النفط يتراجع متأثراً بمخاوف من الديون السيادية
نزل سعر خام «برنت» عن 117 دولاراً للبرميل امس، مع تنامي المخاوف من تعثر محتمل عن تسديد ديون سيادية على جانبي الأطلسي ومع تأثر الأسعار بإطلاق جديد محتمل لمخزونات الطوارئ من جانب وكالة الطاقة الدولية. وتراجعت عقود برنت 97 سنتاًَ إلى 116.29 دولار للبرميل بعدما لامست 116.12 دولار في وقت سابق من الجلسة، في حين فقد الخام الأميركي 47 سنتاً مسجلاً 96.77 دولار للبرميل.
وتخلت أسعار النفط عن مكاسب الجمعة مع إقبال المستثمرين القلقين على الذهب الذي سجل مستويات قياسية مرتفعة امس. ولا يقدم صنّاع السياسات على جانبي الأطلسي حلولاً واضحة للسوق بشأن مشاكل الديون، ما اضطر المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن. وفي أوروبا فشلت ثمانية مصارف من أصل 90 مصرفاً في اجتياز «اختبارات تحمل» استهدفت معرفة إن كان بمقدورها الصمود في مواجهة ركود طويل. وكان من المتوقع اخفاق 15 مصرفاً. لكن النتائج الأفضل من المتوقع لاختبار التحمل لم تبدد المخاوف التي تهيمن على الأسواق.
ويُتوقع ان تجتمع وكالة الطاقة الدولية مع اعضائها بحلول 23 تموز (يوليو) لتقرير ما اذا كانت ستسحب مزيد من مخزونات النفط الطارئة. وفي الشهر الماضي طرحت الدول الاعضاء بالوكالة 60 مليون برميل في ثالث خطوة من هذا القبيل في تاريخ الوكالة. وتحتاج الوكالة الى دعم كل اعضائها البالغ عددهم 28 إذا كانت ستطرح مزيداً من النفط في سوق الخام المتقلبة.
وكشفت شركة «بي بي» النفطية عن حادث تسرب جديد في خط انابيب نفطية في ألاسكا، في انتكاسة لجهود الشركة العملاقة لإعادة بناء سمعتها بعد البقعة النفطية في خليج المكسيك أمام السواحل الأميركية. وأفادت «بي بي» أمس، بأن خطاً للأنابيب ينقل 30 ألف برميل يومياً من حقل ليسبيرن شهد تسرباً خلال عملية اختبار، وأنه أغلق حالياً لاجراء عمليات صيانة. وقال ناطق باسم «بي بي»، إن «عملية التطهير جارية، وإن الشركة ستحدد سبب التسرب في الوقت المناسب».
وقالت إدارة ألاسكا للحفاظ على البيئة، إن التسرب حدث السبت، وقدّر بنحو 19 ألف ليتر و9500.
ولشركة «بي بي» التي تتخذ من لندن مقراً، تاريخٌ طويل من البقع النفطية المتسربة من خطوطها في ألاسكا، وهي حوادث تضر بصورتها في أعين الأميركيين، خصوصاً أن نحو 40 في المئة من أصولها موجودة في الولايات المتحدة. وتَسَبَّبَ الانفجار السابق الذي حدث في حقل ماكوندو البحري النفطي المملوك لـ «بي بي»، بأسوأ بقعة نفطية بحرية في تاريخ الولايات المتحدة، بعد تسرب نحو خمسة ملايين برميل من النفط في مياه الخليج، وهدد مستقبل الشركة النفطية العملاقة في الولايات المتحدة.
وأبلغ مصدر في صناعة النفط وكالة «رويترز» أمس، بأن الإمارات في سبيلها إلى انتاج نحو 2.5 مليون برميل من النفط يومياً في تموز (يوليو)، انخفاضاً من أعلى مستوى لهذا العام عند 2.6 مليون برميل يومياً في حزيران (يونيو). وأفاد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه بأن «الانتاج سجّل مستوى قياسياً في حزيران (هذا العام) حول 2.6 وسيكون (إنتاج) يوليو حول نطاق 2.5 ولكن من السابق لأوانه التكهن به».
وأعلنت مجموعة «أو أم في» للنفط والغاز أمس، أنها تستعد لاستئناف الإنتاج في اليمن بعد الانتهاء من إصلاح خط أنابيب. وكانت «أو أم في» أوقفت الإنتاج في اليمن في آذار (مارس)، بعدما تسبب هجوم نفذه رجال قبائل في إغلاق خط أنابيب يستخدم للتصدير. وكان معدل إنتاجها في اليمن العام الماضي 6600 برميل من المكافئ النفطي يومياً أي نحو اثنين في المئة من إجمالي إنتاجها العالمي.
وأشارت «أو ام في»، ومقرها فيينا، في بيان: «تم إصلاح خط الأنابيب نهاية الأسبوع الماضي. نستعد لاستئناف الإنتاج وهو ما سيستغرق بعض الوقت».
وأعلن مسؤول إيراني امس، أن وزارة النفط الإيرانية ستوقِّع مع شركة تركية خاصة على صفقة تقضي ببيع 4 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً إلى تركيا. ونقلت قناة «برس تي في» الإيرانية عن نائب وزير النفط الإيراني جواد عوجي قوله إن إيران ستسلم ما بين 3 إلى 4 ملايين متر مكعب إلى الشركة التركية يومياً. وأضاف ان «الصفقة تختلف عن اتفاقات التصدير الراهنة»، والتي تقضي بتزويد تركيا 25 إلى 30 مليون متر مكعب من الغاز. وأشار إلى ان الشركة تحتاج إلى الغاز الطبيعي لتحويله إلى غاز طبيعي مسال يستخدم في السوق التركية.
وقال عوجي إن «وزارة النفط ستوقع الاتفاق مع الشركة التركية خلال السنة الحالية» من دون الكشف عن اسمها. يشار إلى انه في كانون الثاني (يناير) الماضي أعلنت شركة الغاز الوطنية الإيرانية ان إيران صدرت في العام 2010 حوالى 8.25 بليون متر مكعب من الغاز عبر أنبوب إلى تركيا. ويذكر ان إيران تملك ثاني أكبر احتياط من الغاز الطبيعي بعد روسيا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد