المتحدة والكونغرس الاميركي بعدما انتقلت السيطرة في مجلس الشيوخ الى المعارضة الجمهورية على اثر انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني الحالي.
ويبقى السؤال: هل سيحصل تمديد جديد للمهلة في حال عدم حسم المسائل العالقة؟ امام الصعوبات التي يواجهها الطرفان، بدأ الخبراء يتوقعون تمديدا جديدا. وقال روبرت اينهورن، المستشار الخاص السابق لدى وزارة الخارجية الاميركية لشؤون مراقبة الاسلحة: «ليست هناك عمليا اي فرصة لابرام اتفاق شامل في 24 تشرين الثاني»، مضيفاً «اعتقد انهم سيتفقون على تمديد الاتفاق المرحلي لعدة اشهر».
والى جانب المعوقات المعروفة، فإنّ ثمة حاجة لمعرفة رأي الغالبية الجمهورية المتشددة في مجلس الشيوخ. وكعادتها، بدأت اسرائيل امس التشويش على المفاوضات، حيث اعربت عن دعمها الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، لكنها حذرتها من اي «تساهل» قد يبديه المجتمع الدولي بشأن ايران وبرنامجها النووي.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس، لقناة «سي بي اس الاميركية «ادعم الرئيس (باراك) اوباما الذي يقود التحالف»، مضيفاً «يجب مكافحة الدولة الاسلامية ويجب الانتصار عليها ويمكن الانتصار».
لكنه أضاف «اننا نواجه نزاعاً عالميا هنا في الشرق الاوسط اجتاحه الناشطون الاسلاميون الذين تقودهم القاعدة والدولة الاسلامية من السنة، والناشطون الاسلاميون الذين تقودهم ايران وحزب الله الشيعي، نريد ان يخسر هذان الطرفان». وأكد ان «آخر ما نريده هو ان يحصل احدهما على اسلحة دمار شامل... تصوروا ما قد تفعله ايران لو كان لديها اسلحة نووية».
وأضاف نتنياهو مخاطبا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ان «ايران ليست حليفتكم، ايران ليست صديقتكم.. ايران عدوتكم، ليست شريككم، ايران ملتزمة تدمير اسرائيل». وتابع «لا تنخدعوا بحيل ايران انهم ليسوا أصدقاءكم».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...